ضع إعلانك هنا



صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 7 إلى 12 من 22

الموضوع: 10 طرق لهندسة الحياة و صناعة التأثير .

  1. #7
    عضو شرف منتدى بلي الرسمي الصورة الرمزية سلمان العرادي
    تاريخ التسجيل
    4 - 2 - 2004
    الدولة
    نيوزلندا ..
    المشاركات
    18,223
    معدل تقييم المستوى
    758

    افتراضي

    موســى ربيع ..

    بارك الله فيك على هذهـ الكلمات التي أتحفتنا بها ..

    سلمان العرادي




    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #8
    رئيس مجلس الإدارة الصورة الرمزية موسى بن ربيع البلوي
    تاريخ التسجيل
    24 - 10 - 2001
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    26,593
    مقالات المدونة
    19
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    أخي أبو رزان / بارك الله فيك و شكرا لك هذه الكلمات الرائعة منك .


    أخي أبو ماجد / مرورك أسعدني و شرفني .

    الغالي و الأخ العزيز / فرحان ابن جبيل وجودك أنار متصفحي و أسعدني تواصلك دمت لنا محباً .

    عاصفة الشمال / جزاك الله خير .

    أخي سعود الهرفي / أشكر لك هذا التواصل الدائم غير المستغرب منك .

    أخي الفاضل / سلمان العرادي ، نعم الأخ أنت دائماً مميز في كل شيء .
    أنصر نبيك
    .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الإثنين 27محرم 1429هـ
    .



  3. #9
    رئيس مجلس الإدارة الصورة الرمزية موسى بن ربيع البلوي
    تاريخ التسجيل
    24 - 10 - 2001
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    26,593
    مقالات المدونة
    19
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي

    ثانياً عليك بأركان العطاء الفذ




    ليس من أحد عنده و لو قدر يسير من العقل إلا و يتمنى أن يعطي عطاء فذا ، و أن يكون له دور كبير في هذه الحياة ، و أن يحقق ذاته فيما يجيد ، و لكن كثيراً من الناس يتنكبون الطريق و يتيهون في الأرض و تتفرع بهم السبل و هم مع ذلك يحسبون أنهم يحسنون صنعاً و لا يوفق إلى العطاء الفذ النافع إلا من وفقه الله و أنار قلبه و عقله .

    تأمل معي صنيع الصحابي الجليل الذي كان يدعى في الجاهلية بـ ( زيد الخيل ) حيث ما أن عمر الإسلام قلبه و اتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا و فكر كيف يكون معطاءً لله ورسوله ، مع أن أيام إسلامه قليلة ، و لكن سقف طموحه مرتفع جداً و همته عالية للغاية ، و كان جل تفكيره كيف يكون له دور كبير في هذه الحياة .

    لما دخل زيد الخيل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب ، فلما انتهى الرسول عليه الصلاة و السلام من خطبته ، وقف زيد الخيل بين جموع المسلمين و أطلق صوته الجهير و قال : يا محمد ، أشهد أن لا اله إلا الله و أنك رسول الله .

    أقبل الرسول الكريم على زيد و قال له : من أنت ؟ قال : أنا زيد الخيل بن مهلهل .
    فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : " بل أنت زيد الخير ، لا زيد الخيل ، الحمد لله الذي جاء بك من سهلك و جبلك ، و رقق قلبك للإسلام " ، فعرف بعد ذلك بزيد الخير .

    ثم مضى به الرسول عليه الصلاة و السلام إلى منزله و معه عمر بن الخطاب رضي الله عنه و لفيف من الصحابة فلما بلغوا البيت طرح الرسول عليه الصلاة و السلام لزيد متكأ فعظم عليه أن يتكئ في حضرة رسول الله و ردّ المتكأ و مازال يعيده الرسول عليه الصلاة و السلام .

