ضع إعلانك هنا



صفحة 1 من 7 123 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 6 من 40

الموضوع: مقالات لبعض الكتاب من قبيلة بلي في الصحف .

  1. #1
    رئيس مجلس الإدارة الصورة الرمزية موسى بن ربيع البلوي
    تاريخ التسجيل
    24 - 10 - 2001
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    26,593
    مقالات المدونة
    19
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي مقالات لبعض الكتاب من قبيلة بلي في الصحف .

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    إخواني الكرام


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    لا شك في أن قبيلة بلي تملك الكثير من المثقفين و الموهوبين من أبناءها

    لذا أحببت أن نجمع ما نقع عليه من مقالات لأبناء القبيلة و الذين يساهمون في الكتابة في العديد من الصحف المحلية و العربية و المجلات لذا آمل من الأحبة التفاعل و أن تكون الردود هنا فقط في جمع المقالات و نحن لسنا بصدد التعليق عليها أو نقدها بقدر ما هو مشروع لجمع ما نستطيعه .



    - 1 -
    الثلاثاء 3 جمادى الأولى 1427هـ الموافق 30 مايو 2006م العدد (2069) السنة السادسة
    http://www.alwatan.com.sa/daily/2006.../writers03.htm

    هل من وسيلة لترميم المواطنين؟
    محمد علي الهرفي*
    رغم ابتعاد مجلس الشورى عن معالجة قضايا المواطنين التي تمس حياتهم بصورة مباشرة فإنه يظل المتنفس الأقرب لهؤلاء المواطنين، وتبقى آمالهم معلقة عليه للتدخل القوي لحل مشاكلهم أو التخفيف منها على أقل تقدير.
    ولأن الصعوبات التي تلامس حياة المواطنين بدأت تتزايد بصورة واضحة خاصة بعد الانهيار الكبير الذي وقع في سوق الأسهم والذي لا تكاد أسرة سعودية إلا وتضررت بسببه فإن قيام مجلس الشورى بعمل شيء قوي وسريع أصبح مطلباً مهماً لكل أفراد المجتمع.
    قد يكون أمام المجلس عقبات تحول دون تحركه الإيجابي والسريع ولكن حرص القيادة في بلادنا على تقديم كل أنواع الدعم للمواطنين يعد واحداً من أقوى الإيجابيات ليتحرك المجلس وهو يشعر بالاطمئنان الكبير لنجاح آرائه وتحويلها إلى واقع يراه المواطن في واقع حياته..
    مأساة الأسهم ليست الوحيدة التي أثرت على حياة المواطنين لكنها - بالإجماع - كانت الأسوأ والأكثر تأثيراً وربما لسنوات قادمة.
    أمام هذه المأساة كان لابد للمجلس أن يتحرك وأن يكون معبراً عن آمال المواطنين، لكنه لم يفعل ما كان مأمولاً منه وبقي يتحرك في دائرة ضيقة ربما لعدم وجود صلاحيات لديه تخوله التحرك بصورة أوسع وأشمل ولكن - ومرة أخرى - المواطن يراه من منظور آخر؛ إنه المعبر عنه - أو هكذا يجب أن يكون -.
