فارس مغوار من قبيلة بلي
من أبرز الرجال في تاريخ القبيلة الحديث الذين سجلوا حضورا مميزا الشيخ عبدالله بن مهنا بن مظهر .
له قصة مشهورة مع عسكر العواجي شيخ الجعافرة من عنزة .

وكان عبدالله بن مظهر قد أخذ إبل الجعافرة ( أم شناف ) وذلك عندما تقابل مع صاحبها لهيلم بن تمام وأخذها منه بالقوة .
وبعد هذه الحادثة بسنة تم التعاهد بين ابن مظهر والعواجي على أن يسمح له بالرعي بديار عنزة لأنها كانت ربيع تلك السنة ( يجي ظالم ويروح سالم ) بشرط أن لا يغزو ابن مظهر على الجعافرة مرة أخرى وأن العواجي يكفل جماعته بعدم الإعتداء على ابن مظهر وأن مافات مات .
فنزل عبدالله بن مظهر بديار عنزة مجاورا للعواجي ومعه خمسة من جماعته والعبد بخيت المهنا , ولكن أبن لهيلم بن تمام لم يرق له أن يرى أبل والده مع ابن مظهر فأخذ يستحين الفرصة لقتله .
وبينما كان العواجي غائبا حدث أن هجمت شمر على إبل العواجي وأخذوها ففزع عبدالله بن مظهر إلى فرسه يفك قيدها فقال له أحد الجعافرة : ( ماهي قالتك يابلوي ) مشككا في قدرتة على مواجهة القوم ! فرد عليه أن قال : ( القاله قالتي واليوم يومي وأنا أخو كسبه ) ولحق القوم وأسر ثلاثة منهم وقلع ثلاثة من الخيل حصان وفرسين وأعاد إبل العواجي وأصيب ابنه ولما عاد بالخيل معه أخذ ابن لهيلم بن تمام بندقه ومدها بإتجاه عبدالله بن مظهر أمام الجعافره وقال ( عنها يا قطعة هالبلوي لعن الله أبو هالبطن اللي مليانه خنافيس - ضرّيناك لقلع الخيل ياقطعة هالبلوي ).
فقام أحد الجعافره بمد بندقيته على ابن تمام وقال له ( هيه ياولد هذا بوجه عسكر العواجي وإذا ثارت منك والله لا أخلي قصبانك بالأرض ) فأطلق ابن مظهر الخيل التي معه وذهب فورا إلى بيته وطلب من العبد أن يجمع أبله لأنه نوى أن يرحل إلى دياره وعزم على الإنتقام .
فعاد العواجي في نفس اليوم الذي حدث به الغزو وأخبروه بما فعل ابن تمام وطلب ابن مظهر أن يحضر ( ويبشر بالحق ) فجاء وجلس بجوار العواجي والمجلس صامت فطلب العواجي الأسرى وقال لهم ( منهو اللي منعكم ) أي أسركم فقالوا : ( والله لولا الشايب اللي ينتخي بكسبه إنك ماتشوف نياقك غير ماشفتهن ) فقال العواجي ( ونعم بأخو كسبه ونعم - خذ خيلك يا ابن مظهر فعلك بيمينك وتستاهل ) ولكن عبدالله بن مظهر جاوبه على الفور ( وجهي انهن لك ياعسكر العواجي ) ثم إلتفت بأتجاه المجلس وشاهد لهيلم بن تمام جالس بالمجلس وبجانبه ابنه فقال بصوت عالي : ( أسألكم بالله يالجعافره - من أبداها تسرّه ومن أخفاها تضرَه - عن منهو اللي حوّل لهيلم بن تمام عن أم شناف اللي مع نياقي ) فردوا عليه بقولهم ( ونعم يا أخو كسبه ) .
فقال عبدالله بن مظهر لأبن تمام بصوت عالي ( اللعنه تلعن أبوك الجالس هذا اللي حوّلته عن أم شناف وما قدر يحماها ... وبطني ماهي مليانه خنافيس بطني مليانه من رووس الرجال وأنا أخو كسبه ) وقال للعواجي مهددا له ( الثلاث المهربات والوجه من الوجه أبيض وعليك مردود النقاء ) فقال العواجي ( ماهي هي ) فقال له ( إلا هي ) .
فرحل إلى ديالره يسير بالليل والنهار خوفا أن يلحق به الجعافره بعددهم الكثير حتى وصل البلاطه وهناك جمع جماعته السحمه وقال لهم إنه سوف يغزو العواجي فأشار عليه بعضهم أن ينتظر حتى الشتاء لأن القيض قادم وليس هناك موارد ماء يشربون منها فقال عبدالله بن مظهر لجماعته ( والله لو أنتظر للشتاء غير أموت وإني عزمت أن أغزي العواجي لو لحالي ) فوافقه جماعته .
وكان معهم ناقه أصيله اسمها الهدلا لسالم بن قطيبان الملقب بالهباج وهو رجل شجاع إلا إنه نحيف الحال وهذه الناقة لايمكن أن تلحقها أي ناقة أخرى وحتى صاحبها لا يستطيع السيطرة عليها .
ولما وصلوا إلى بيضا نثيل شاهدوا إبل الجعافرة على الماء فهجموا عليها وأخذوها ولكن الهدلا شاهدت قطعة صغيرة من الإبل بعيدة جدا وانطلقت بإتجاهها فحاولوا إيقافها وردها فأخذوا يرمون أمامها إلا أنها لم تعد فطلب منهم عبدالله بن مظهر أن يتركوها لأنهم لو ساروا خلفها لأهلكتهم ولما استطاعوا اللحاق بها .
فعادوا بكسبهم وفي الطريق أدركهم العطش حتى كادوا أن يهلكوا فوجدوا ماء في هضب العنزية ولما شربوا أغمي على الكثير منهم ( أنصفروا ) فقام عبدالله بن مظهر وأمسك ببكرة وضحاء وقال ( يانذر الله نذرك لوجهك هالوضحاء إن رديت علي الهدلا وراعيها ) فإذا بالهدلا تصل ومعها بقية الأبل فنحر البكرة وأكلوها الغزو وعادوا إلى ديارهم سالمين غانمين .

هذه القصة مشهورة لدى كبار السن من قبيلة بلي وخصوصا السحمة وذكرها لي كل من :

فرحان بن علي بن مظهر رحمه الله الذي شارك بتلك الغزوة وكذلك فهاد بن مخيمر رحمه الله وكان مشاركا معهم .
كما ذكرها عبدالله بن عبار العنزي الراوية والشاعر المشهور .
ولعبدالله بن مظهر مواقف كثيرة من أشهرها غزوه للمدينة المنورة عندما كانت تحت حكم الدولة العثمانية وأخذه للأبل من عطن المدينة وأخذه لأبل الفناجيل من قبيلة حرب وذهابه للسودان واستقباله بحرس الشرف مثل كبار الزعماء .
ومشهور عنه بأنه يصيح بصوت عالي على الغزاة فيرجعون ولا يستطيعون الوصول إلى إبله

وهذه بعض سيرة فارس مغوار من قبيلة بلي العريقة .