    و لما استقر بهم المجلس قال الرسول صلى الله عليه وسلم لزيد الخير : " يا زيد ما وصف لي رجل قط ثم رأيته إلا كان دون ما وصف به إلا أنت " ثم قال : " يا زيد إن فيك لخصلتين يحبهما الله و رسوله " .
    قال و ما هما يا رسول الله ؟ قال : " الحلم و الأناة " .
    قال الحمد لله الذي جعلني على ما يحب الله و رسوله ، ثم التفت إلى النبي صلى الله عليه وسلم و قال : أعطني يا رسول الله ثلاثمائة فارس ، و أنا كفيل بأن أغير بهم على بلاد الروم و أنال منهم .
    فأكبر الرسول همته هذه ، و قال له : " لله درك يا زيد ، أي رجل أنت ؟! " ثم أسلم مع زيد جميع من صحبه من قومه .

    و لما هم زيد بالرجوع هو و من معه إلى ديارهم في نجد ، و دعه الرسول صلى الله عليه وسلم و قال : " أي رجل هذا ؟! كم سيكون له من شأن لو سلم من وباء المدينة "
    و كانت المدينة المنورة آنذاك موبوءة بالحمى فما إن بارحها زيد الخير حتى أصابته فقال لمن معه : جنبوني بلاد قيس فقد كانت بيننا حماقات من حماقات الجاهلية و لا و الله لا أقاتل مسلماً حتى ألقى الله عز وجل .

    تابع زيد الخير سيره نحو ديار أهله في نجد على الرغم من أن وطأة الحمى كانت تشتد عليه ساعة بعد أخرى ، فقد كان يتمنى أن يلقى قومه و أن يكتب الله لهم الإسلام على يديه .

    و طفق يسابق المنية و المنية تسابقه ، لكن أمر الله قد سبق ، فلفظ أنفاسه الأخيرة في بعض طريقه .

    و إذا أردنا طريقاً يسيراً للتأثير فأركانه ستة ، إذا اجتمعت هذه الأركان في شخص واحد فقد ترشح هذا الشخص للعطاء المتميز و لصناعة التأثير الفذ .

    و من هنا كان حرياً بمن يهدف التأثير و صناعة الحياة أن يحقق فيه هذه الأركان الستة و كلما نقص ركن من هذه الأركان كلما احتاج التأثير إلى وقت أطول و إلى جهد أكبر أما الأركان الستة فهي :
    1 – الرغبة و الطموح .
    2 – الطموح و الهمة العالية و الحماسة .
    3 – الوعي و الإدراك .
    4 – التخصص الأكاديمي أو المهني .
    5 – الوضيفة الرسالية أو الدعوية .
    6 – الوضيفة الرسمية .

    فإذا تخصص الشخص في مهارة أو صنعة أو تخصص معين و كان يحب هذا التخصص و كانت وضيفته الرسمية متطابقة مع تخصصه و محققة له و كانت رسالة هذا الشخص و رؤيته لنفسه و عمله التطوعي متفقة مع هذا التخصص و كان هذا الشخص صاحب طموح و همة عالية و كان عنده وعي و إدراك بأهمية ما يقوم به و بواقعه الذي يعيشه و بأساليب التأثير المختلفة و بالعقبات التي تعترض طريقه إذا تحققت هذه الأركان الستة في شخص ما فانتظر لهذا الشخص مستقبلاً باهراً فذاً و أثرا لا يجارى و صناعة للحياة يحمد بها صاحبها في دنياه و في آخرته ( إن أخلص لله تعالى ) و كل ذلك بعد توفيق الله تعالى و تقديره و تأييده .


    انتهى

    و إلى لقاء مع الطريقة الثالثة /

    أثر بالمقارنة المرجعية
    التعديل الأخير تم بواسطة موسى بن ربيع البلوي ; 03-08-2006 الساعة 11:11 PM
    أنصر نبيك
    .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الإثنين 27محرم 1429هـ
    .



  4. #10
    رئيس مجلس الإدارة الصورة الرمزية موسى بن ربيع البلوي
    تاريخ التسجيل
    24 - 10 - 2001
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    26,593
    مقالات المدونة
    19
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي

