سيرة شيخ العلماء عبدالله خياط على لسان ابنه
مجلة المعهد ادخلته الشرطة


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
فالح الذبياني (مكة المكرمة)

في الحلقة الماضية تم استعراض ولادة عالمنا الجليل وامام وخطيب المسجد الحرام الشيخ عبدالله عبدالغني خياط رحمه الله وبعد النشر تفضل نجله الدكتور اسامة عبدالله خياط امام وخطيب المسجد الحرام بالكتابة حول بعض سيرة ولادة والده ونسبه بالتواريخ الصحيحة.
يقول الدكتور أسامة عن نسب والده أنه ينتهي إلى قبيلة (بلي) من قضاعة وانتقل بعض أجداده من شمال الحجاز إلى بلاد الشام ثم عاد جده محمد إلى المدينة المنورة خلال القرن الثاني عشر الهجري وليس في آخره، وكان شاباً يافعاً فتزوج بالمدينة إبنة إحدى أسرها وهي أسرة الطيار فولد له ثلاثة من الأبناء أحمد وإبراهيم وعبد الغني وسرعان ما توفي ابنان شابين منهم وكتب الله الحياة لابنه عبد الغني والد الشيخ عبد الله يرحمه الله الذي تزوج امرأة من أهل مكة المكرمة فولدت له إلى جانب إبنه عبد الله (الشيخ) ابنين هما محمد وهو الأكبر وعلي وهو أصغر الأبناء رحمهما الله تعالى وللشيخ رحمه الله أيضاً ثلاث أخوات رحمهن الله تعالى).
ويضيف الدكتور أسامه: كانت ولادة الشيخ في التاسع والعشرين من شهر شوال عام 1326هـ ونشأ في بيت متوسط الحال وكان والده متفقهاً إلى حد ما أو بعبارة آخرى كان مثقفاً ثقافةً دينية وبالتحديد في الفقه الحنفي والتفسير والحديث واكتسب ثقافته من المسجد الحرام، وقد تزوج والدنا من ابنة فضيلة الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة ورزقه الله من الأبناء الذكور أربعة وهم عبد الرحمن مدير الشؤون الصحية بمحافظة جدة ورئيس الهيئة الطبية بها وهو أكبرهم والدكتور عبد العزيز (عضو بمجلس الشورى) وأحمد من منسوبي وزارة الحج بمكة المكرمة والدكتور أسامة إمام وخطيب المسجد الحرام وللشيخ أيضاً أربع بنات.
وعن التحاقه
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نشأ في بيت متوسط الحال
تولى ادارة مدرسة حارة الباب والطائف نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
بالمسجد الحرام يقول الدكتور أسامه(عين رحمه الله إماماً للمسجد الحرام في عام 1346هـ بأمر ملكي كريم بناءً على ترشيح سماحة الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ رئيس القضاء في الحجاز آنذاك وهو الذي كان يتولى الإشراف على شؤون الإمامة والخطابة والتدريس في الحرم الشريف واستمر في الإمامة حتى عام 1356هـ بعدها انتقل إلى الرياض للإدارة والتدريس في مدرسة الأمراء أبناء جلالة الملك عبد العزيز رحمه الله، وحين توفي جلالة الملك عبد العزيز طيب الله ثراه عام 1373هـ عاد الشيخ إلى مكة المكرمة وصدر الأمر الكريم بتعيينه خطيباً للمسجد الحرام بترشيح من فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ يرحمه الله واستمر في الخطابة حتى عام 1404 هـ حين طلب من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله إعفاءه من الخطابة في المسجد الحرام لظروفه الصحية.
الشرطي ومدرسة حارة الباب
في عام 1352هـ رشحه الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ المشرف على التعليم بمكة المكرمة ليكون مديراً لمدرسة حارة الباب (الفيصلية فيما بعد) وفعلاً تسلم الشيخ عبد الله خياط عمله فيها في 12/2/1352هـ، وقد زاره شيخه حسن عرب وهو في منصبه الجديد ففرح وهنأه وقال له (هذه بركة القرآن يابني)، يقول الأستاذ محمد حسن الجفري في كتاب له بعنوان الشيخ محمد عبد الغني خياط (فوجئ حضرة المدير الشيخ عبد الله خياط بشرطي يدخل إليه في المدرسة الفيصلية، ويقوده إلى مقر الشرطة وحينما دخل قسم الشرطة سأله مدير الشرطة هل أنت عبدالله خياط فأجابه بنعم فقال له إن المجلة التي طلبتم إصدارها باسم المعهد لم توافق عليها النيابة.
يقول الشيخ عبد الله خياط في كتابه (لمحات من الماضي) عن رحلته إلى الطائف في عام 1355هـ: كان أشق الأمور على صاحب اللمحات الانتقال إلى الطائف في فترة الصيف أولاً لأن الأجور كانت مرتفعه وإن كانت لا تعدو المئات من الريالات غير أن هذه القلة كانت بعيدة المنال بالنسبة لمن استأجر بيتاً في أول العام في مكة المكرمة وثانياً عدم انتظام صرف الرواتب آنذاك الأمر الذي يترتب عليه الاستدانة، وصاحب اللمحات في الطائف غريب ولا يجد من يسعفه لو أضطر إلى الراتب وتعهد أو وعد وعداً محترماً بأنه سوف يبعث لصاحب اللمحات راتبه على الموازنة الجديدة التي لم تصدر بعد، وكان مقدار الراتب على هذه الموازنة 60 ريالاً أي ثلاثة جنيهات إنجليزية ذهبية كانت تصل تباعاً على رأس كل شهر فاستأجر منها داراً متواضعة في حي اليمانية بخمسين ريالاً واقتصد أيضاً أجرة الدار في مكة للعام القادم أي عام 1356هـ، وبعد انتهاء المهمة في الطائف واستتباب النظام المدرسي وحفظ هيبة المدرسة بمديرها أرسل مدير المعارف إلى الشيخ عبد الله خياط ما يلي (الأستاذ عبد الله خياط بعد التحية.. لا داعي لبقائكم بمدرسة الطائف بعد الآن)، وقد علق الشيخ الخياط في كتاب اللمحات عن هذه الواقعة بقوله (أهكذا يكون تقدير المخلصين المتفانين في الإخلاص والتضحية.. إن الكلمة الطيبة صدقة كما جاء في الحديث النبوي الشريف فهلا تصدقت مديرية المعارف على موظفها المخلص بكلمة شكر تحفظ في سجل أعماله واضبارة خدمته إذ لم أتقاض طوال مدة إقامتي في مدرسة الطائف غير راتبي المقرر في مكة المكرمة ولم أتقاض بدل انتداب أو حتى مكافأة مقطوعة ولا أجرة السيارة التي أنتقل فيها إلى الطائف ذاهباً اليها وعائداً.


وهذا رابط الموضوع

http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/2006...6090845873.htm