شراكة سعودية – صينية في النفط باستثمار 5.6 مليار دولار
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

- "الاقتصادية" من الرياض - 13/03/1428هـ
حازت شركة أرامكو السعودية بالشراكة مع "إكسون موبيل" و"ساينوبك" وحكومة مقاطعة فوجيان الصينية, موافقة حكومة بكين لإنشاء مشروعين في الصين, الأول لتطوير مجمع عملاق ومتكامل في مجال التكرير والمواد البتروكيماوية في مقاطعة فوجيان، والآخر لتسويق المنتجات النفطية التي تنتجها المصفاة في جميع أنحاء المقاطعة نفسها.
ويشكل هذان المشروعان المشتركان، اللذان يبلغ إجمالي المبالغ المستثمرة فيهما نحو 5.6 مليار دولار, أول مشروع متكامل في مجال التكرير وإنتاج المواد البتروكيماوية وتسويق الوقود بمشاركة عدة أطراف دولية في الصين. واعتبر المهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية السعودي الذي حضر حفل حيازة الرخصة في الصين, المشروعين الجديدين لشركة أرامكو السعودية بالشراكة مع شركات أخرى انعكاسا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، التي تؤكد إقامة علاقات اقتصادية متينة ومتنامية مع الصين، حيث يدخل المشروعان ضمن استمرارية تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات الصناعة النفطية والاستثمارات المشتركة ذات الأسس التجارية الواضحة.

في مايلي مزيداً من التفاصيل:

احتفلت أرامكو السعودية وشركة إكسون موبيل وشركة ساينوبك وحكومة مقاطعة فوجيان في "قاعة الشعب الكبرى" في العاصمة الصينية بكين، بحصولها على موافقة الحكومة الصينية ومنح تراخيص العمل لإنشاء مشروعين مشتركين في الصين، الأول لتطوير مجمع عملاق ومتكامل في مجال التكرير والمواد البتروكيميائية في مقاطعة فوجيان في جنوب الصين، والثاني مشروع مشترك لتسويق المنتجات البترولية التي تنتجها المصفاة في جميع أنحاء مقاطعة فوجيان.
ويشكل هذان المشروعان المشتركان، اللذان يبلغ إجمالي المبالغ المستثمرة فيهما نحو خمسة مليارات دولار، أول مشروع متكامل في مجال التكرير وإنتاج المواد البتروكيميائية وتسويق الوقود بمشاركة عدة أطراف دولية في جمهورية الصين الشعبية.
ويتضمن مشروع فوجيان المشترك للتكرير وإنتاج الإيثيلين، الذي يقع في مدينة قوانزاو في مقاطعة فوجيان، تحديث وتوسعة المصفاة القائمة لترتفع طاقتها الإنتاجية من 80 ألف برميل في اليوم (أربعة ملايين طن في السنة) إلى 240 ألف برميل يومياً (12 مليون طن في السنة) مع زيادة طاقة المصفاة من المنتجات ذات القيمة العالية. وسيتم تصميم المصفاة المطورة بحيث تكون قادرة على تكرير الزيت الخام العربي بصفة أساسية، كما سيتم في إطار المشروع إنشاء مرافق بتروكيميائية جديدة، منها وحدة بخارية لتكسير الإيثيلين بسعة 800 ألف طن سنوياً، ووحدات لإنتاج البولي إيثيلين بطاقة قدرها 800 ألف طن سنوياً، والبولي بروبيلين بطاقة 400 ألف طن في السنة، إلى جانب مجمع لإنتاج المواد الأروماتية اعتماداً على وحدة بارازايلين بطاقة 700 ألف طن في السنة، ووحدات تصنيع للمشتقات الكيماوية المصاحبة. وتشمل مرافق المساندة التي سيتم إقامتها في إطار المشروع رصيفًا بحريًا يتسع لناقلات النفط العملاقة، بالإضافة إلى بناء مرافق للتوليد المشترك للطاقة الكهربائية والمنافع الضرورية كافة.