    ثالثاً / أثر بالمقارنة المرجعية
    أراد أحد الغربيين أن يطور عمله فجاء إلى متر ووضعه على طاولة ( Bench ) ثم وضع علامات ( Marking ) على الطاولة لتكون المعيار الذي يستطيع به قياس عمله و مدى تطوره فسمى هذه الطريقة بـ ( Bench Marking ) أو المقارنة المرجعية أو الأداء المرجعي أو المقارنة المعيارية .
    فإذا أرادت إحدى المؤسسات ( أو الإفراد ) تطوير نفسها فإنها تنظر إلى أفضل المؤسسات في العمل الذي تقوم به أو تريد تطويره ثم تقارن نفسها بها و تحاول الاستفادة من جميع الممارسات الإيجابية فيها و كذلك مما عندها من تميز و نقاط قوة .
    و ليس شرطا أن تكون المؤسسة المرجعية تعمل في نفس المجال بل ربما أحيانا من الأفضل إن ترجع إلى المؤسسات التي لا تعمل في نفس المجال .
    و نقصد بالمقارنة المرجعية هنا أن يحاول صناع التأثير تقليد أو إتباع ما قام به المؤثرون الناجحون سواء كان ذلك في طريقة التفكير أو في منهجية التأثير أو في أسلوب الأداء أو في التقنيات المستخدمة أو في برامج التأثير المختلفة أو في غير ذلك .
    كما و نقصد أيضاً بالمقارنة المرجعية أن يدرك صانع التأثير أن الناس سوف يتتبعون و رما يتربصون لأقواله و أفعاله و مواقفه و سلوكه و لذا ينبغي أن يكون أكثر حذرا و احتراسا لما يصدر عنه من قول أو فعل و أن يكون قدوة صالحة حتى يقتدي الناس به و هذا ما يطلق عليه التأثير بالقدوة .
    إن مثلنا الأعلى في صناعة التأثير بالقدوة هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حيث تصف لنا أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الناس يوم أن لجأ إليها خائفا من هول ما رأى من صورة الوحي و هو يقول زملوني زملوني ثم قال : " لقد خشيت على نفسي " فقالت خديجة : ( كلا و الله ما يخزيك الله أبداً إنك لتصل الرحم و تحمل الكل و تكسب المعدوم و تقرئ الضيف و تعين على نوائب الدهر ) .
    و التأثير بالمقارنة المرجعية له إيجابيات عديدة من أهمها :
    - اختصار الوقت .
    - سهولة إقناع متخذي القرار بأهمية المشروع التأثيري و إمكانية نجاحه إذ أنه جرب و نجح .
    و كما أن للتأثير بالمقارنة المرجعية إيجابيات عديدة فإن له أيضاً مخاطر و سلبيات ذلك لاختلاف الظروف و الأحوال و البيئات و القيادات و المكان و الزمان و طبيعة المؤثرين و نوعية المقارنة و الإمكانات المتاحة و الجمهور المستفيد و الثقافة السائدة و غيرها .
    و يجب مراعاة بعض الضوابط قبل استخدام هذه الطريقة و لعل من أهمها ما يلي :
    - دراسة تجربة الآخرين عن كثب و التعرف على أبعادها المختلفة و إيجابيتها و سلبياتها و العقبات التي واجهتها و غيرها من نصائح و إرشادات منفذي التجربة الأصلية .
    - العمل على تطويع التجربة لتتوافق مع ظروفك و طبيعتك و إمكانياتك .
    - الرقابة الدائمة على المشروع التأثيري حتى ينجح و يستوي قائماً .
    و على كل حال و رغم أهمية هذه الطريقة و إيجابياتها و أنها ممارسة من قبل كثير من الأفراد إلا أننا لا ندعو إلى التمادي و الإفراط في استخدامها إذ ينبغي للفرد أن ينظر إلى واقعه و يبدع في صناعة التأثير فيه و لا بأس بعد ذلك أن يستفيد من تجارب الآخرين و يطورها .
    و إلى لقاء مع الطريقة الرابعة /
    لا تكن كصاحب الضفدعة
    أنصر نبيك
    .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الإثنين 27محرم 1429هـ
    .



