«غونو» يضعف بعد مقتل 61.. وتشريد الآلاف بعُمان وإيران
طهران: لم يتم تقييم الأضرار في الكثير من المناطق لصعوبة الاتصال

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

طهران ـ لندن: «الشرق الاوسط»
تراجعت حدة الإعصار غونو الذي وصل إلى السواحل الإيرانية بعد أن اجتاح سلطنة عمان وخلف فيها 49 قتيلا ونحو 30 مفقودا ودمارا هائلا وعطل تصدير النفط.

وقال مسؤول إيراني إن قوة «غونو» بدأت تتلاشى بعد أن ضرب أجزاء من الساحل الجنوبي من البلاد. وارتفع عدد ضحايا الإعصار في إيران إلى 12 قتيلا، في حين تفيد تقارير بأن 9 فقدوا وشرد 40 ألفا.
وذكرت وكالة مهر الايرانية للانباء امس أن السيول التي تسبب فيها غونو الذي اجتاح جنوب ايران، الاسبوع الماضي، أسفرت عن سقوط 12 قتيلا ودمرت أكثر من ألف قرية.
وقال مسؤولون ان الإعصار، وهو ظاهرة نادرة الحدوث في منطقة الخليج أصاب أقاليم هرمزجان وكرمان وسيستان وبلوخستان، وألحق أضرارا بالطرق والجسور والمنازل. ونقلت وكالة مهر عن فرزاد بناهي وهو مسؤول بخدمة الطوارئ قوله «حتى الآن سقط 12 قتيلا في سيستان وبلوخستان وهرمزجان وأصيب 9 بسبب السيول». وقال مسؤول محلي لوكالة «فارس» للانباء ان «40 الف قروي محاصرون بالمياه في محافظة هرمزغان». وتعمل مروحيات على اغاثة الاشخاص المتضررين من الفيضانات. وتم اجلاء اكثر من 40 الف شخص من المناطق الساحلية في ولايتي سيستان ـ بلوشستان وهرمزغان، بحسب مسؤولين. وضرب غونو الساحل الجنوبي لايران مساء الاربعاء مع رياح بسرعة 200 كلم في الساعة، وذلك بعدما عصف بسلطنة عمان حيث قضى 49 شخصا واعتبر 27 آخرون في عداد المفقودين بسبب الاعصار. وتم وضع مستشفيات المحافظات الجنوبية الايرانية في حالة تأهب تحسبا لمخلفات الإعصار الأعنف في نوعه منذ 30 عاما.
واثار الاعصار مخاوف أيضا من تعطيل الصادرات من منطقة الشرق الاوسط التي يوجد بها أكثر من ربع نفط العالم. وارتفعت أسعار النفط الى نحو 71 دولارا للبرميل. وقال مسؤولون في ايران وعمان ان الاوضاع بدأت تعود الى طبيعتها تدريجيا.
وأبلغ مسؤول بوزارة الداخلية الايرانية وكالة مهر للانباء أنه لم يتم تقييم الاضرار الكاملة الناجمة عن الاعصار بسبب صعوبة الاتصال بأكثر المناطق تضررا.
وكانت عمان قد خفضت مستوى الخطر من اللون الأحمر الذي يمثل أعلى درجة إلى اللون البرتقالي، ونقلت وكالة الأنباء العمانية عن مسؤول قوله إن الأوضاع بدأت تعود تدريجيا إلى طبيعتها.
وأفادت الوكالة في وقت سابق بأن سرعة الرياح في الإعصار غونو الذي خفضت درجته إلى الفئة الأولى للأعاصير منذ الأربعاء، أصبحت معتدلة وأن ارتفاع أمواج البحر يبلغ نحو مترين. وقال مسؤولون إن الإعصار دمر الطرق الرئيسية والجسور التي تربط الولايات الشرقية بالعاصمة مسقط وسبب فيضانات وانهيارات أرضية.
وفي وسط مسقط، تحولت الشوارع إلى أنهار وسقطت الأشجار وقطعت بعض خطوط الكهرباء. وقالت الشرطة العمانية إن فرق الإنقاذ التي تستخدم طائرات الهليكوبتر بحثت عن مفقودين وقامت بإجلاء سكان من الوديان القريبة من مسقط.
من جهة أخرى، قالت مصادر في صناعة الشحن إن ميناء الفحل العماني، وهو الميناء الوحيد لصادرات النفط الخام التي تبلغ 650 ألف برميل يوميا، استأنف عملياته بعد إغلاق دام ثلاثة أيام وأجرت عمان اختبارات على خطوط الأنابيب في الميناء قبل أن تستأنف العمليات.
لكن الميناء الرئيسي لتصدير الغاز في صور لم يفتح بعد وقالت وسائل الإعلام إن توزيع الوقود ما زال معطلا.
كما تسبب غونو في ارتفاع منسوب مياه البحر إلى تحرك مراكب الصيد إلى شوارع قرى جو وعسكر في جنوب البحرين وغطت المياه جزءا كبيرا من قرية المعامير شرق البحرين وهددت عددا من المنازل. وتم إخلاء نقطة للشرطة في الدور جنوب الجزيرة كإجراء احترازي بعد أن فاجأ ارتفاع المد سكانها في الساعة العاشرة مساء بالتوقيت المحلي.
وأقامت الشرطة ورجال الإطفاء نقاط إغاثة على الطرق المؤدية من وإلى قريتي جو وعسكر لتحويل مسار السيارات بعد أن وصلت مياه البحر إلى الطريق الرئيسي.
وقال جمال أحمد كمال المسؤول بالدفاع المدني وخدمة الإطفاء لوكالة الأنباء الألمانية إنه تم إرسال وحدات من الدفاع المدني إلى كل المناطق التي أثرت فيها موجات المد لمساعدة السكان وقائدي السيارات. ولم ترد تقارير عن حدوث إصابات كما لم يتسن تقييم حجم الخسائر على الفور. وكان مكتب الأرصاد الجوية البحريني قد توقع أن يسود طقس هادئ مع ارتفاع موجات المد بمقدار قدم أو قدمين، وقال إن الارتفاع في مستويات البحر يجب ألا يثير القلق، وإن هذا الطقس الهادئ سيستمر حتى اليوم. ولم يربط البيان بين موجات المد وغونو. وقال إن أيا من مكاتب الأرصاد الجوية في الدول المجاورة لم يشر إلى حدوث تغيرات في الطقس في منطقة الخليج.