3353- (ما من قوم يعُمل فيهم بالمعاصي؛ هم أكثر وأعز ممن يعمل بها، ثم لا يغيرونه؛ إلا يوشك أن يعمهم الله بعقاب).
قال الألباني في السلسلة الصحيحة:

أخرجه أبو داود (4339)، وابن ماجه (9 00 4)، وابن حبان (839 1 و1840
- موارد)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (3/ 4 21/ 1174)، والبيهقي في "السنن " (10/ 91)، وعبدالرزاق في "المصنف " (11/348/20723)، ومن طريقه أحمد
(4/366)، وأبو يعلى (13/497/7508)، والطبراني في "المعجم الكبير" (2/377/2380) ثلاثتهم عن عبدالرزاق، وأحمد أيصاً (4/ 364 و 366)، والطبراني (2381- 2385)، والأصبهاني في "الترغيب والترهيب (1/154/290) من طرق منها شعبة- واللفظ له عند البيهقي- عن أبي إسحاق عن عبيدالله بن جرير عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :... فذكره.
قلت: وهذا إسناد حسن رجاله ثقات معروفون؛ غير عبيدالله بن جرير؛ فلم يوثقه غير ابن حبان (5/65)، لكن قد روى عنه ثقتان آخران، فهو- مع تابعيته- حسن الحديث إن شاء الله تعالى. وقد أشار المنذري في "الترغيب " (3/ 170) إلى تحسين حديثه هذا.
وقد صرح أبو إسحاق بالسماع في رواية شعبة عنه عند الأصبهاني.
وخالف شعبة- ومن معه في إسناده- شريك، فقال: عن أبي إسحاق عن المنذر بن جرير عن أبيه مرفوعاً به! فذكر: (المنذر) مكان: (عبيد الله)، وهو أشهر من أخيه، ومن رجال مسلم.
أخرجه أحمد (4/ 1 36 و 363 و 366)، وأبو عمرو الداني في "الفتن " (ق 36/2)، والطبراني (2379). وشريك: هو ابن عبدالله القاضي، وهو سيئ الحفظ، فلا يحتج به إذا تفرد، فكيف إذا خالف الثقات، فكيف وفيهم شعبة؛!
ومن هذا التحقيق تعلم خطأ المعلق على "مشكل الآثار" (3/214) في قوله في راويه (عبيدالله بن جرير):
"وقد تابعه أخوه المنذر"!
قلت: فقد عرفت أن هذه مخالفة، وليست متابعة!
ونحوه المعلق على "مسند أبي يعلى" " فإنه ساق رواية شريك هذه في تخريجه للحديث في نحو صفحة، دون أن ينبه أنها شاذة بل منكرة.
نعم، للحديث شاهد صحيح من حديث أبي بكر الصديق بنحوه، يزداد به قوة،
وهو مخرج فيما تقدم برقم (1564)، وفي "تخريج الأحاديث المختارة" رقم (59- 60)، وبخاصة أن في رواية للبيهقي بلفظ: "يقدرون على أن يغيروا، فلا يغيروا".
ورجاله ثقات.
(تنبيه) عرفت من التخريج أن أبا داود أخرج الحديث كالجماعة من طريق
أبي إسحاق عن عبيدالله بن جرير... وقد عزاه إليه ابن كثير في "التفسير" (1/74- التجارية) من هذه الطريق، لكن وقع فيه: "عن المنذر بن جرير"! ولعله خطأ مطبعي، والله أعلم. *