    أدرك أن معظمنا قرأ الخبر الذي نشرته بعض صحفنا من أن مركزاً طبياً تبرع بعلاج المصابين بالأمراض النفسية بسبب الأسهم، هذا الخبر يعطي دلالة واضحة على حجم هذا النوع من الأمراض التي أصابت مجموعة من أفراد المجتمع، ومن المؤكد أن هناك أنواعاً أخرى من الإصابات تحدثت عنها صحفنا ورددها - ولا يزال - أناس كثر في مجتمعنا.
    يشكر هذا المركز على فعله، ولعل هناك مراكز أخرى تتحرك في الاتجاه نفسه، ففعل الخير مطلوب وفي جميع الاتجاهات..
    رئيس هيئة سوق المال مطالب بأعمال كثيرة وهو يحاول أن يتحرك هنا وهناك، زار مجلس الشورى وتحدث فيه ولكن الناس ما زالوا يتطلعون إلى شيء آخر وهذا الشيء اختصرته صحيفة "عكاظ" على لسان "مواطن" عندما قال: "المؤشر في انحدار، وحالنا والله دمار، ما نفع تغيير أو تعديل أو طول انتظار. شكلوا لجنة جديدة تكشف المستور وتقول الحقايق باختصار" نعم الناس يريدون كشف الحقيقة وإذا كانت الهيئة عاجزة حتى الآن عن كشف الحقيقة فإن مجلس الشورى يجب أن يكشفها.. كشف الحقيقة أول الطريق لحل المشكلة التي ما زالت تؤرق المواطنين.. رئيس الهيئة يقول: إنه لا يملك عصاً سحرية لحل أزمة السوق، والناس - كما أظن - لا يريدون عصاً سحرية لأن السحر حرام!! لكنهم يريدون حلاً عمليا وليس حديثاً لا يوصل إلى شيء.. الحل يجب أن ينطلق من مجلس الشورى.. هكذا أعتقد.. هيئة سوق المال كانت تعلن أنها أوقفت عدداً من المستثمرين لتلاعبهم في سوق الأسهم، وأعلنت أنها أخذت منهم غرامات تتفق وحجم التلاعب الذي مارسوه.. والسؤال: أين هذه الأموال؟ ولماذا لا تعطى لأصحابها؟
    البنوك، أخذت عمولات كبيرة على المتعاملين في السوق، والهيئة أعطت الحق للبنوك بعدم إعادة شيء للمضاربين - رحمة بالبنوك!! - فلماذا لا تعاد هذه الأموال للمتضررين؟ أليسوا هم الأولى بها من بنوك تكسب مئات الملايين؟؟ هناك أشياء ينبغي عملها والمجلس هو الذي يجب أن يبادر إلى ذلك إذا كان غيره عاجزاً عن الحركة..
    هذه الحلول - حتى وإن عملت- فإنها لا تكفي ولذلك يجب التحرك في اتجاهات أخرى وكثيرة..
    من هذه الأشياء قيام بعض أجهزة الدولة بالتخفيف عن المواطنين في رسوم بعض الخدمات، هذه الرسوم إن كانت مقبولة في الماضي فإنها شاقة جداً هذه الأيام.. هناك فرق بين الرسوم المفروضة على الشركات والمفروضة على المواطنين.
    كل أنواع الرسوم يجب إعادة النظر فيها، كما يجب إعادة النظر فيما ينبغي فعله للمواطنين.. المساعدة في إيجاد المساكن اللائقة، والمساعدة في إيجاد العلاج المناسب والتعليم الجيد، كل هذه أمور من حق مجلس الشورى أن يتحرك وبقوة لتحقيقها..
    أعداد كبيرة من المواطنين بحاجة إلى "ترميم" وهذا "الترميم" سيحد من مشاكل كثيرة قد تصيب المجتمع في مقتل إن لم يتحرك الجميع ممن يملك القدرة على التحرك..
    مجلس الشورى مؤهل للتحرك في هذا الاتجاه وعليه أن يتجاوز صلاحياته ليقدم الأفضل وأعتقد أنه سيجد أذناً صاغية من كل المسؤولين..