  5. #11
    رئيس مجلس الإدارة الصورة الرمزية موسى بن ربيع البلوي
    تاريخ التسجيل
    24 - 10 - 2001
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    26,593
    مقالات المدونة
    19
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي



    رابعاً : لا تكن كصاحب الضفدعة
    يروى أن احد الناس جاء بضفدعة ووضعها أمامه و قال لها : نطي أي اقفزي ، فنطت ، فكتب : قلنا للضفدعة : نطي فنطت .
    ثم قطع يدها اليمنى و قال لها : نطي فنطت ، فكتب : قطعنا اليد اليمنى للضفدعة ، و قلنا لها : نطي فنطت .
    ثم قطع يدها اليسرى و قال لها : نطي فنطت فكتب : قطعنا اليد اليمنى و اليسرى للضفدعة ، و قلنا لها نطي ، فنطت .
    ثم قطع رجلها اليمنى ، و قال لها : نطي ، فنطت بصعوبة ، فكتب : قطعنا يدي الضفدعة و رجلها اليمنى ، و قلنا لها نطي ، فنطت .
    ثم قطع رجلها اليسرى و قال لها : نطي .. نطي ، فلم تنط ، فكتب : قطعنا يدي الضفدعة و رجليها و قلنا لها : نطي فلم تنط ، و من هنا أثبتت هذه التجربة أن الضفدعة إذا قطعت يداها و رجلاها فإنها تصاب بالصمم ! !
    ترى ما دخل قطع اليدين و الرجلين بالسمع ؟ ! هذا منطق أعوج إذ أن قطع اليدين و الرجلين يمنع الضفدعة عن الحركة و الإشارة و ليس عن السمع أو البصر أو التذوق .
    لذا إذا أردت تؤثر فلا بد أن تفكر بعقل و منطق و تتخذ الأدوات و الوسائل التي توصلك إلى التأثير الذي تريد ، أما أن تجلس مكتوف اليدين ، و تفعل كما كنت تفعله من قبل ، و تمتنع عن القيام بأي شيء جديد و مؤثر ، و لا تجتهد في تغيير واقعك ، فأنى لك أن تحصد الثمر الذي تحب و لم تزرع منه شيئاً ، ذلك :
    (( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ{11}
    يقول آينشتاين : ( من السذاجة أن تعمل نفس الشيء بنفس الطريقة ، ثم تريد نتائج مختلفة )
    و لو تأملنا حقيقة حال المؤثرين لوجدناهم أشخاصاً تغلبوا على جوانب النقص في حياتهم بينما استسلم لها الآخرون ، و هل لذة الحياة إلا في إعمال العقل و بذل الجهد حتى يتحقق للإنسان مراده .
    و تأمل معي قصة الصحابي الجليل و الغلام الشهيد عمير بن أبي وقاص رضي الله عنه ، أخو سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه الذي تمرد على صغر سنه و أبى أن يكون مع المعذورين يوم بدر لصغر سنه .
    فعن سعد قال : ( رأيت أخي عمير بن أبي وقاص قبل أن يعرضنا رسول الله صلى الله عليه وسلم للخروج إلى بدر يتوارى ، فقلت : ما لك يا أخي ؟ فقال : إني أخاف أن يراني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيستصغرني ، فيردني ، و أنا أحب الخروج لعل الله يرزقني الشهادة .
    قال : فعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستصغره ، فقال : " ارجع " فبكى عمير ، فأجازه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    قال سعد : و كنت أعقد له حمائل سيفه من صغره فقُتل ببدر ، و هو ابن ست عشرة سنة ، قتله عمر بن عبد ود .
    كما أن صناع التأثير و مهندسي الحياة يعيشون الحقائق ، و يتطلعون لمستقبل أفضل ، فلا يحبسون أنفسهم ف بأوهام مثبطة و لا يكبلون تفكيرهم بخرافات لا أصل لها و لا يستسلمون لقناعات مزيفة ، إنهم عمالقة أبطال .
    و سنضرب هنا مثال من عالم الحيوان /
