قرار من مقهى الأكابر..؟؟

دارَ نِقاشٌ حاد تحت قبة جامعة الجواري بين الحيوانات الأليفة حول مسألة إخفاء الحمامة الجريحة عن أعين الحيوانات المفترسة، فأرتفع صوتٌ فوق بقية الأصوات سائلاً: "ومن سيخفيها؟" ..

عَمَ المجلس الصمت وتبادل الأعضاء النظرات، حتى اقتحم السيد الحمار البدين بصوته الجهوري المعتاد قائلاً: "تاريخنا مشرقٌ ولا احد يستطيعُ سد الشمسِ بغربال" ..

فضجت القاعة بالتصفيق، حتى أستأنف حديثَهُ بهدوءٍ هذه المرة، قائلاً: "رغم ذلك، لا أستطيع إيواء الزميلة، لأن ذلك يخلُ بأتفاقيتي مع سيادة الدب" ..
فتشجع الغزال وقال: "انا ايضاً على عهدٍ مع النمر، والحمامة عبئٌ فوق طاقتي".

نهضت الدجاجة والدمعة تكاد تسيل من على خدها حزناً، وقالت: "رَحَلَ زوجي إلى ديار الثعالب لإبرام أتفاقيةٍ معهم، ومساعدتي للغالية سيؤثر سلباً على صفقتنا" ..

كان صوتها يسير تنازلياً نحو النبرة الأحزن حتى انتهت قائلة: "أُناشِد ُكُلَ شُرَفاء العالم ان يساعدوا حمامتنا الغالية وزوجي المسكين" ..

عاد الصمتُ ليسود الحضور من جديد، حتى قال الخروف: "زملائي العِظام، كلنا نعلم العهد الذي بيني وبين صديقنا الذئب، أي انني لست افضلَ منكم حالاً،

لِذا اقتَرِحُ عليكم تسليم الزميلة حمامة كعهدةٍ عند السيد الأسد، بذلك نضمن لها مسكناً لايقربه احدٌ ابدا" ..
فصوت الحضور بالإجماع على انها فكرة عبقرية..
ولكم تحيات
ماجد البلوي