    * أكاديمي وكاتب سعودي





    أنصر نبيك
    .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الإثنين 27محرم 1429هـ
    .



  2. #2
    رئيس مجلس الإدارة الصورة الرمزية موسى بن ربيع البلوي
    تاريخ التسجيل
    24 - 10 - 2001
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    26,593
    مقالات المدونة
    19
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي



    لماذا يربط البعض بين الصحوة والتيارات الحزبية؟
    جاء الحديث الثقافي المحلي عن الصحوة في صورة منه متوشحا شعارات النقد والإقصاء والإنصاف أحيانا قليلة وكل ذلك متوقع وسط زحام الأفكار المترادفة الباحثة عن مخرج، غير أني لم أتوقع توشح ذات الحديث (الجنائزية الفكرية) بالكتابة عن موت الصحوة واحتضار الخطاب والمرحلة البائدة وهكذا..
    إن ثمة نظرة هاربة تقفز على المرحلة هروبا من شيء ما.. ذلك الهروب الذي يتقنه ناقم على الصحوة حين كان ذات يوم أحد مخرجاتها السالبة أو بعيداً عن الصحوة يرتحل اللاحق دون النظر إلى سابقه.. في هذه المقالة لا أروم الدفاع عن الصحوة بقدر دفاعي عن المرحلة.. التي يحاول البعض تقبل العزاء فيها مفوتاً الفرصة عن الإفادة منها بذرائع بيدي الواقع خلافها وأبرز ما أريد قوله ما يلي:
    1- لقد كادت الصحوة تكون المتحرك الوحيد في بيئة خاملة، في بيئة تتقن فن المراقبة والتوجس وتغليب المصلحة الخاصة على العامة، إن من يرى ذنب الصحوة تضخم خطابها واحتلاله الصدارة فهذا ليس ذنب الصحوة بقدر ما هو ذنب غيرها، لقد كنا بحاجة إلى (الخطاب الموازي) كنا بحاجة كمثال إلى الخطاب النقدي والتربوي والاجتماعي والصناعي والطبي، إننا في زمن الإعلام والحراك - أيا كان - بلا تنظير يكشفه ويسانده وينتقده يجعل ذلك الحراك في خبر كان وهذا ما تجاوزته الصحوة واعتبره البعض ذنباً عاماً وخطيئة كلية.
    2- يحتاج المتعرضون للصحوة إلى فهم ومن ثم معالجة مفهوم (التدين) سواءً كان ذلك تدينا شخصيا أو تدين المرحلة برمتها.. إن الزخم الديني المصاحب لمناشط الصحوة ليس بدعاً من الأمر، بل هو في إطار قضايا التدين ونتائجه المتوقعة سلباً وإيجابا.. إن ترشيد التدين بإرشاده وليس بتقليصه أمر أكبر وأهم من التدين ذاته، وإن عصرا صفا فيه الدين قال قائلهم (إعدل يا محمد) فخرج منه قائله المتدينون ابتداعاً فكيف الحال الآن؟ وإن ترشيد التدين مسؤولية مجتمع بأكمله وليس فئة خاصة وهذا موضوع طويل ليس محله هذه المقالة.
    3- إن اختزال الصحوة في خطاب سياسي مرحلي أمر مثير للعجب خاصة عندما يأتي ذلك ممن يدعون الليبرالية والسؤال هنا: هل من يملك رأياً سياسيا يعني ذلك أن له طموحاً سياسياً.. هذا باختصار هو جريرة الصحوة العظمى - عند بعضهم - هو بذلك يناقض إحدى أبجديات الحراك الليبرالي المزعوم. وبالمناسبة فإني أشير هنا إلى أن ما يقال عنها الليبرالية السعودية إنما هي نتاج للصحوة الإسلامية وإن شجاعة بعض رموز الصحوة الإسلامية سبب صحوة الرموز الليبرالية، ولو سأل سائل هل تعني أن الليبرالية السعودية قطفت ثمار الصحوة الإسلامية تحت شعار الإصلاح لقلت (في الأمر شيء من هذا) لكنه حتماً ليس كل شيء فالأيام حبلى بنتائج تنسجم مع القدرة على التعامل الواقعي مع المرحلة الحالية.
    4- من إشكاليات المعترضين للصحوة الإحالة إلى بالرمز عند تقييم المرحلة: دعونا نعترف أننا نعاني من حالة إخفاق حين التعامل مع الرمز الديني وذلك في ظني مرتبط بعدة أسباب أولها التعود على التعامل مع الرمز الرسمي وفق مراسيم معينة يسودها الاحترام والتسليم غالبا والسكوت عند المخالفة وعندما أتت لنا الصحوة بالرمز غير الرسمي ورفعت الحصانة فإن التعامل كان مشوبا بالكثير من السلبيات تحت رداء البداية وعدم التعود وردود الأفعال والشعور بالاستقواء. كذلك فإن إقفال سنة فكرية في التعامل مع المراحل مفادها أن السيادة للمرحلة وليست للرمز خاصة فيما له علاقة بالحراك الثقافي الديني يجعل المعركة - إن صح التعبير - نخبوية بحتة ترتفع - بدون تفوق - على الواقع بكل تفصيلاته. إن من خصائص الرمز الديني حقه في اتخاذ الموقف الملائم لعلمه واجتهاده وبنيته النفسية والفكرية وليس شرطاً انسجامه مع ما يراه الآخرون مصلحة محتملة، وفي أدبيات الحراك الإسلامي فإن رمزا دينيا نطق الكفر وقلبه مطمئن بالإيمان ورمز آخر طار رأسه في كلمة عند سلطان جائر..
    5- الأفق الحزبي في الحكم على الصحوة التعامل معها: لست أدري لماذا يصر البعض على ربط الصحوة الإسلامية أو أية علامات للإحياء الإسلامي بالحركات الحزبية السابقة، قد تكون حيلة لإسقاط الحراك الإسلامي، أو ضيق أفق وسوء تصور أن التوجه الإسلامي امتداد فقط للتحزب وبالتالي يعامل بهذه الصورة. فهل ضاقت عقول العلماء والمفكرين عن ممارسة الحراك الديني في أفق أوسع من اجتهادات سابقة أم إنه افتئات ورجم بسقيم العلل؟
    6- ألمح عند بعض الأطراف إشكاليات نفسية عاطفية أكثر منها علمية أو عقلية طفت على سطح الحوار مبكراً مثل الشكوى من الإقصاء والدعوة إلى التسامح وكأنه استجداء (للتراحم الثقافي) المطلوب على الحقيقة. والذي يبديه البعض من رموز الصحوة كأولوية في هذه المرحلة ويلقى احتفاءً من كثير من الأطراف فلعله شيء من الصلح الذي هو علامة الحياة خلافاً لدعوى الموت والاحتضار، إن النجاة من (الارتهان الفكري) أمر تتقنه الصحوة الإسلامية وهذا سر بقائها وحيويتها.



