ثمن الحكمه



كان ياما كان فيه صياد ونجار وحطاب اصدقاء منذ زمن الطفوله ويعيشون في كوخ صغير بجانب شاطئ البحر

الصياد يدعى احمد

النجار اسمه ناصر

والحطاب اسمه راشد

كان كل واحد منهم يعمل بالاجره لدي ارباب العمل

ومع الايام تم الاستغناء عنهم

فأصبحوا دون عمل

فالحطاب لا احد يشتري خشبه لان هناك من هو اكبر منه في السوق

والنجار لا احد يحتاج الي عمله لان هناك من هو اكثر خبره منه

والصياد ليس لديه قارب ليبحر به ورب العمل لديه من الصيادين كثر

فجلس الثلاثه في الكوخ يعتمدون على صدقات الناس احيانا واحيانا ينامون دون طعام

يريدون ان يعملوا ولكن كيف ؟

في احد الليالي طرق الباب شيخ كبير

فتح الحطاب الباب فسارعه الشيخ بالكلام

فقال له انا لست من هذه البلاد وليس لي معارف هنا فهل تستضيفني عندك ثلاث ايام؟

فوافق الاصدقاء على استضافته وقدموا له تلك الليله رغيف وماء رغم انهم لا يملكون عشاء

فأستغرب الشيخ وقال :اليس لديكم ما تأكلون وانتم شباب؟؟

فاخبروه القصه وكيف آل بهم الحال

فقال الشيخ للحطاب هل تملك فاس ؟؟فأجابه الحطاب نعم

فقال له غذا تذهب الى الغابه وتحضر اجود انواع الاخشاب

ومع الصباح ذهب الحطاب الى الغابه ومعاد في المساء ومعه اجود انواع

الاخشاب

فجلس الاربعه على الشاطئ والاستفسار يحوم حول الاصدقاء

فبدأ الشيخ يسأل النجار :هل تعرف ان تصنع قارب ؟؟

فأجاب النجار نعم ؟؟

فقال له غدا تصنع اقوى قارب من خشب الحطاب

ومع اول شعاع للشمس بدأ النجار بناء القارب ولم يتركه حتى فجر اليوم التالي

وفي صباح اليوم الثالث

قام الشيخ ونادى الصياد وقال له هذا هو القارب اذهب وصطاد ما تستطيع اصطياده من اسماك

وابحر الصياد مع شباكه ودعى ربه بالتوفيق والرزق الكثير

ومع مغيب الشمس عاد الصياد ومعه الرزق الكثير

وقد هم الشيخ بالرحيل فناداه الاصدقاء ليرى ثمرة حكمته فرد عليهم ليس الان فسأعود عليكم بعد شهر فاخذوا ما يسد رمقكم وبيعوا الباقي

ولا تنسوا الفقراء من الصدقه فهي باب الرزق

رحل الشيخ وسارع الاصدقاء الى السوق

فكان اول كسبهم 10 دراهم فتسألوا كيف يكون التقسيم

فأتفقوا على ان كل واحد يأخذ الربع ويدخروا الربع الباقي

فكان كل فتره يجع الحطاب الاخشاب ويصنع النجار القوارب فكبر الاسطول وصاروا ارباب عمل

وتحت امرتهم يشتغل الاخرون

وكان الشهر قد مضى ولم يزورهم الشيخ الكبير

!!وهم لا يعرفون مسكنه

ومرت عشر سنين وكان كل واحد يسكن بمفرده ولديه من الرزق الكثير

وفي يوم وكعادتهم كانوا يجتمعون عند الكوخ القديم فأذا برجل يتقدم نحوهم فقال لهم اانتم احمد وراشد وناصر؟؟؟

فأجابوا بالايجاب من انت ؟؟سأله الاصدقاء

فقال انا ابن الشيخ الكبير

فرح الاصدقاء وسارعوا بالسؤال عنه كيف حاله؟؟

والخوف يعتريهم من من الاجابه

فقال الرجل لهم هو مريض من زمن بعيد وكان دائم يتمنى ان يشفى ليزوركم ولكن كانت صحته لا تساعده واليوم بعثني لاطمئن عليكم فانتم اكرمتوه حين زاركم

فاجاب الاصدقاء هل ترى ما نحن فيه من خير فهي من فضل الله وحكمه والدك فكل واحد منا كان لديه صنعه ولكن لا نعرف كيف نستغلها جيدا

فأمسك الصياد يد الرجل وقاده نحو الكوخ وثم اشار الى صندوق كبير وقال له اتعرف ما به ؟؟

فأجاب بالنفي فقال الحطاب منذ اول يوم كنا نتقسم الرزق على اربعه وكان والدك هو الرابع وانتظرناه كثير ولكن لم نعرف له طريق

فهو من حق والدك فخذنا اليه نؤدي له الامانه

فذهب الجميع الى الشيخ الكبير وقد حملوا معهم المال الكثير حصيلة عشر سنين

فوصل الاصدقاء الى مدينة الشيخ وخطوه وراء خطوه وصل الثلاثه الى بيت الشيخ وكان رغم مرضه لازال يدرس تلاميذه ويسقيهم من حكمته

وما ان وصل الاصدقاء حتى تهلل وجه الشيخ من فرحة اللقاء وسعد لما وصلوا اليه من نعمه

!!فعرضوا عليه نصيبه من المال

!!ولكن رفض الشيخ المال

فاستغرب الاصدقاء !!!لماذا لولا حكمتك لما كنا اليوم تجار

فقال لهم ابنائي هل انا قطعت الاخشاب؟

فقالوا لا

فقال هل انا بنيت القارب ؟؟فقالوا لا

هل انا اصطدت الاسماك؟؟فقالوا لا

فقال اذا انا لم اعمل معكم فلا استحق المال؟

فقالوا انت صاحب هذه الحكمه

فقال لهم ولكن الحكمه لا تقدر بمال

ومالكم هذا من نصيب الفقراء



بات الاصداقاء تلك الليله عند الشيخ الحكيم

ولكنهم طول الليل لم يناموا اخذوا يفكرون فيما قاله الحكيم

وفي الصباح ودعوا الحكيم وتمنوا له العافيه

ولكن قبل ان يغادور سلموه المال ولكن ليس له هذه المره وانما لبناء مدرسه للفقراء فقبلها منهم وشكرهم على حسن تصرفهم

عاد الاصدقاء الى بلدتهم وهم لازالوا في ذهول من حكمة شيخهم

فحقا الحكمه لا تقدر بثمن ... هذه القصه هديه للعاطلين عن العمل لعلهم يستفيدون منها ويشتغلون اي شغله تفكهم من سؤال الوالد .




__________________