دراسة الطب

دراسة الطب رحلة طويلة لا يمكن اختصارها في عدة سطور، وعمومًا ليس لدراسة طب الأسنان علاقة بدراسة الطب البشري، ولا يمكن التحويل من كلية طب الأسنان إلى الطب البشري، أو العكس؛ لأن الدراسة في كلا الكليتين مختلفة عن الأخرى.

الدراسة عموما يتحكم فيها عوامل عدة منها الاستعداد الشخصي، والحالة المادية، والطموح، والصبر حيث إن دراسة الطب البشري 6 سنوات تمر فيها على المواد الأكاديمية مثل: علوم الهستولوجي، والفسيولوجي، والتشريح، والكيمياء الحيوية، ثم علم الأمراض، وعلم الفارما المتعلق بالأدوية، ثم العلوم الطبية المختلفة مثل: طب الأطفال، والباطنية، والجراحة، والعلوم المتخصصة مثل أمراض العيون، والأنف، والأذن، والحنجرة، والتخرير، ثم سنة الإمتياز، وتعمل فيها تحت إشراف الأطباء في المستشفيات شهرين في كل تخصص، ثم فترة التكليف في المناطق الريفية، وحسب تقديرك الذي حصلت عليه ستأخذ فرصتك في الدراسات العليا سواء معيدًا في الجامعة، أو معيدًا في أحد المستشفيات التعليمية، أو نائبًا في وزارة الصحة، وكلما كان تقديرك عال كلما زادت فرصتك في التخصص.

ثم دراسة الماجستير والدكتوراة، ويمكنك دراسة الزمالة المصرية في نفس الوقت، وإذا رغبت في السفر إلى الخارج، او في جامعات جدة و الرياض . فإن كل ذلك لا يغني، ولا يسمن من جوع، فيجب عليك دراسة المنهج الأمريكي للتحضير للعمل في البلاد الأجنبية USMLE، والمعنى
United States Medical Licensing Examination، وهو مكون من ثلاثة أجزاء، ويمكنك التفكير في دراسته بعد الانتهاء من دراسة البكالوريوس مباشرة، حيث إن المعلومات ما زالت حاضرة، والرغبة في الدراسة تكون مرتفعة.

أما دراسة الإنسان فتتعلق بدراسة تكوين وتشريح، وأمراض وعلاج وتقويم الإنسان، والتخصص يتم في التقويم، وفي جراحة الأسنان، وفي طب الأسنان العام، وفي التركيبات، ويمكنك الحصول على دبلوم تخصص، أو التعيين في الجامعة معيدًا حسب تقديراتك، وفي حال المقدرة المادية يمكنك فتح عيادة تقويم، أو تركيبات بعد التخصص، وهذه تعطي دخلاً جيدًا، ولكن يجب أن تجهز العيادة بالأدوات الحديثة.

عمومًا دراسة طب الأسنان أقصر وأسرع في العائد المادي، ودراسة الطب البشري أطول والعائد المادي فيها يأتي متأخرًا، ولكن يجب الاستعداد الجيد، والدراسة، والرغبة في التميز، وخدمة المجتمع، والتواضع، والقرب من الله واستحضار نية مساعدة الغير في كل خطواتك حتى يفتح الله عليك، ولك في صلاة الاستخارة باب طيب -إن شاء الله-.