    الدكتور طارق علي العرادي - تبوك
    أنصر نبيك
    .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الإثنين 27محرم 1429هـ
    .



  3. #3
    رئيس مجلس الإدارة الصورة الرمزية موسى بن ربيع البلوي
    تاريخ التسجيل
    24 - 10 - 2001
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    26,593
    مقالات المدونة
    19
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي



    عقبات في طريق المثقف

    سعود البلوي

    يختلف مفهوم (المثقف) عند عامة الناس باختلاف النظرة إليه، فالبعض ينظر إلى المثقف نظرة سطحية على اعتبار أنه المتعلم الحاصل على شهادة عليا ويعرفه البعض بأنه المبدع في مجال الأدب أو الفن.
    بينما هناك من يرى أن المثقف هو من صفوة متعلمة ذات فعالية على المستوى الاجتماعي تمتلك الرؤية النقدية للمجتمع.
    وعلى الرغم من أهمية العلم والمعرفة في تكوين المثقف إلا أنهما غير كافيين ليكون الفرد مثقفاً وذلك أن مصطلح (المثقفين) يشار به إلى فئة معينة من المجتمع تمثل النخبة (الصفوة) التي تعمل على رفعة المجتمع والرقي بثقافته.
    والمثقف هو المحرك الرئيسي (للثقافة) إذ ينقلها من طور الجمود والسكون إلى طور الحركة والتحول والتفاعل.
    يقول المفكر الإيطالي الشهير (أنطونيو غرامشي): إن المثقف العضوي الحقيقي هو الذي يشارك بنشاط في المجتمع من أجل التغيير نحو الأفضل اعتماداً على القراءة الموضوعية للواقع، وتحكيم الضمير في المواقف التي يجب عليه اتخاذها شجاعاً في إعلان هذه المواقف والدفاع عنها وتحمل تبعاتها.
    وعن الفرق بين المثقف وغيره يقول (غرامشي): يخيل إلي أن الخطأ الأكثر شيوعاً هو أن معيار التمييز ذاك قد جرى البحث عنه في باطن النشاطات الفكرية، لا في منظومة العلاقات التي تبحث فيها هذه النشاطات، وبالتالي الفئة التي يجسدها (المثقفون) وقد صارت في المجمع العام للعلاقات الاجتماعية).
    ويرجع (غرامشي) العناصر المكونة لمفهوم المثقف إلى نقطتين رئيستين.
    1 إن المثقف لا يعرف من باب التفريق بين عمل ذهني وآخر عضلي بل من منطلق المكانة الوظيفية التي يقوم داخل البنية الاجتماعية.
    2 إن كل طبقة اجتماعية قد تفرز شرائح من المثقفين يمثلونها ويرتبطون بها عضوياً، أي بعبارة أخرى أن لكل طبقة اجتماعية مثقفيها الذين يرتبطون بها عضوياً وينشرون وعيها وتصورها عن العالم.
    ويشير المفكر الفلسطيني الراحل (إدوارد سعيد) إلى أن المثقف هو (من وهب ملكة عقلية لتوضيح رسالة أو وجهة نظر أو موقف أو فلسفة أو رأي..) ويمكننا القول: إن (المثقف) هو من اختار السعي للتنوير واجتهد في سبيل نشر الوعي والرقي الفكري للمجتمع إلى مستوى يكفل له حياة أفضل.
    وقد كان الفلاسفة في الماضي يقومون بالدور نفسه الذي يفترض أن يقوم به المثقف حديثاً، لوجود صفة ملازمة لكليهما وهي (روح الدهشة والتأمل والتفكير) إذ استخدمت لفظة المثقف فيما بعد للدلالة فقط على من يقوم بهذا الدور المهم.
    وفي أوروبا ترسخ دور المثقف
    بدءًا من عصر (التنوير) ثم تعزز بالثورة الفرنسية (وهنا نلاحظ علاقة المثقف بالتمرد) إلا أن هذا الدور انحسر كثيراً في العصر الحديث، حيث تقوم مؤسسات (المجتمع المدني) بالدور نفسه الذي كان يقوم به المثقف، وذلك نتيجة الديموقراطية والتطور الفكري الاجتماعي.
    وفي عالمنا العربي بقي دور المثقف مقيداً ومحدوداً، فأصبح العبء كبيراً على كاهله للنهوض والخروج من دائرة التخلف والتمزق الثقافي.
    ورغم المسؤولية وجسامة هذا الدور الذي يحاول مثقفونا العرب القيام به على قدر الاستطاعة والاستعدادات المتاحة إلا أن هناك (عقبات) كبيرة تقف في طريق المثقف من شأنها وأد محاولات النهضة الثقافية أو تأخيرها على أقل تقدير.
