تصحيح حديث " ما من مسلم يموت فيصلي عليه ثلاثة صفوف من المسلمين إلا أوجب "


" ما من مسلم يموت فيصلي عليه ثلاثة صفوف من المسلمين إلا أوجب (وفي لفظ: إلا غفر له) ".
أخرجه أبو داود ( 8/ 448- رقم 3166 عون ) ، والترمذي ( 4/ 112- 113 تحفة ) ، وابن ماجه ( 1/ 454) ، والبخاري في (( التاريخ الكبير )) ( 4/ 1/ 303) ، وأحمد ( 4/ 79 برقم 16770) ، والحاكم ( 1/ 362- 363) ، والطبرانى (19/299 ، رقم 665) من طريق محمد بن إسحاق ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن مرثد بن عبد الله اليزني ، عن مالك بن هبيرة ، وكانت له صحبة ، قال : كان إذا أتى بجنازة ، فقال من تبعها ، جزأهم ثلاثة صفوف ثم صلى عليها وقال ... فذكره . قال الترمذي : (( حديث حسن )) . وقال الحاكم : (( صحيح على شرط مسلم )) ووافقه الذهبي .

قال الألباني في أحكام الجنائز ) ( وقال الترمذي وتبعه النووي في " المجموع " (5 / 212): " حديث حسن " وأقره إلحافظ في " الفتح " (3 / 187)، وفيه عندهم جميعاً محمد بن اسحاق وهو حسن الحديث إذا صرح بالتحديث ولكنه هنا قد عنعن.فلا أدري وجه تحسينهم للحديث فكيف التصحيح!؟)).
قلت :صرح محمد بن اسحاق بالتحديث عند الروياني في مسنده (1537) فزالت بذلك شبهة تدليسه فقال حدثنا عمرو بن علي ثنا محمد بن أبي عدي عن محمد بن إسحاق قال حدثني يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله عن مالك بن هبيرة وكانت له صحبة وكان إذا اتى بالجنازة ليصلى عليها فذكر محمد بن إسحاق شيئا معناه فيقر أهلها جوانحهم ثلاثة صفوف ثم يصلى عليها ويقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي( ما صف صفوف ثلاثة من المسلمين على جنازة إلا وجبت))
قلت : وهذا إسناد جيد وعمرو بن علي هو الفلاس الحافظ المشهور ومحمد بن ابي عدي هو محمد بن ابراهيم بن أبى عدى القسملي وهو ثقة حافظ ،وقد صرح محمد بن اسحاق بالتحديث فزالت بذلك شبهة التدليس ولله الحمد والمنة .قال الحافظ بن رجب في فتح الباري(5/296) نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي( وقد نص أحمد على أنه يستحب جعلهم في صلاة الجنائز ثلاثة صفوف ، إذا أمكن أن يكون في كل صف اثنان فصاعداً ، واستدل بحديث مالك بن هبيرة ، أنه كان إذا صلى على جنازة فتقال الناس عليها جزأئهم ثلاثة اجزاء ، ثم قال : قال رسول الله: (( من صلى عليه ثلاثة صفوف فقد أوجب )) .
خَّرجه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه والترمذي .
وقال : حديث حسن .))
قلت :استدلال الامام احمد بهذا الحديث يدل على ثبوته عنده ،وسكوت الحافظ بن رجب عن تحسين الترمذي يفيد اقرار ابن رجب على تحسين الحديث.

ثم وجدت للحديث شاهدا قويا فقد أخرجه أبو بكر الشافعي في الغيلانيات (1/618- 819) - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ،
ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ النُّعْمَانِ، ثنا شَيْبَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا صُفَّ صُفُوفٌ ثَلَاثَةٌ عَلَى مَيِّتٍ، فَيَشْفَعُونَ لَهُ، إِلَّا شُفِّعُوا فِيهِ»
قلت :وهذا اسناد حسن وعبد الصمد بن النعمان قال الذهبي في الميزان (5079): " وثقه يحيى بن معين وغيره وقال الدارقطني والنسائي: ليس بالقوي " ووثقه ابن حبان أيضا والعجلي، كما في " اللسان "، فهو حسن الحديث .
ومحمد بن غالب هو تمتام ثقة مأمون كما قال الدارقطني. فثبت هذا الإسناد. والحمد لله.
وقد أخرجه ابو بكر الشافعي من طريق أخر عن شيبان فقال 820 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، ثنا شَيْبَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا صُفَّ صُفُوفٌ ثَلَاثَةٌ عَلَى مَيِّتٍ، فَيَشْفَعُونَ لَهُ إِلَّا شُفِّعُوا فِيهِ»
قلت :ومحمد بن يونس هو الكديمي وهو متهم ومنهم من يقويه .
والخلاصة ان حديث مالك بن هبيرة صحيح بشاهده وهو حديث ابي هريرة رضي الله عنه والحمد لله .

وأعلم ان هذه السنة قد عمل بها الصحابي شراحيل الكندي فقد قال الحافظ بن حجر في "الأصابة في تمييز الصحابة" (3/264- 3882)نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي( شراحيل الكندي ذكره بن منده وأخرج من طريق عمرو بن قيس السكوني عن شراحيل الكندي وكان من الصحابة أنه صلى على جنازة فجعلهم ثلاثة صفوف إسناده صحيح وقال أبو نعيم هو عندي شراحيل بن مرة )).

وكان الباعث على تخريج هذا الحديث هو وفاة عمي قبل ايام موتا مفاجئا، وإننا إذ نتلقى الفاجعة بفقده نسأل الله أن يرحمه رحمة شاملة واسعة وأن يجعله مع الصديقين والشهداء والصالحين بمنه وكرمه ، ولا نقول إلا كما يقول الصابرون {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}

وكتبه أخوكم عمر بن إبراهيم الموصلي
20/صفر /1433