    وضع بعض الصيادين دبا في قفص ومربع حديدي كبير ليس له قاعدة ، إذا وقف الدب في منتصفه فانه يكون على بعد عشرة خطوات من كل جانب من جوانب المربع الحديدي .
    لاحظ الصيادون أمراً غريباً ، حيث سار الدب في اتجاه أحد الجوانب عشر خطوات فمنعته القضبان الحديدية من الخروج فعاد إلى المنتصف ثم اتجه إلى جانب آخر عشر خطوات فمنعته القضبان الحديدية من الخروج فعاد إلى المنتصف و هكذا الأمر بالنسبة للجوانب الأخرى .
    كان من الواضح لدى الدب أن القضبان تمنعه من الخروج بعد كل عشر خطوات داخل سجنه ( و هذا الأمر حقيقةً و ليس وهماً ) .
    قام الصيادون برفع القفص بكامله بينما كان الدب يجلس في الوسط على الأرض ، و هنا وقع أمر عجيب فقد سار الدب عشر خطوات ثم رجع إلى الوسط ثم تحرك عشر خطوات باتجاه آخر ، ثم عاد إلى الوسط و هكذا دواليك دون أن يخرج من حدود القفص إلى الحرية ، و كأن القفص مازال موجوداً ( و هنا الوهم الذي حرم صاحبه خيراً كثيراً ) .
    و هذا مثلاً آخر و لكنه من عالم الإنسان لترى فيه كيف أن الإنسان ربما يقتل نفسه و يؤدي بحياته نتيجة وهم أو خرافة أو ربما قناعة مزيفة .
    نجح طاقم أحد القطارات الأمريكية في انجاز رحلته بنجاح و سرعة فقررت إدارة شركة القطارات مكافأتهم بمنحهم إجازة مدفوعة الأجر لمدة يوم علاوة على السماح للطاقم بالنزول في محطة الوصول و إكمال الجزء الأخير من الرحلة في اليوم التالي فرح عمال القطار بذلك فرحاً كبيراً و بدأوا على الفور بمغادرة قطارهم بعد أن تأكدوا من إحكام إغلاق أبواب العربات و نوافذها .
    و لكن هذه المكافأة كانت مصيبة لأحد زملائهم ، و الذي كان يقوم بعمله داخل العربة الخاصة بنقل اللحوم المجمدة : ( عربة الثلاجة ) !!
    فقد أغلق زملاؤه باب الثلاجة الخارجي ( دون قصد ) و نسوا زميلهم في وسطها !!
    ما حدث داخل الثلاجة ، كان مصيبة بمعنى الكلمة ، فقد عثر العمال على زميلهم جثة هامدة داخل الثلاجة ، في صبيحة اليوم الثاني .
    كما عثروا على مفكرة صغيرة ملقاة بقربه ، دَوَّن فيها لحظات موته لحظة بلحظة ، و أليك أيها القارئ الكريم أهم ما فيها :
    - لا أدري لماذا أغلق زملائي باب الثلاجة الخارجي و تركوني في هذا البرد !!
    - لقد بذلت كل جهدي لأخرج : صرخت بأعلى صوتي و طرقت الجدران ، و رفستها ، ثم صرخت مرات و مرات ، و لا مجيب .
    - أشعر ببرد شديد و قشعريرة تسيطر على جسدي .
    - استلقيت على الأرض إذ لم يعد بي قوة و لا طاقة على الوقوف .
    - هذا آخر سطر سأكتبه في حياتي !!
    مات العامل من البرد ، و لكن المفاجأة الكبرى و الغريبة كانت :
    أن الثلاجة لم تكن تعمل فقد أوقف العمال مفتاح تشغيلها الخارجي قبل مغادرتهم !! إذن ما الذي قتل عامل الثلاجة ؟ و ما هذا البرد الشديد الذي عانى منه و كتب عنه الى أن مات من البرد ؟ !!
    إن العامل كان أسير وهم و ليس حقيقة فقد كان لسان حاله يقول :
    بما أني داخل الثلاجة ( وهو يعتقد بأنها تعمل ، إذ لم يتوقع احتمال إيقاف تشغيلها ) و بما أن الثلاجة عالية التبريد ، فانه من الطبيعي أن يموت من يبقى فيها ساعات طويلة ، أليس كذلك ؟ إذن ليس هناك شك في أني سأموت من البرد الشديد كما يموت أي شخص آخر يكون في مثل موقعي !! فلا بد من الموت !!