    إذ رغم الحاجة الماسة للمثقفين العضويين (القلائل في عالمنا العربي) ليمارسوا هذا الدور فيسهمون به في نهضة الثقافة العربية التي ما زالت تعيش أزمتها الثقافية إلا النتاج الفكري للمثقف العربي يصطدم بأولى العقبات وأعتاها، وهي المجتمع نفسه (عامة الناس) الغارق في الجهل والتخلف، الذي لا يقدر الدور الذي يقوم به المثقف، إذ يرى كثيرون من أفراد المجتمع أن ما يقوم به المثقف إنما هو من قبيل الأعمال الترفيهية والكماليات غير الضرورية التي لا فائدة منها، وهنا تنعدم ثقة المجتمع بالمثقف، فتتحطم السفينة قبل أن تبحر!
    وبانعدام الثقة هذه تتدخل بعض (الفئات) من المجتمع لتكريس هذا المفهوم! فتعمد إلى تشويه صورة المثقف، بتصويره بأنه (خطر داخلي) أخطر بكثير مما يحيط بالمجتمع من أخطار خارجية!
    وبذلك تعمل هذه الفئات على تأليب الرأي العام أو السلطة السياسية ضد المثقف، إما لأسباب نفعية بحتة تتعلق بمصالح تلك الفئات التي قد تخسر (دوراً ما) في المجتمع حين تصل أفكار المثقف الحقيقي إلى أكبر شريحة من الناس. وإما أن يكون ذلك بسبب تصورات خاطئة غير منطقية تتصورها تلك الفئات بدافع (الخوف) غير المبرر على التراث والتقاليد والإرث الثقافي، فتعمل على قمع المثقف بأشكال عدة، باسم الوطنية تارة، وباسم الدين أو العروبة تارة أخرى، للوقوف بين المثقف والمجتمع، ومنع النتاج الفكري للمثقف ومحاولة إلغائه ومصادرته بشتى الطرق!
    ورغم هذه الأزمات التي تعيشها الأمة إلا أن المثقف الحقيقي يعمل بجد مؤمناً بقيمه ورؤاه دون أن يدب في نفسه الضعف، لوجود قناعة بعيدة المدى لديه تتمثل بحتمية الانتصار في الصراع مع (الجهل) الذي يطوق الشعوب العربية التي لا تثمن كثيرًا دور المثقف في محاولة فك تلك الأغلال الضاربة في عمقنا الثقافي العربي.
    ومن العقبات التي تقف في طريق المثقف أيضاً فقدان المثقف حرية التعبير وبذلك تنعدم البيئة الحافزة على التفكير والإبداع والتفاعل، فيضطر بعض المثقفين للجوء إلى (الهجرة الزمانية أو المكانية) إما طلباً للحرية والبيئة المناسبة للعمل الفكري الإبداعي أو ممارسة العزلة عن المجتمع بسبب رفض المجتمع لهم وإقصائهم وإلغائهم بشكل مستمر، وهذا بمثابة الموت البطيء للمثقف، لأنه تكريس لحالة الاغتراب والإقصاء والتهميش التي يعيشها المثقف العربي اليوم.
    ويجد المثقف العربي اليوم نفسه أمام معضلات كبيرة تشعره بالقزامة أمام جسامة الدور الذي عليه القيام به كفرد في المجتمع، ليجد البعض أنفسهم مجبرين على الانتحاء بشكل أو بآخر، وبالتالي تكون الفرصة سانحة والبيئة خصبة لظهور (أشباه المثقفين) على الساحة الثقافية التي احتل الإعلام جزءًا كبيراً منها، فطغى أشباه المثقفين ليضاعفوا دورهم في تظليل وخداع المجتمع، لتتشكل في أذهان الناس صورة نمطية مشوهة عن المثقف وبالتالي أصبح الخلط كبيراً بين المثقفين العضويين الحقيقيين، و(أشباه المثقفين) الذين هم في الحقيقة ليسوا سوى عملة مزيفة تأخذ شكل العملة الحقيقية لكنها تختلف عنها في القيمة ونوعية التأثير!
    وعلى الرغم مما تسببه شريحة (أشباه المثقفين) من تأثير سلبي في الثقافة العربية لا سيما بالظهور الإعلامي المكثف لمناقشة موضوعات حساسة بطريقة التبسيط والتسطيح والنظرة القاصرة، إلا أن المثقف الحقيقي يكون دائماً على قدر حضوره (إن قدر له الحضور) إذ يتمتع بالموضوعية والحوار والنقد بعيداً عن شتى الحسابات الضيقة والمصالح الذاتية.
    وفي ثقافتنا العربية المعاصرة نماذج مشرقة تعمل على رأب الصدع وردم الهوة في ثقافة الأمة، وأعني بهم المثقفون الحقيقيون أمثال: محمد عابد الجابري، محمد آركون، برهان غليون، عبدالله الغذامي.. وغيرهم.


