خيبــة أمــل ؟! ولكــن !!




اذا حرث المــزارع الأرض , وبذل قصــارى جهده في هــذا الحرث, ومن ثم قام بالبحث عن أجــود أنــواع البذور وبعد أن حصل عليها أخذ بوضعهـــا في أرضــه بكل حذر, وقـام يسقي


الأرض كــل فجر .. وبعدها أخذ ينتظر وينتظر حتى نبتت تلك النباتات الصغيره وهو يراقبهـا


بكــل فرح وفخر.


فهــا هــو تعبه يظهــر بنتيجة ...!


وفجــأة ... مــا أن تلبث تلك النباتات بالنمــو حتى يداهمهــا الجـراد ويأكــل كل ذلك التعـب دون


أي رحمــة, تاركــاً ورائه أرضــاً جدبــاء , تسقيها دمــوع مــرة !!


بعد هذا كيف سيكــون حــال المزارع يـا ترى ؟!


استفهامــات كثيرة حول هــذا الأمر !!!!؟؟؟؟


لكــن برأيي !


انــه سيكــون في حـــال لا يحسد عليهــا ...


انــه ربمــا يفقد الأمــل ويعتريــه اليأس الشديد ...


انــه ربمــا يبكي دم قلبــه .. فالذي حصل له ليس بقليل ...


انــه حتمــا سيعيش عالمــاً آخرا .. عالمــا يستنشق فيه الحــزن والألم ... ويشــرب فيه دموعــاً حــارقة ...


ان قلبــه سيكــون سقيمــا ! ونفســه ستكــون تعسيـه ! وهــو سيكون جريحـا ...


حقــا سيمــر بكــل تلك الأحاسيس المــؤلمــة .. فحلمــه بأن تكبر النباتات وتنمــو ويتم الحصــاد ... ضاع في السراب .. وأصبح وهمــا مؤلمــاً ....


وقد اصطدم هذا الحلم الجميــل الذي لطالمــا فكر فيه وخطط لــه بالواقع المــر ...


وأصبح من اللازم أن ينسى هذا المزارع ذلك الحلم ويمضي في ركب الحيــاة ...


ويظــل هنــالك أسئلــة حيال ذلك ... !!!


هــل يستطيع المـــــــــــزارع النســــــــــــيان بسهــولـــــــة ؟


هــل يستطيع نسيــــــــان حلم خطط لــــــه مــراراً وتكــرارً ؟؟


هــل يستطيع أن يمـــــــنــع دمــوعــــــه مــــــــــن النــزول ؟؟


هــل يستطيع أن ينسـى ذلك التعب في تلك الليــالي الحــالكــة ؟


هــل يستطيع التـــــوقــــف عـــــــــــــن هــــذا المـــــــوضوع ؟


هــل يستطيع مواكبـــــــــة الحياة والاستــــــــــــــــمرار فيهـا ؟


ربمــا تكــون الاجــابة على تلك الاسئلــة هي الرفض ! بــل العجــز !


لكن لابد من ذلك .... لابد أن ينسى ويمضي قدمــا ... يجدر به أن يرضى بما كتبه الله لـه وأن يستمر وأن لا ييأس .. لأن الحياة من بدايــة عهدها الأول فيها المــآسي والأحــزان ...........


والانســان ورغم كل تلك المنغصــات يجب عليه أن يرضى وأن يستمر حتى يتمكن من العيش والعطـــاء ففقدان حلم ليس بنهاية الحيـــاة !!


............


.......


وحــال هــذا المزراع هو حــال النفس البشريــة التي لطالمــا خططت وتمنت وحلمــت وعملت مجاهــدة لتحقيق تلك الأمنيــات ....


ولكن فجــأة تجد نفسهــا في واقع ربمــا يكون قاسي فهو لا يسمح لهــا بالقيام بما تشــاء ولو كــان ذلك من أغــلى أحلامهــا ... وأسمــى ما تطمح اليــه ...


ومع ذلك فانه يرفض وبكــل شــدة ... ويردع تلك النفس عــن فعــل شيء ...!


انــه فعــلا واقع قاسٍ ومــؤلم !! وقد يتــرك جرحـاً في تلك النفس ...


لكن مــا الذي بيــد تلك النفس ســوى السكــوت والبكـــاء وأن تشكر وتحمــد الله تعــالى لان هــذا قضائه وقــدره جل وعــلا .....


ومن يعلــم ...؟؟!!


فقد يكــون ذلك الرفض هو خير للنفس .. وقد يكون اختبار من الله سبحانه !!


والنفس القــوية هي من تنسـى المــاضي , وتمضــي قدمــا في ركب الحيــاة بكــل ما تستطيعه من قــوة وبكل اراده واقــدام تستمــده من ايمانهــا بالله تعــالى .... وأمــل كبير فيــه .........


فيــا كل نفس اصطدم حلمهــا بالواقع الأليــم !!


جــاهدي .. واتعبي .. وحــاربي كل الصعــاب لتحقيق النجــاح !!


وإيـــاك واليأس .. فاليـأس كفر إذا حل بصدر فتــى .. !


وعــدم تحقيق أمنيــة لأول مــرة ليس يعني أن الحياة قد انتهت, ولا البذور قد نضبت , ولا الأراضي قد نفذت !!


بــل هنــاك المــلايين من الأراضي والبذور !!


وهنــاك الأعظــم وهو الله شـــارح النفــوس والصــدور ... !!



م ن ق و ل