وستتوزع ملكية الشركة التي ستضطلع بتنفيذ هذا المشروع المشترك، والتي تم تسجيلها رسميًا باسم "شركة فوجيان للتكرير وإنتاج المواد البتروكيميائية المحدودة"، بين كل من "شركة فوجيان لإنتاج المواد البتروكيميائية المحدودة"، والتي ستتملك نسبة 50 في المائة، وشركة أرامكو السعودية ساينو ليمتد والتي ستتملك نسبة 25 في المائة من المشروع، وشركة "إكسون موبيل تشاينا بتروليوم آند بتروكيميكال كومبني ليمتد" التي ستمتلك نسبة 25في المائة. ويُتَوقع أن يبدأ المشروع أعماله في بدايات العام 2009.
أما مشروع فوجيان المشترك لتسويق المنتجات البترولية، الذي تم تسجليه رسميًا باسم "ساينوبك سن مايي (فوجيان) بتروليوم ليمتد المحدودة"، سيضطلع بإدارة وتشغيل نحو 750 محطة خدمة وشبكة متكاملة من محطات الوقود في أنحاء مختلفة من مقاطعة فوجيان. وسوف تتملك شركة "ساينوبك" ما نسبته 55 في المائة من المشروع، في حين ستكون حصة شركة أرامكو السعودية ساينو ليمتد بنسبة 22.5 في المائة وإكسون موبيل بنسبة 22.5 في المائة.
وحضر حفل التدشين كل من السيد شينق هورين، نائب الرئيس والأمين العام للجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي الوطني، والمهندس علي بن إبراهيم النعيمي، وزير البترول والثروة المعدنية في السعودية، والسيد هوانق زياوجنق، حاكم مقاطعة فوجيان، وسفير خادم الحرمين الشريفين في بكين صالح بن عبد العزيز الحجيلان والسيد تشون تونقهاي، رئيس شركة تشاينا بتروكيميكال (مجموعة ساينوبك)، وعبد الله بن صالح جمعة، رئيس شركة أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، والسيد ستيف سايمن، النائب الأعلى للرئيس في شركة إكسون موبيل. كما حضر الحفل العديد من كبار المسؤولين من الوزارات المختلفة في جمهورية الصين الشعبية، وشركة أرامكو السعودية، وشركة إكسون موبيل، وشركة ساينوبك، وكذلك من حكومة مقاطعة فوجيان.
ويتوقع أن يعمل هذان المشروعان المشتركان، مشروع فوجيان المشترك للتكرير وإنتاج الإيثيلين، ومشروع فوجيان المشترك لتسويق الوقود، في تلبية الزيادة المتسارعة في الطلب على منتجات البترول والمواد البتروكيميائية في جمهورية الصين الشعبية. كما أن عوامل التعاون والعمل الدؤوب المشترك اللذين سيتخللان جميع مراحل هذين المشروعين العالميين، وقوة الشركاء الأربعة العاملة في المشروعين والاتفاقية طويلة الأمد لتوريد الزيت الخام من قبل أرامكو السعودية، ستعمل جميعها في تعزيز القوة التنافسية للمشروعين، بالإضافة إلى المساعدة في ضمان تنفيذ أعمال المشروع على طراز عالمي. كما سيعمل هذان المشروعان على تعزيز عملية تطوير صناعة المواد البتروكيميائية في جمهورية الصين الشعبية وكذلك الإسهام في دفع عجلة التنمية الاقتصادية في مقاطعة فوجيان على وجه التحديد.
من جانبه، قال المهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية: إن توجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده تؤكد إقامة علاقات اقتصادية متينة ومتنامية مع جمهورية الصين الشعبية، ويدخل ضمن هذه استمرارية تعزيز التعاون بين البلدين في مجال الصناعة البترولية والاستثمارات المشتركة ذات الأسس التجارية الواضحة، وفي إطار هذا التوجه والاتفاقيات التي تم توقيعها، حيث إن لها أهمية خاصة في ترسيخ التعاون البترولي بين البلدين، وكما أنها تعطي المملكة سوقا مهمة لتسويق البترول وتأسيس علاقات استراتيجية مع شركات بترول عالمية.
وأضاف النعيمي في كلمته التي ألقاها أمس في حفل التدشين الرسمي لإنشاء المشروعين, أن من ضمن هذا التوجه مشاركة شركة "ساينوبك" الصينية في مشروع مشترك مع أرامكو السعودية في التنقيب عن الغاز في المملكة، كما أن المملكة تعتبر الصين من أهم الدول التي تستورد منها البترول، حيث إن المبيعات البترولية السعودية للصين في تنام مستمر.