    http://www.al-jazirah.com.sa/culture...5/fadaat10.htm

    أنصر نبيك
    .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الإثنين 27محرم 1429هـ
    .



  4. #4
    رئيس مجلس الإدارة الصورة الرمزية موسى بن ربيع البلوي
    تاريخ التسجيل
    24 - 10 - 2001
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    26,593
    مقالات المدونة
    19
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي



    الأمير سلمان والعدالة التي نتمناها

    محمد علي الهرفي*
    الأمير سلمان كما هو معروفٌ عنه، قريب من الصحافة والصحفيين، وهو - كما يقول عن نفسه - قريب من كل المواطنين، والمواهب يوزعها الله على عباده كيفما يشاء.
    قرب سموه من الصحفيين جعله يرعى حفل صحيفة "الرياض" الذي أقيم يوم الاثنين 17 ربيع الآخر 1427هـ، وهذا الحفل من العادات الحميدة التي دأبت صحيفة الرياض على القيام بها كل عام لتكريم المتميزين في المجالات الصحفية والأدبية والرياضية. وصحيفة "الرياض" بالمناسبة تميزت ببعض الأعمال الحسنة التي تخرج في طابعها العام عن تخصصها الصحفي المباشر إلى المشاركات العامة في قضايا المجتمع وتحقيق أهدافه الطيبة.
    سمو الأمير سلمان في كلمته التي ألقاها بهذه المناسبة تطرق إلى قضايا متعددة وكلها قضايا مهمة تستحق الوقوف عندها وتناولها بالتفصيل، ولكنّ ظرف المقال يجعلني أتناولها بحسب ما تسمح به المساحة المعطاة لي.
    قال سموه: "إنه يحرص على تشجيع المحسن، كما أنه في الوقت نفسه يحرص على توجيه اللوم للمسيء.. والإساءة هنا - بحسب وصف الأمير - لا تكون بسوء نية، إذ إن الكاتب - أي كاتب - لا يتعمد الإساءة حتى وإن وقع فيها أحياناً، فقد تكون اجتهاداً في غير محله".
    المهم هنا الحديث عن مبدأ العدالة في حالتي الاحسان والإساءة، وكيف يجب أن يكون التوازن بينهما دقيقاً؟ فالمحسن يحب أن يسمع كلمة تشجيع ليس من المسؤول فقط، بل من مجتمعه الذي يعيش فيه ويكتب له، ويحرص على النهوض به، لكن كلمة المسؤول لها وزن خاص، بالنسبة له، لاسيما إذا كان هذا المسؤول مثل الأمير سلمان.
    والمسيء هو الآخر - خاصة إذا كانت الإساءة بحسن نية - من مصلحته أن يسمع كلمة توجيه تبعده عن الاستمرار في هذه الإساءة أو سواها.. والمجتمع كله من مسؤوليته ممارسة هذا الدور وباستمرار.
    وتحضرني بهذه المناسبة قصة سمعتها قبل أيام من أحد شيوخ آل خليفة في البحرين وملخصها أن أحد خطباء الجمعة احتاج إلى مساعدة من أحد كبار المسؤولين في الدولة، فلم يستطع الوصول إليه، فأرسل له رسالة، فلم يوصلها الحجاب إليه، فما كان منه إلا أن انتقد هذا المسؤول وبشدة في خطبته يوم الجمعة.. قال لي الشيخ: أُحضر هذا الخطيب في اليوم نفسه عند ذاك المسؤول، فسأله: لماذا كل هذا النقد وبهذه الحدة؟ قال الخطيب: لقد كنت أدعو لك طيلة 10 سنوات فهل وصلك شيء من هذا؟ قال: لا.. قال: كتبت لك رسالة فهل وصلتك. قال: لا. قال: لقد انتقدتك لأصل إليك، لأنني أدركت أن هذه هي الطريقة المثلى، لقد عرفت أن الذين حولك لا يوصلون لك إلا الأخبار السيئة. أما الحسنة فيخفونها عليك.. وقد قضى الشيخ حاجة الرجل، لأنه عرف فيه حُسن النية.