    نعم ، هذا هو أثر الاعتقاد أو الصورة الذهنية ( البارادايم )على الإنسان إذ إن ما يراه الإنسان هو الذي يتعامل معه و ليس حقيقة ما يراه ، فالوهم عند من يؤمن به حقيقة و عند الآخرين وهم .

    انتهى
    و الى لقاء مع الخطوة الخامسة
    حوّل المشكلات الى فرص
    أنصر نبيك
    .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الإثنين 27محرم 1429هـ
    .



  6. #12
    رئيس مجلس الإدارة الصورة الرمزية موسى بن ربيع البلوي
    تاريخ التسجيل
    24 - 10 - 2001
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    26,593
    مقالات المدونة
    19
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي

    خامسا / حول المشكلات إلى فرص


    هذه وصية ثمينة لمن تأمل فيها و أدرك مغزاها و عمل بمقتضاها ، إذ لا يخلو الإنسان من المتاعب و الآهات و المشكلات فهي كثيرة متعددة متلونة ، كما أنها قد ترتفع حدتها و تعلو وتيرتها فتؤدي بصاحبها ، و لكن كيف يكون التعامل مع هذه المشكلات ؟

    من الطرق الحكيمة الذكية في التعامل مع المشكلات و تحويلها إلى فرص و تحويل الضعف إلى قوة و إليك بعضاً من الأمثلة التي توضح ما نريد .
    إذا كان الشخص يعمل في وضيفة معينة ثم غضب عليه رئيسه و جمده عن العمل و الإنتاج أو أحاله إلى التقاعد هنا قد يغضب الإنسان ، و يعتبر ما حدث له مشكلة كبرى و هذا خطأ ذلك لأنه لو فكر بطريقة أخرى لوجد أن في هذه المشكلة خيراً كثيراً و ذلك عندما يحولها إلى فرصة للتعلم و القراءة و تطوير الذات ، أو ربما فرصة لتوطيد العلاقات مع بعض الشخصيات المؤثرة و التي يمكنه بها صناعة التأثير ، أو ربما فرصة للتفرغ من أجل التأليف و كتابة المقالات و إجراء المقابلات الصحفية و تقديم البرامج التلفزيونية ، أو فرصة للبحث عن عمل تجاري خاص فيزداد ماله و من ثم قدرته على التأثير ، أو فرصة للحصول على شهادة أكاديمية عليا ، أو غيرها من الفرص التي بها صناعة التأثير الفذ في هذه الحياة .
    و مثال آخر : رجل سجن لأي سبب من الأسباب ، سواء كان ذلك ظلما أو بسبب انحراف أخلاقي أو جريمة جنائية أو غيرها ، و لا شك أن السجن أمره عظيم و لا أحد يتمناه ، و لكن إذا أبتلي الإنسان به فعليه أن يحول هذه المشكلة إلى فرصة للتأمل و التفكير و القراءة و التوبة و حفظ القرآن و نشر الفكر و تغيير الأخطاء و إصلاح الذات و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و غيرها من المنافع .

    إن يوسف عليه السلام استثمر وجوده في السجن بالدعوة إلى الله تعالى .
    قال تعالى : (( َدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ{36} قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ{37} وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِـي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ{38} يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ{39} مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ{40}

