من الادب المصري القديم
قصة الملاح التائه
نقشت علي برديه ترجع الي نحو عام 1800 قبل الميلاد..

----------------------------------------------------
تحكي ان بحارا اصطدم بجزيره زاهره بعرض البحر المتوسط اصطداما هائلا،فقد ابحر و معه 500 من اشجع البحاره المصريين و اكثرهم حنكه ،علي ظهر سفينه ضخمه يزيد طولها عن مئة قدم و عرضها عن الثلاثين.في بعثه الي المناجم،و بينما هم مبحرين ،هبت عليهم رياح هوجاء ،و عاصفه مهلكه و اصطدمت السفينه بامواج عاتيه يصل ارتفاعها الي ثلاثين قدما،فهلك العديد من الرجال سقوطا في البحر و في النهايه تبعتهم السفينه نفسها..

و القي بحارنا ،الذييجاهد للبقاء علي قيد الحياه ،بنفسه من فوق المركب الذي بدا في الغرق؛و تشبث بلوح من الخشب ،و ظل التيار يجرفه و هو متشبث باللوح الطافي لمدة ثلاثة ايام و ثلاث ليال .وفي اليوم الرابع طرحته موجه عملاقه علي شاطيء جزيره غريبه و غامضه ؛جزيرة كا .فزحف لاهثا الي ماوي تحت شجره..

بعد ان استراح قليلا قرر ان يستكشف ما حوله و يبحث عن ناجين اخرين .و تسمر من هول المفاجاه عندماراي قدرا هائلا من الكروم و الشجيرات التي تحمل العنب ،و التين ،و التوت .و شاهد حيثما وجه بصره فيضا من الحياه:القمح و الشعير و كل الثمار و الطيور و الحيوانات ؛كلها تجول في جزيره غير ماهوله بالبشر و بعد ان ملاء معدته بالفاكهه قرر ان يحفر حفره و يشعل فيها النار و شرع في طهي بعض اللحم و السمك لنفسه و قدم قرابين مشويه للالهه امتنانا من اجل سلامته و حسن حظه..

و سرعان ما بدات الارض تهتز ،و الاشجار تضطرب .و فجاه برز ثعبان عملاق جسمه مكسو بحراشف ذهبيه ،رافعا راسه نحو البحار الممتليء رعبا .و فتح الثعبان فكيه ،و تحدث بصوت هادر ،سائلا البحار عن المكان الذي جاء منه _و قال انه اذا كانت اجابة البحار مغايره لما كان -الثعبان -قد سمعه فعلا من قبل فسيلتهمه..

و حكي البحار و هو يرتعد رعبا قصة العاصفه و موت كل زملائه ،و طمانه الثعبان و اكد له بانه امن لانه جاء للجزيره عبر البحر ،و انه كان الناجي و المختار الوحيد من الكارثه التي اهلكت العديد من الرجال العظماء ،و كشف الثعبان انه واحد من 75 ثعبانا عاشت علي الجزيره ،بالاضافه الي فتاه صغيره جاءت مؤخرا عندما سقط نجم .و اخبر الثعبان البحار ان لديه نعمة القدره علي التنبؤ ،

و تنبا له بان سفينة انقاذ ستصل خلال اربعة شهور لتعيده الي بلده نو نظرا لاحساسه الغامر بالامتنان تعهد البحار بالعوده الي الجزيره و معه كنوز و قرابين ،عطور نو بخور ،و حيوانات من مصر كهدايا للثعبان
و ضحك الثعبان فلم تكن جزيرته بحاجه لاي شيء يمكن ان يحضره البحار .و اضاف ان جزيرة كا سوف تغرق في البحر الذي جاءت منه بعد ان يرحل البحار ،و لن تظهر نفسها مرة اخري الا للتائه المختار التالي..

و بعد مرور اربعة اشهر نو صلت السفينه .و اهدي الثعبان للبحار هدايا من العاج ،و الكحل و العطور الفاخره ،و نبات السنا ،و التوابل ،و الاخشاب ،و الذهب ،و الفضه ،و الزراف ،و القرود،لياخذها معه الي مصر.و امضي هو ورفاق السفينه الجدد شهرين مبحرين،و شاهد الجزيره تتضاءل و تتضاءل حتي اختفت من مجال البصر تماما كما اخبره الثعبان..

وتاثر الوزير بهذه القصه للغايه و نقلها الي الفرعون الذي امر بدوره رئيس الكتبه امون امونا بتدوينها علي البردي .و كوفيء البحار بمنصب كبير موظفي القصر ،تعويضا له عن محنته و مكافاة عن روح المغامره -اوربما لابداعه في اختراع هذه القصه لتفسير الكيفيه التي اصبح بها ثريا..
ولكم تحيات
ماجد البلوي