تاريخ جهاد الأصابعة 1913م في ليببا..؟؟

كانت معركة الاصابعة في 23 / مارس / 1913 ف , هي المعركة الحاسمة والأخيرة في الفترة الأولى من الجهاد في الحروب الطرابلسية ففي فجر 26 مارس وعند الساعة الثالثةصباحاً بالضبط بدأت بطاريات

العدو تصلى مواقعنا بنيران شديدة متواصلة على طول الجبهة المـمتدة من العجيلات والعزيزية وأبى غيلان وغريان وقبل شروق الشمس بقليل شرعت القوات الايطالية التي تقدر بأربعين ألف جندي والمعززة

)بالبندات ) المحلية التي تعمل تحت أوامر الرؤساء الذين انضموا إليها في هجوم عنيف على خطوطنا وكانت قواتنا على استعداد تام للدفاع عن المواقع التي أعدت لصد هذا الهجوم ومرتبه على الوجه الاتى :

◄الشيخ أحمد السني والشيخ خليفة بن عسكر والشيخ أحمد البدوي على راس ألفى مسلح يرابطون في هنشير أبى زايد .

◄والشيخ سليمان بن سآسى والشيخ محمد الوحيشى والشيخ عريبى قراده والشيخ محمد بيرى وصالح افندىالخضراوى والشيخ محمد بن سعيد, وتقدر القوات التي تحت قيادتهم بثلاثة ألاف مقاتل في الحوض

وكان سيدي محمد بن عامر المقرحى والشيخ محمد بن الحاج حسن والشيخ محمد الوفاتي وتقدر قواتهم بألفي مسلح قد أخذوا أماكنهم في قبر زايد وبئر مداكم وهناك قوة احتياطية أخرى لاتتعدى ألف مجاهد تحت قيادة الشيخ أحمد الشرع وأما الخيالة فكانت مركبة من 250 فارس تحت قيادة الشيخ محمد بن عامر البوسيفى وكلهم من صناديد القوم وممن لهم دراية وخبرة في الحروب الماضية .

◄واما الربطة الشرقية ومنطروس فكانت بها قوات قوامها ألف مسلح تحت قيادة ) سليمان باشا البارونى ) وكان الشيخ سوف المحمودي يرابط في بئر الغنم على راس ألف وخمسمائة من المجاهدين .

تقدمت قوات ألعدو بقيادة الجنرال ( لوكيو ) وكان رئيس أركان حرب الكولونيل دي بونو الذي سارا فيما بعد واليا على ليبيا باسم مارشال إيطاليا تحت حماية المدفعية والطائرات.

من غريان إلى الأصابعة ومن أبى غيلان إلى منطروس والرابطة الشرقية ومن العزيزية نحو بئر مداكم وقبر زائد ومن الزاوية إلى بئر الغنم ومن العجيلات وإلى الحوض حيث اشتبكت بقواتنا في هذا الموقع اشتباكا مريعا وطاحنا اظهر فيه المجاهدون من البطولة والتضحية مالا يتصوره ألا من شاهد هذه المعارك وخاضها.

وهكذا استمرات حتى الساعة الخامسة مساءا هزم أثناءها العدو مرارا والقت كتائب الفرسان الرعب في صفوفه ولكن الذخيرة بدأت تنفيذ من المجاهدين وخاصة جناحنا الأيسر فتراجعت قواتنا إلى خط دفاع أخر وهو الهنشير الطويل أو خط الموت بتعبيرأصح حيث أستشهد فيه أكثر من 300 شهيد ..

وكان أول من نزل من فرسه وأخذ لجامها وغل به رجليه حيث لم يبقى له ميدان للكر والفر وهو سيدي محمد بن عمر البوسيفى مودعا حصانه الأدهم الذي شهد معه المعارك كلها قائلا لاركوب بعد اليوم وحذا حذوه ثلاثمائة من الفرسان والرجال فكبلوا أرجلهم وأقسمو جميعا ألايتركوا مواقعهم وقاتلوا قتالا شديد حتى استشهدوا جميعا,

وتحت جناح الليل رجعوا من الرابطة والتقوا بالشيخ سليمان البارونى في
صبيحة 24 مارس 1913ف , بعد نفذت الذخيرة التي في يد القوات.

◄وبهذه الصورة انتهت الواقعة الشهيرة ( بمعركة الأصابعة ) في التاريخ الإ يطالى , أما الخسائر التي تكبدها الجيش فكانت جسيمة جدا وقد لقي مصرعة اكثر من كبار ضباطهم منهم الجنرال ( كانتورى ) وغيره من ذوى الرتب , وهكذا انتهت الفترة الأولى من الحرب الطرابلسية التي بدأت من 5 أكتوبر 1911 ف إلى 24 مارس 1913 ف..
ولكم تحيات
ماجد البلوي