حكــم الدعوة إلى اللــه

هل الدعوة إلى الله واجبة على كل مسلم ومسلمة ، أم تقتصر على العلماء وطلاب العلم فقط ؟ وهل يجوز للعامي أن يدعو إلى الله ؟
إذا كان الإنسان على بصيرة فيما يدعو إليه فلا فرق بين أن يكون عالما كبيرا يشار إليه أو طالب علم مجدا في طلبه ، أو عاميا ، لكنه علم المسألة علما يقينا ، لأن الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، يقول ( بلغوا عني ولو آية ). ولا يشترط في الداعية أن يبلغ مبلغا كبيرا في العلم . لكن يشترط أن يكون عالما فيما يدعو إليه . أما أن يقوم عن جهل ويدعو بناء على عاطفة عنده فإن هذا لا يجوز ولهذا نجد من الأخوة الذين يدعون إلى الله وليس عندهم من العلم إلى القليل ، نجدهم لقوة عاطفتهم يحرمون ما لم يحرمه الله ، ويوجبون ما لم يوجبه الله على عباده . وهذا أمر خطير جدا ؛ لأن تحريم ما أحل الله كتحليل ما حرم الله ، فهم إذا أنكروا على غيرهم تحليل هذا الشيء فغيرهم ينكر عليهم تحريمه أيضا ، لأن الله يقول ( ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون * متاع قليل ولهم عذاب أليم ) ـ النحل : 117،116 . أما العامي فلا يدعو وهو لا يعلم بل لا بد أولا من العلم ، لقوله تعالى ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة ) ـ يوسف : 18 . فلا بد أن يدعو إلى الله على بصيرة لكن الشيء المنكر البين أو المعروف البين فله أن يأمر به إذا كان معروفا ، وينهى عنه إذا كان منكرا أما الدعوة فلا بد أن تسبق بعلم ، لأن من دعا بلا علم فإنه يفسد أكثر مما يصلح ، كما هو ظاهر . فالواجب أن يتعلم الإنسان أولا ثم يدعو ثانيا أما المنكرات الظاهرة ، والأمر بالمعروف الظاهر ، فهذا يؤمر بالمعروف فيه ، وينهى فيه عن المنكر