كم هو غريب بيننا ذاك القريب
الذي بات الكل يحرص
على أن تكون المسافة التي تفصله عنه ذات المسافة التي تفصل بين المشرقين

فرح المسكين بالخروج من نطاقه الضيق
ليجد نفسه في نطاق واسع
لكن في أضيق صورة ترمقه بعين الريبة والدونية
لم يشعر أن سجنه الذي كان يبغضه كثيرا
لم يتبرم منه يوما ولم يكنس جسده خارج جدرانه
بل ظل مكانا يحويه طوال مكثه فيه
فلما خرج منه طليقا ضل عليقا
يبحث عن مكان يواري فيه جسده المنهك البائس
فلم يجد له خانة ذات رقم شاغر في وسطه الاجتماعي فوصل به الامر أن تمنى أن يجدمكاناً يركن إليه حتى لو كانت حجرة في هجرة للإيجار


فلقد جار الزمان عليه بكلمة سجين

التي ظلت تطارده على الرغم من كثرت الأماكن الواسعة في الخارج

لقد اكتشف العائد من وراء القضبان أنه خرج والقضبان معه تواكب خطاه

يراها تعرقل سيره كلما طرقا بابا لوظيفة بحثا عن لقمة العيش

فسجنه الجديد وإن فارقه الحديد إلا أنه اشد وأنكل من سجنه القديم

فاللعنة الاجتماعية مازالت ساخطة على العائد الجديد

الذي رغم صلاح حاله وصادق توبته

لم يشفع له ذلك أن يكون له بين قومه مكان.



السجين والنظرة الاجتماعية الناقمة - موضوع نقاش -