    وبكلمات قليلة - لكنها كثيرة المعنى - تحدث الأمير عن مسألة أخرى في غاية الأهمية وهي الدعوة لتقبل النقد وعدم التبرم بهذا النقد.. وقال سموه - وهو يتحدث عن هذه النقطة - إن المسؤول يستفيد من هذا النقد في حالة صحته، أو حتى في حالة عدم صحته. ففي الحالة الأولى يعمل على تصحيح الأخطاء التي وقع فيها، وفي الحالة الثانية يعمل على توضيح الأمور للناس، لأن الناقد في هذه الحالة ربما التبس عليه أمر أو سمع شيئاً من غير ثقة، فاعتمد على هذا السماع فأخطأ فيه.
    لعلّ سموه يتحدث هنا عن حرية التعبير، وعن هامش هذه الحرية، وعن فوائدها بالنسبة للمجتمع عامة.
    النقد - كما يقول أصحابه من أهل اللغة - هو إظهار المحاسن والمساوئ، والناس - بكل أسف - لا يعرفون إلا الجانب السلبي من النقد، لكن النقد على أية حال إذا كان من المخلصين كانت له إيجابيات كثيرة، فهو طريق جيد للقضاء على الفساد بكل أشكاله أو التقليل منه على أقل تقدير وهو كذلك - وهذا ما ذكره الأمير - مفيد للمسؤول المنقود، فإذا رأى أن ما ذكرته الصحافة عن دائرته صحيح عمل على إزالته وحصل بهذه الازالة منفعة لكل المستفيدين من هذه الدائرة، وإن كان ما ذكر غير صحيح، فإن تصحيح الرؤية، أمر مهم أيضاً.
    عدم التبرم بالنقد، أمر مهم أيضاً - من كل الأطراف - فالناقد عليه أن يتقبل النقد أيضاً.. وباختصار، فإن النقد الحسن يصب في مصلحة المجتمع كله.
    أقول: ليت كل المسؤولين يتمتعون بمثل هذه الرؤية، وليتهم يتجاوبون مع ما يكتب عنهم.. وأقول أيضاً: ليت كل الكتاب يتمتعون بالحيادية والنزاهة والدقة فيما يكتبون.
    كلمة جميلة أخرى أشار إليها الأمير سلمان، وهي دعوته كل المؤسسات الصحفية لكي تكرم المتميزين.. هذه الدعوة - إن تحققت - فسوف تساعد على تنمية روح المنافسة الشريفة بين كل العاملين في المجال الصحفي، وسوف تشعر - أيضاً - المتميزين بأنهم محل تقدير من مؤسستهم ومن مجتمعهم.. ولو أن كل دوائر الدولة تقوم بهذه المهمة لتحسن أداؤها خاصة إذا تم اختيار المتميزين بدقة ونزاهة.
    العدالة التي يقوم عليها أي مجتمع سليم هي العدالة التي تتحقق لكل الأفراد وبنفس القدر، وعندما يتحدث سمو الأمير سلمان عن معاني العدالة ومجالاتها المتعددة وأثرها في المجتمع، فإنه بدون شك يدرك عمق هذا المعنى، وأهميته لمجتمعه بكل فئاته.
    ليت كل فرد فينا يحقق العدالة في سلوكه مع كل الناس، وليت كل مسؤول في بلادنا يحقق العدالة في موقعه، إذاً عندها نوجد مجتمعا قوياً متماسكاً مثلما تمناه الأمير سلمان وفقه الله.




    *أكاديمي وكاتب سعودي

    http://www.alwatan.com.sa/daily/2006.../writers02.htm

    أنصر نبيك
    .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الإثنين 27محرم 1429هـ
    .