    و هذا الإمام ابن تيمية رحمه الله حول المشكلات التي واجهته إلى فرص عظيمة للنجاح و الفوز في الدنيا و الآخرة – إن شاء الله تعالى _ فقال : ( ما يفعل أعدائي بي أنا بستاني في صدري ، إن سجنوني فسجني خلوة و إن قتلوني فقتلي شهادة ، و إن نفوني فنفي سياحة ) .
    أن الحياة مليئة بالمشكلات و العقبات و لا يمكن الفكاك منها ، و لكن العاقل من استثمرها لصالحه ، و حولها إلى فرص ثمينة للتفوق ، و جعلها مطية يطأها ليقفز بها و منها بعد ذلك إلى النجاح .
    و في هذا العالم أكثر من (750 ) مليون إنسان لديهم مشكلة إعاقة أو مشكلة لها علاقة بالإعاقة ، و سواء كان الإنسان معاقاً إعاقة ظاهرية كأن يكون أعمى أو على كرسي متحرك ، أو معاقاً إعاقة غير ظاهرية كأن يكون بطيء التعلم ، فلا يعني ذلك أنه غير قادر على دخول ملف المؤثرين و صناع الحياة .
    إن آينشتاين عالم لم يتكلم حتى بلغ الثالثة من عمره ، و لم تكن لديه المقدرة على التعبير عن نفسه بالكلمات ، و لكنه اخترع نظرية تعد من أعظم النظريات الفيزيائية و هي النظرية النسبية .
    نعم يواجه كثير منا انتكاسات و حالات من الفشل في حياتهم اليومية ، و لا يوجد أحد ممن استطاعوا تحقيق النجاح لم يواجه بعضاً من حالات الفشل ، و كما قيل في الماضي : ( لا يوجد هناك طريق قصير للنجاح ) إذ إنه يتعذر في الواقع تحقيق النجاحات الكبيرة دون مواجهة بعض حالات الفشل .
    و في الحقيقة يخبرنا التاريخ الماضي للبشرية أن أي نجاح ذي قيمة لم يتحقق إلا بعد التغلب على كثير من العوائق و الاحباطات .
    كما يمكن النظر إلى الفشل أو الهزيمة على أنها مثل التطعيم ضد الأمراض ، الذي على الرغم من أنه يبدو موجعاً بعض الشيء إلا أنه سوف يدعم قوتك فيما بعد و إدراك هذه الحقيقة سوف يؤدي إلى تغيير ردود أفعالك تجاه الفشل و يساعدك على الاستمرار في الكفاح نحو تحقيق هدفك ، حيث إن الهزيمة لا تعني أبداً الفشل ، ما لم يتم القبول بها على إنها كذلك .

    يقول الله تعالى : ( فإن مع العسر يسراً . إن مع العسر يسرا ) و في هذه إشارة واضحة بأنه لا يوجد عسر إلا و يأتي بعده فرج بإذن الله تعالى .
    إننا سوف نواجه ظروفاً معينة في حياتنا ، و بغض النظر عن العمل الشاق و الطويل الذي نبذله فسوف نظل نواجه بعض الصعوبات ، و ربما أدى بنا ذلك إلى الشعور بالإرهاق و نحن نتخطى العقبة تلو الأخرى لكي نجد عقبات أخرى أمامنا تعيق تقدمنا .
    و لكن إذا استطاعت الحياة أن تطرحنا أرضاً في لحظة مواجهتنا للمصاعب الجمة ، فأرجو أن لا يؤدي ذلك إلى إحباطنا بشكل كلي لأن العقبات قد تكون الباب الذي يؤدي للنجاح ، و لأننا بعد ذلك سوف نحقق نجاحاً يتجاوز حتى ما كنا نحلم به أو نتوقعه !
    و لكن كثيراً من الناس ينظرون إلى العوائق أو الاحباطات على أنها صعوبات كبيرة لا يستطيعون تخطيها أو التغلب عليها ، و لهذا فإنهم يستسلمون بسهولة ( أحياناً و هم على بعد خطوات قليلة من هدفهم ) ثم يقضون معظم حياتهم في تلك المرحلة ,
    و إن من المحزن أن كثيرا من الناس يفتقرون إلى المثابرة و الشجاعة و الإيمان في البقاء و التصميم لتحقيق أحلامهم ، و لهذا نستطيع أن نقرر أننا نستطيع أن نحصد ثمار أية محنة تمر بنا فقط إذا استطعنا أن نصمد لقليل من الوقت الإضافي ، و ذلك كله بعد توفيق الله و إعانته .
    و قد أكد الله أن ابتلاء الناس لا محيص عنه حتى يأخذوا أهبتهم للنوازل المتوقعة ، فلا تذهلهم المفاجآت و يضرعوا لها .
    قال تعالى : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ{31}

    و يروي أبو يحي صهيب بن سنان الرومي رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير ، و ليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له و إن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له " رواه مسلم .

    ( انتهى )

    نسأل الله أن ينفعنا و إياكم بما قرأناه و أن يرزقنا الإخلاص في القول و العمل .


    و إلى لقاء مع الخطوة السادسة
    حاول و بعد أن تحاول حاول مرة أخرى


    التعديل الأخير تم بواسطة موسى بن ربيع البلوي ; 03-11-2006 الساعة 11:48 PM
    أنصر نبيك
    .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الإثنين 27محرم 1429هـ
    .



صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
هذا الموقع برعاية
شبكة الوتين
تابعونا