اسعد الله اوقاتكم بكل الخير

استوحيت هذا العنوان .... من عنوان برنامج اذاعي مصري كان يقدم في بداية التسعينيات " من ملفات القضاء" .... هنا اود ان اتحدث بكل صراحة وموضوعية في هذه المساحة عن الفساد في بلدي فلسطين .... حبا وكرامة لبلدي .... فان اقل ما نملكه هو الكلمة الصادقة ... التي هي افضل من الصمت .... وبالتاكيد افضل من التزمير والتطبيل لقيادة البلد ... كانوا في الجانب الصحيح او الخاطىء من مصلحة الوطن وااهم من ذلك ان كلة الحق ترضي رب العالمين ..


الاحاديث كثيرة ... والملفات اكثر ... وفضائحنا معروفة .... وغسيلنا القذر منشور .... لكن ربما ليس بنفس الدقة ولا يصور حقيقة الامر ... سرقات ..ونهب ... وبيع اراضي ..... الاسمنت المصري .... الخ .... كثيرة هي القائمة .....
ساختار لكم كل اسبوع موضوع معين ..... مشفوعا باكبر قدر مكن من المعلومات .... وعن تحليلي الشخصي في ختامه ....
انقلها لكم ... رغبة مني في نقل الصورة في فلسطين بوجهيها ... الجميل والقبيح ..... لانني احترم عقولكم ..... واحترم ايضا مشاعركم التي لطالما عبرتم عنها ورايتها هنا تفيض تجاه ماساة وطني وشعبي الفلسطيني ...

اليوم ... لن يكون هناك موضوعا .... وانما قصة صغيرة .... ساسردها لكم ..... واترك لكم القراءة في مدلولاتها ...

قصتي اليوم تقول ....

بينا كنت جالس في مكتب وزير المالية الدكتور سلام فياض ... لاراجع موضوعا يخص مساعدة طلبة قطاع غزة الدارسين في جامعة النجاح ... هؤلاء الطلبة لم يتمنكوا ن العودة لاهليهم منذ اكثر من اربع سنوات .. ومن تخرج منهم غادر الي غزة بلا عودة ..... هذا اضافة الي توقف الحوالات من قبل اهلهم بشكل شبه تام بسبب الاوضاع في غزة كما تعلمون .. وعلى كل الاحوال عددهم عشرون طالبا .... قرر الرئيس عرفات صرف خمسائة دولار لكل منهم ... وتم تحويل القرار لوزارة المالية ....
ذهبت للوزارة كي استفسر عن موعد الصرف .. واعلم زملائي الطلبة بموعد استلامهم شيكاتهم ... وسالت سكرتيرة الوزير" وهي ذات اسلوب غير محترم وكانها تعمل في شركة ابوها " ... فكان جوابها .... الصرف الان توقف بشكل مؤقت .... وللجميع ... ....سالتها لماذا ... اجابتني لعدم وجود موازنة .... قلت لها .. طيب متى يمكن ان يتم اسئناف الصرف ... قالت لا اعلم ....

فجاة رن هاتفها الخلوي .... واذ بالمتصل موظف من مكتب الرئيس يبلغها انه رتب لها موعدا هي واختها مع الرئيس عرفات في مساء ذلك اليوم الساعة السابعة ...
علمت انها لم تفوت الفرصة .... ولان اختها ستتزوج قريبا قرر الرئيس صرف خمسة الالف دولار لها فورا ... وتم فعلا صرف المبلغ ..
صرفت هذه الانسانة الغير محترمة .... والغير محتاجة مبلغا فوريا من سيادته .... ينما حينما تعلق الامر بطلبة لا حول لهم ولا قوة ..... يعيشون ظروفا مستحيلة ..... فالصرف متوقف ... مع العلم ان والدها سافر على اوروبا ثلاث مرات في شهر واحد على حساب وزارة المالية ... وهو ليس موظفا في السلطة الفلسطينية ..

هذا نموذج مما يحصل عندنا ... ولكم ان تقيسوا على هذه القصة الاف القصص .... وفي مختلف المسائل ...

طبعا هذا ناهيك عن صرف المساعدات للوزراء ... بعشرات الالاف من الدولارات ..وسفريات وعمليات التجميل وشد الوجه وشفط الدهون التي تجريها زوجاتهم وسكرتيراتهم وعشيقات ابنائهم على حساب اموال المساكين من فلسطين ....
ناهيك عن اولادهم الذين يتعلمون في احسن جامعات اوروبا وامريكا ...على حساب الشعب الفلسطيني ... اضافة الي انهم يملكون اعتمادات مالية .... توفر له الرواتب الشهرية وهم غير منتسبين لاي وزارة ...
اضافة الي انهم ...."اي اولاد اصحاب النفوذ" ياخذون رواتبهم من السلطة كموظفين ولا يداومون ولا دقيقة واحدة ... بل انهم يعملون في مؤسسات خاصة او مؤسسات اهلية ويداومون هناك ويحصلون على رواتب اخري ... هذا غير السيارات الممنوحة لهم من قبل السلطة ... وكوبونات البنزين المجانية ... .... والعدد للاسف كبير جدا .... حتى ان اصحاب النفوذ مسيطرين على القطاع الخاص بحكم الوكالات التجارية والاحتكارات المختلفة الممنوحة لهم بغير وجه حق ...

اتسائل .... اليس هذا حراما .... في الوقت الذي يعاني فيه اغلب الفلسطينيون وخاصة في غزة .... من الجوع ... بكل ما تعنيه كلمة جوع من معنى ....وغيرهم مسيطرون على كل شيء ... ويحتارون اين يصرفون اموالهم التي سلبوها من دماء هذا الشعب ..

يتبع