من دهاة العرب..؟؟

عُرف عن العرب المتقدمين,
-والذين عاصروا فترة الجاهلية والبعثة المحمدية
- أن دهاة العرب هم الأربعة بداية بالثلاث الأكثر شهرة :

معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة,
أمّا رابعهم فهو زياد بن سمية أو زياد ابن ابيه المتأخر قليلاً عنهم, والذي رجّح الأغلب أنّه ابن ابي سفيان بن حرب وقد قيل أنّه
- أي ابا سفيان - كان يتردد على جارية في الجاهلية وهي سمية أم زياد ...

والواقع أن الدهاة كثر فأبو سفيان بن حرب نفسه كان أحد الدهاة وإن كان أقل من هؤلاء الأربعة مرتبةً, وقد يكون ما ينسب زياد لأبي سفيان هو أنه - أي أبا سفيان - داهية وابنه معاوية من الدهاة إذن فالمنطق يقول أن زياد الداهية الآخر هو الأقرب لعائلة الدهاة هذه .

أمّا عن زياد ابن ابيه فلقد وُلد في السنة الأولى من الهجرة ولذا فلم يكن ليعي منزلة عمر بعد أن كَبُر, أو أن يكون هناك ثمّة لقاء بين الإثنين إلا أنه ثبت في الكتب وفي مقالات العرب أن زيادًا كان في مجلسٍ فيه عمر فتحدّث بكلام منمّق وفصل فيه بقدرته على الكلام ..

فأعجب به عمر وقال : لله هذا الغلام ! ..
لو كان قرشيًا لَساق العرب بعصاه!
ومما يُروى أن أبا سفيان كان جالسًا حينما قال عمر هذا الكلام,
فهمس لعلي بن ابي طالب رضي الله عنه :
أنّه والد هذا الغلام - على زياد -

فسأله علي : أن لماذا لم تعترف به وتستلحقه ..
فقال أبو سفيان : أخاف هذا الجالس .. أن يخرق عَلَيَّ إهابي ..
ويقصد بـ : هذا الجالس عمر بن الخطاب رضي الله عنه .

وجاء معاوية من بعد والده ووعد زيادًا
أن يعترفَ به أخٌ من والده أبو سفيان ..
وكان ذلك فجاءَه الرد مسرعًا من ابن المفرغ الحِمْيَري
الذي كان أحد خصوم معاوية بثلاثة أبيات زلزلت هذه الشهادة والإعتراف من معاوية بزياد -الأخ الجديد-

فقال :
ألا أبلغ مُعاويةَ بن حربٍ ... مُغلغلةٌ عَن الرجُل اليماني
أتَغضبُ أن يُقال : أبوكَ عفٌّ ... وترضى أن يُقال : أبوك زاني!؟
فاشهد أن رَحْمَكَ من زيادٍ ... كَرَحمِ الفيلِ من ولَد الأتاني..
ولكم تحيات
ماجد البلوي