  5. #5
    كاتبة مميزة الصورة الرمزية عاصفة الشمال
    تاريخ التسجيل
    15 - 1 - 2006
    المشاركات
    6,828
    مقالات المدونة
    1
    معدل تقييم المستوى
    673

    افتراضي


    رائـــــــــــــــــــــع أخي / موسى البلوي .. طرحٌ يبعث على الفرح والإنبساط


    كم نفتخـــــــــــــر كثيراً عندما نجد كتّاب من ابناء قبيلتنا


    يشـــــــــــــاركون الصحف بهذه المقالات الأكثر من رائعة


    ويدلون بدلوهم في همـــــــــوم الوطن والمواطـــــــــــــن ..



    نسأل الله أن يزيدهم... ويثبتهم على طريق الحق والصواب ومافيه خيرٌ للجميع




    وولن اتأخر بعرض مقالات لهم لو توفر لدي ذلك


    وحتى ذلك الحين أحببت فقط أن أشكــــــــــركم على هذا المجهود



    مع خالص تقديري .




    إنْ تَلَبَّسَ قَلَمِيْ فِيْ يَوْمٍ مَاْ رِدَاْء الأَنَاْنِيْةِ 00
    سَأَكْسُرُه00
    ( العَاصِفْة )

  6. #6
    رئيس مجلس الإدارة الصورة الرمزية موسى بن ربيع البلوي
    تاريخ التسجيل
    24 - 10 - 2001
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    26,593
    مقالات المدونة
    19
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي



    الخطاب الديني والخطاب الثقافي... القيادة لمن؟

    تعاني الساحة المعاصرة من فوضى في الخطاب لا تكاد تخطئها عين ذي بصيرة وتبرز هذه الفوضى في الأزمات التي تمر بها المجتمعات الإسلامية ولنبدأ في تحرير القضية بإلغاء نظرة على عهده صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت كان هناك خمسة أنواع من الخطاب داخل الدائرة الإسلامية.
    الأول: الخطاب الديني متمثلا في الوحي (القرآن الكريم وكلامه عليه الصلاة والسلام) وكان أبرز سمات ذلك الخطاب القدسية والمطلق أي أنه صواب مطلق وحكمة مطلقة وحكم مطلق.
    الثاني: هو الخطاب الصائب وهو ذلك الذي يأتي متوافقا مع الخطاب الديني وكان رائده عمر بن الخطاب رضي الله عنه في موافقاته المشهورة في السيرة.
    الثالث: هو الخطاب الخاطئ اجتهادا ويمثله آحاد الصحابة رضي الله عنهم في أطروحاتهم وآرائهم التي كان يصححها الوحي.
    الرابع: الخطاب المنافق بريادة عبدالله بن أبي سلول ولهذا الخطاب سمات عامة تحتاج إلى مزيد من الإيضاح ولعله يكون في مقال لا حق.
    الخامس: هو الخطاب المبتدع ويمثله نواة الخوارج في القصة المعروفة (اعدل يا محمد).
    بعد هذا العرض يأتي السؤال عن طبيعة العلاقة بين الخطاب الديني وما عداه بسائر أطيافه؟ لقد كان الخطاب الديني هو المحكم وسواه وهو المتشابه الذي يعود إليه فيمارس الديني معه الموافقة أو التصحيح أو الرفض.
    لننقل هذه الصورة بملامحها العامة إلى واقعنا المعاصر ونطرح هذه التساؤلات.
    من الذي يجب عليه تمثيل الخطاب الديني؟
    هل للخطاب الديني المعاصر الحق في ممارسة حقه المشروع - الإقصاء - مثلا للخطاب المنافق؟؟ هل يحق للخطاب الثقافي ندية الخطاب الديني على اختلاف المرجعية الفكرية؟
    هل تقنين العلاقة وأد للإبداع أم ضبط للفكر؟
    ماذا لو قال قائل: إن الرسول عليه الصلاة والسلام وهو قائد للدولة الإسلامية كان يجمع بين الخطاب الديني والخطاب السياسي؟
    ماذا لو لم يحدث التآخي بين الديني والسياسي كما في كثير من الدول الإسلامية؟
    هل نحن في اتجاه الضبط للواقع الديني - الثقافي بغية ترشيد الفكر أم نحن في منحدر الفوضى؟
    هل سيأتي يوم يقال لنا فيه إذ كان الحلال رأياً فإن الحرام رأي آخر؟



    الدكتور طارق علي العرادي - تبوك

    أنصر نبيك
    .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الإثنين 27محرم 1429هـ
    .



صفحة 1 من 7 123 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
هذا الموقع برعاية
شبكة الوتين
تابعونا