الحق الثاني:حق رسول الله صلى الله عليه وسلم

وهذا الحق هو أعظم حقوق المخلوقين فلا حق لمخلوق من حق رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالىنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي إن أرسلناك شاهداً ومبشرا ونذيرا 0 لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه )
ولذك يجب تقديم محبة النبي، صلى الله عليه وسلم، على محبة جميع الناس حتى على النفس والولد والوالد 0قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ))
ومن حقوق النبي صلى الله عليه وسلم، توقيره واحترامه وتعظيمه التعظيم ألائق به من غير غلو ولا تقصير فتوقيره في حياته توقير سنتة وشخصه الكريم، وتوقيره بعد مماته توقير سنته وشرعه القويم، ومن رأى توقير ألصحابه وتعظيمهم للرسول صلى الله عليه وسلم، عرف كيف قام هؤلاء الأجلاء الفضلاء بما يجب عليهم لرسول الله نصلى الله عليه وسلم،
قال عروة بن مسعود لقريش حينما أرسلوه ليفاوض النبي، صلى الله عليه وسلم، في الصلح في قصة الحديبية قال:دخلت على الملوك كسرى وقيصر والنجاشي فلم أر أحداً يعظمه أصحابه مثل ما يعظم أصحاب محمد محمداً كان إذا أمرهم ابتدروا أمره و إذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده وما يحدون إليه النظر تعظيماً له 0
هكذا كانوا يعظمونه رضي الله عنهم مع ما جبله الله عليه من الأخلاق الكريمة ولين الجانب وسهولة النفس ولو كان فظاً غليظاً لا نفضوا من حوله
وإن من حقوق النبي، صلى الله عليه وسلم، تصديقه فيما أخبر به من الأمور الماضية والمستقبلية وامتثال ما به أمر واجتناب ما عنه نهى وزجر والإيمان بأن هدية أكمل الهدى وشريعته أكمل الشرائع وأن لا يقدم عليها تشريع أو نظام مهما كان مصدره ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً) (قل إن كنتم تحبون الله فأتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم )
ومن حقوق النبي صلى الله عليه وسلم، الدفاع عن شريعته وهديه بما يستطيع الإنسان من قوة بحسب ماتتطلبه الحال من السلاح، فإذا كان العدو يهاجم بالحجج والشبه فمدافعته بالعلم ودحض حججه وشبهه وبيان فسادها وإن كان يهاجم بالسلاح والمدافع فمدافعته بمثل ذلك
ولا يمكن لأي مؤمن أن يسمع من يهاجم شريعة النبي، صلى الله عليه وسلم، أو شخصه الكريم ويسكت على ذلك مع قدرته على الدفاع

والى اللقاء مع الحق الثالث قريباً

ابن مساوي