وقال الإمام أحمد: حدثنا حجاج: أخبرنا شريك، عن الركين بن الربيع، عن القاسم بن حسان، عن عبدالله بن مسعود، عن النبي ﷺ قال: الخيل ثلاثة: ففرسٌ للرحمن، وفرسٌ للشيطان، وفرسٌ للإنسان. فأما فرس الرحمن فالذي يربط في سبيل الله، فعلفه وروثه وبوله -وذكر ما شاء الله-، وأمَّا فرس الشيطان فالذي يُقامر أو يُراهن عليها، وأمَّا فرس الإنسان فالفرس يربطها الإنسانُ يلتمس بطنها، فهي له سترٌ من الفقر.وقد ذهب أكثرُ العلماء إلى أنَّ الرمي أفضل من ركوب الخيل، وذهب الإمامُ مالك إلى أنَّ الركوب أفضل من الرَّمي، وقول الجمهور أقوى؛ للحديث، والله أعلم.
الشيخ: وذلك لأنَّ الرمي هو الأساس في القتال، وليس كل أحدٍ يحتاج إلى خيلٍ، وليس كل أحدٍ يجد خيلًا، فالرمي هو الأهم؛ ولهذا قال: وأن ترموا خيرٌ من أن تركبوا، كونه راميًا فإنَّه في هذه الحالة يصلح للجهاد: راكبًا وماشيًا، ذا خيلٍ، أو ذا ركابٍ، أو غير ذلك، فالمجاهد أحوج إلى الرمي، كونه يُحسن الرمي بأنواع السلاح هذا أعظم، والحاجة إليه أشدّ من كونه يُحسن الركوب على الخيل.س: يُقاس على الخيل الثلاثة جميع آلات الحرب لو أوقفها صاحبُها في سبيل الله؟الشيخ: الأقرب -والله أعلم- أنَّه يلحق بذلك، كونه يعدّها في سبيل الله: يعدّ الدروع، ويعدّ السلاح للجهاد في سبيل الله يُرجى له في هذا الخير، لكن الخيل لها آثار أخرى، وإذا أعدّ سلاحًا، أو أشياء أخرى، أو مالًا للجهاد فهو مأجورٌ لا شكّ.س: ما صحّة الحديث الذي عند الإمام أحمد: الخيل ثلاثة: فرس الرحمن، وفرس الشيطان ...؟ج: هو هذا الحديث، هو معناه الحديث الآخر، نعم.

https://2u.pw/JlA9FRAe