واعتبر الوزير النعيمي، نمو اقتصاد الصين سوقا مهمة لتسويق الزيت الخام الذي تنتجه المملكة. وعطفا على هذا فإن السعودية أكبر منتج في العالم للزيت الخام وأن الاقتصاد الصيني يعد أسرع الاقتصادات العالمية المستهلكة للزيت الخام نموا، مشيرا إلى أن البلدين يقفان على أرضية صلبة وراسخة من العلاقات الثنائية التي تقوم على تبادل المنافع والمصالح المشتركة.
هذا ويشكل هذان المشروعان المشتركان اللذان يبلغ إجمالي المبالغ المستثمرة فيهما نحو 5.6 مليار دولار، أول مشروع متكامل في مجال التكرير وإنتاج المواد البتروكيميائية وتسويق الوقود والمواد الكيميائية بمشاركة أجنبية في جمهورية الصين الشعبية.
وسيعمل مشروع فوجيان المشترك للتكرير وإنتاج الإيثيلين الذي يقع في مدينة تشوانقانق في مقاطعة فوجيان على زيادة الطاقة الإنتاجية للمصفاة القائمة حاليا لترتفع من 80 ألف برميل في اليوم أي بمعدل يصل إلى أربعة ملايين طن في السنة، إلى 240 ألف برميل يوميا أي بمعدل يصل إلى 12 مليون طن في السنة، وستعمل المصفاة التي سيعمل المشروع على تطويرها على تكرير الزيت الخام العربي المر ومعالجته بصفة رئيسية، كما يتضمن المشروع إنشاء وحدة تكسير الإيثيلين بالبخار تبلغ طاقتها الإنتاجية 800 ألف طن سنويا وإنشاء وحدة لإنتاج البولي إيثيلين تبلغ طاقتها الإنتاجية 800 ألف طن سنويا، وإنشاء وحدة لإنتاج البولي بروبيلين تبلغ طاقتها الإنتاجية 400 ألف طن سنويا، وكذلك إنشاء مجمع للمواد العطرية لإنتاج 700 ألف طن سنويا من مادة البارازيلين، إضافة إلى ذلك يتضمن المشروع أيضا إنشاء مرافق مساندة تشمل بناء مرافق للتوليد المشترك للطاقة الكهربائية.
وسوف تتوزع ملكية الشركة التي ستنفذ هذا المشروع المشترك، وذلك بعد أن تم تسجيلها رسميا باسم"شركة فوجيان للتكرير وإنتاج المواد البتروكيميائية المحدودة" بين كل من " شركة فوجيان بتروكيميكال ليمتد" التي ستتمتلك نسبة 50 في المائة وشركة "إكسون موبيل تشاينا بتروليوم آند بتروكيميكال كومبني ليمتد" والتي ستتملك نسبة 25 في المائة من المشروع فيما ستؤول النسبة المتبقية والبالغة 25 في المائة إلى شركة أرامكو السعودية ساينو ليمتد.
وبحسب المعطيات المتوافرة في هذه الآونة يتوقع أن يبدأ المشروع أعماله في مطلع 2009 .
يشار إلى أن مشروع فوجيان المشترك لتسويق الوقود الذي تم تسجيله رسميا "ساينوبك سن مايي (فوجيان)" بتروليوم ليمتد المحدودة" الذي سيتولى إدارة وتشغيل ما يربو على 750 محطة خدمة وشبكة متكاملة من محطات الوقود في مقاطعة فوجيان، وسوف تتملك شركة "ساينوبك" ما نسبته 55 في المائة من المشروع في حين ستكون حصة شركة "إكسون موبيل" 22.5 في المائة وكذلك شركة أرامكو لها نسبة 22.5 في المائة.
ولقد حضر الحفل إلى جانب المهندس علي بن إبراهيم النعيمي وكل من تشين جينهوا، الرئيس السابق للمؤتمر الاستشاري السياسي الشعبي الصيني، وهوانق زياوجنق حاكم مقاطعة فوجيان، وتشين تونقهاي رئيس شركة تشاينا بتروكيميكال "مجموعة ساينوبك" ورئيس الشركة الصينية للبترول والمواد الكيميائية " شركة ساينوبك" وصالح الحجيلان سفير خادم الحرمين الشريفين في الصين وعبد الله صالح جمعة رئيس شركة أرامكو السعودية كبير إدارييها التنفيذيين وستيف سايمن النائب الأعلى للرئيس في شركة إكسون موبيل.