هلا باخوي راعي الذلول
وهلا بكتاباته الحلوة

لقد اكتشفت كاتبا متمرسا في هذا المنتدي واسمح لي ان اسجل امامك اعجابي وتقديري لما تخطه بقلمك ، وعلي اسلوبك الرائع والشيق في العرض
كما ارجو ان تسمح لي بهذه الاضافة عن الديمقراطية وهي عبارة عن رد كنت كتبه علي مشاركة لاحد ازملاء

بالنسبة للديمقراطية هي انبثاق تدريجي للتجربة الغربية خاصة مع الانفلات من الاقطاع والكنيسة وظهور الحركة التجارية الاستعمارية ، ومن ثم الثورة الصناعية ، حيث تشعبت المصالح في البلاد الغربية السياسية منها والاقنصادية ، وبالتالي مسيرة البلاد الغربية في التقدم المادي كانت بحاجة الي ما يسمي بالتصالحية ، لان عدم التصالح يعني الحرب وفي الحرب لا منتصرون ( دمار وهلاك للجميع )
فنمو المصالح شجع الاوربيون في تلك الفترة بالسير نحو التصالح الذي اذكي مشاعر التصالحية في المجتمع الاوروبي والتي تعتبر ركيزة اساسية للاعتراف بالطرف الاخر
ومع ازدياد الثورة الصناعية وما ضغطت عليه باتجاه اصلاح سياسي لان النمو الاقتصادي يتناقض مع الاستبداد
وعليه اقر النظام السياسي بوجود مشاركة وكذلك بوجود تعدديةفي المجتمع وبالتالي اْذن بالتشعب
اذا الفكرة التصالحية كانت اساس النظام الديمقراطي الغير متساوق مع النظام الاستبدادي ، وبما ان الراسمالية تقوم علي المبادرة الفردية فتبنت الديمقراطية ايضا كنظام سياسي يقوم علي الفردية الذي يحترم الفرد ويقول ان مصلحة الفرد هي مصلحة الجماعة او المجموع

وقامت الديمقراطية علي الاسس التالية
1- التصالحية
2- الفردية
3- التحررية
4- احترام راس المال والملكية الخاصة
وهذه الامور جميعها متساوقة مع النظام الراسمالي .

ومع مرور الوقت تطور النظام الديمقراطي بتطور الحياة ونمو المشاكل التي تواجه المجتمعات، لذلك قام النظام السياسي الديمقراطي علي قضية فصل السلطات ، ونظام المساءلة ونظام الضوابط .
يذكر هنا ان النظام الديمقراطي تطور حسب تطور المجتمع الغربي اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وثقافيا ، كما انه نظام ليس جامدا بل هو من اكثر الانظمة القابلة للتطور والتعديل والتكيف تحت ضغط الحاجة " لانه لايقوم علي مباديء ثابتة "
من هنا جاءت قضية الليبرالية فعندما اتت الديمقراطية للتخلص من مشاكل عامة اثقلت علي الجمهور واصبحت هناك حريات عامة، لكن بقيت المقيدات الفردية للانسان موجودة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية لذا برزت اللليبرالية لتدعي انها تخلص الانسان من هذه المقيدات
وكما نعلم المجتمع الغربي ينقسم الي ثلاث طبقات
1- الطبقة العليا : وهي غالبا ما تميل الي الثبات ، كما تميل الي الليبرالية الاقتصادية
2- الطبقة الوسطي : اكثر ميلا للتحررية من الطبقات الاخري ، لليبرالية الاجتماعية والسياسية
3- الطبقة الفقيرة : مشغولة بامور الدنيا والعيش
والليبراليون يؤيدون الحرية والراسمالية لكن اكثر من يرغب الحرية هم الليبرالية الاقتصادية ومن يفضل اليبرالية الاقتصادية هي الطبقة العليا حتي يكون لهم يد اطول في الاستقلال الاقتصادي ، حيث نعلم انه في القرن التاسع عشر كانت النظرية الاقتصادية الراسمالية تفترض عدم تدخل الحكومة في الاقتصاد ولكن بعد الكساد العالمي عام 1929 راوا انه يجب تدخل الحكومة لكن بحدود
اما الطبقة الوسطي فهي ميالة اكثر الي الليبرالية الاجتماعية

يجب ان نميز كذلك بين الديمقراطية الليبرالية وما تنتجه من ليبرالية اقتصادية
اما القضية الاخلاقية في الليبرالية فهي تعطي تعريفا عاما للاخلاق بل وحتي لا تعرفها لان الاخلاق مسالة ذاتية نسبية في نظرهم متغيرة من شخص الي اخر فما يراه "س" اخلاقيا قد لا يراه "ص" كذلك ، ولذا تراهم فضلوا التخفيف من القوانين التي تحد من حرية الفرد الشخصية لدرجة يمكن معها الحفاظ علي حد ادني من النظام بعيدا عن التسيب

والجوهر السياسي للليبراليين فالليبراليين من الطبقة الوسطي هم الذين يطلبون تحررية سياسية اكثر من الطبقات الاخري خاصة الطبقة الثرية ، وفي التحررية هناك العنصر الذاني اساسي " الانسان سيد نفسه دون ضوابط "

نذكر كذلك ان الحياة في ظل النظام السياسي سابق الذكر هي حياة الية تخلو من الدسم والدفء الانساني
هذا اضافة الي انه نظام يعاني من
1- استبداد راس المال : لان راس المال يتحكم في كثير من الامور فمثلا البرلمانات اكثر اعضاءها من الاغنياء وبالتالي هي تمثل هذه الشريحة ومصالحها
2- استبداد وسائل الاعلام : وهي تعمل لاستبداد راس المال بحيث انها تضخ معلومات وتتحكم في تشكيل المواقف والاراء
3- تفشي ظواهر التفكك الاسري والفساد الاخلاقي والمخدرات والجرائم ضمن هذا النظام نتيجة ما يسمي ببدعة الحرية والتحرر


اخيرا نقول الحمد لله رب العالمين الذي انعم علينا بنعمة الاسلام والذي يعتبر افضل النظم لتنظيم الحياة الانسانية علي مختلف الاصعدة وهو متفوق علي كل الانظمة الاخري التي سبقته والتي تلته في ذلك لانه من الله وهو يمثل الحق وهو منسجم تماما مع الطبيعة الانسيانية لانه من عند الله الذي خلق هذا الانسان ويعلم ما يصلح له
وشتان بين ما هو من عند الله وما هو من صنع البشر

هذه بعض ما عندي عن موضوع الديمقراطية
اشكرك علي المشاركة
لك تحياتي