حقيقة الحياة

منقول
من اليوم الإلكتروني
محمد البيطار ـ جامعة الملك فيصل


حقيقة الحياة


العمر ينقضي شيئاً فشيئاً والحياة تسير بنا لا تقف لحظة، فهذا الطفل قد نما وذاك الشاب قد انحنى وذلك الشيخ قد واراه التراب فمهلاً مهلا أيها الإنسان فإن الحياة ليست خالدة إنها ظل زائل أيامها تفنى وزهرتها تيبس وسعادتها تذهب ويبقى منها عمل الإنسان.. خيره وشره ويعود الإنسان ليحاسبه الله على عمله. فلا يحسن بك أن تقضي أيامك التي تذهب ولا تعود بما يعود عليك بالحسرة والندم، واغتنم هذه الساعات، سخرها في طاعة الرحمن فهي كنز ثمين ثمنه لا يقدر بمال. جهل أناس حقيقة الدنيا وغاية وجودهم فيها فتاهوا حيارى وضلوا في منحنيات الطريق فلم يفيقوا إلا وملك الموت يسل أرواحهم عند ذلك تذكروا والألم يعصف بالنفوس والحسرة والندم تعصر القلوب تذكروا العمر المنقضي فيما لا يفيد ولا يجدى فتأوهوا التأوه الذي لا يغني وعلموا أنهم ضيعوا الحياة.. الحياة ليست لعباً ولهواً، دعنا نتعرف على حقيقتها. إن الحياة التي تخلو من السير على المنهج الإلهي، إن الحياة التي لا تتصل برب الحياة، إن الحياة التي تنخلع من ظل الشريعة إنها لحياة تافهة يعيش صاحبها يقاسي في نفسه لوعة وفي روحه جوعة لأنه يعيش بدون أن يشعر بوجود الحق وبدون أن يعرف سبيله، فأعرف ربك تعرف نفسك وتعرف سعادتك وتهدى لغايتك وبدون ذلك حياتك سراب يلمع في وهج الشمس في حر الهاجرة، يخيل لك أنه شيء يغني ويقني ولكنه لا شيء. إنه سراب. وهذه قصة وقعت بيني وبين صاحبي الباحث عن السعادة. قلت لصاحبي وقد آسفني ما يرتسم على قسمات وجهه من ظلال الكآبة والحزن توحي بما يعانيه في دخيلة نفسه من شقوة. قلت له: عجيب أمرك إن الحزن يكاد يعصف بك ويبلى شبابك الناضر مع أنك أعطيت من الدنيا زهرتها: المال الكثير والبيوت الملآنة بحاجات الإنسان والمراكب الفارهة من أحدث طراز والأخوان الذين يمرحون معك فما الذي يجلب لك الهم والنكد وهذه حالك؟! فنظر إلي نظرة مهموم حائر فاقد لشيء ليس يدريه وقال: لست أدري أن في النفس لفراغاً وفيها جوعة أحس بها ولا أعرف حقيقتها. وإن ما بين يدي من مال وما عندي مما يصبو إليه الكثير لا يفيء علي ظلال السعادة بل قد أتمنى أن أكون فقيراً كأولئك الذين أرى السعادة ترتسم على وجوههم رغم قلة ما يملكون من زينة الدنيا...

محمد البيطار ـ جامعة الملك فيصل

جميل هذا الطرح
و لو تذكر الانسان ان الدنيا لا تسوى عند الله جناح بعوضه لعلم حق اليقين ان هذه الدنيا لا تسوى هذا اللهث خلفها ...

و لكن للاسف اننا نتناسى هذه الحقيقه