<div align="center">
آداب العيد
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
آداب المسلمة في العيد
أخواتي المسلمات :كل عام وأنتم بخير وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وأعاد الله علينا رمضان أعواما عديدة وأزمنة مديدة .
تهاني العيد أُزجيها معطـرة بصدر حب شديد الشوق مغموري
من خافق خافق دوماً يحبكم بشوق قلبـي وأحلامـي وترنيمي
1- تجهيز أغراض العيد في وقت مبكر وعدم الانتظار حتى تحين ليلة العيد أو قبله بيوم أو يومين خاصة الأغراض التي يمكن أن تشرى قبل العيد بفترة مثل: الحلويات – مستلزمات المنزل – الملابس وغيرها ومن الأفضل إشراك أفراد الأسرة في ذلك حتى يعتادوا على تحمل المسؤولية واتخاذ القرار والمشاركة .
2- في ليالي العيد الأولى يكثر الازدحام والاختلاط في الشوارع والأسواق والأماكن الترفيهية، حاولوا أن تجنبوا أسرتكم مثل هذه الأماكن وفكروا كيف يمكنكم أن تغتنموا أيامكم بعيداً عن ذلك كله.
3- تدريب الأبناء والبنات على مسألة مقابلة الناس حيث تكثر اللقاءات الاجتماعية في أيام الأعياد ويشكو كثير من الآباء والأمهات من عدم قدرة أبنائهم أو بناتهم مخالطة الناس بالشكل الصحيح أو عدم قدرة الابن على استقبال الضيوف ونحو ذلك والحق أن التقصير في الغالب من جانب المربي فإن هذا الطفل أو تلك الفتاة لم يعتد في صغره على شيء من ذلك وقد جربت مع بعض أبناء إخواني أن نمثل مشهدا بسيطا عن العيد واستقبال الضيوف وكان له أثر كبير عليهم في تعليمهم آداب استقبال الضيف وتقديم القهوة ونحو ذلك بأسلوب كان فيه الكثير من المرح والتحبيب للنفس فلا تحرم أبناءك أو إخوانك هذه التربية .. مع التذكير بأهمية الرفق في مثل هذه الأمور.. من الأمور التي يحسن تدريب الطفل عليها: ( السلام ورده - التهنئة بالعيد وردها - استقبال الضيف وإدخاله بعبارات الترحيب- مراعاة حرمة المنزل وإقفال الباب الذي يكشف البيت والتأكد من خلو الطريق من المحارم ونحو ذلك قبل إدخال الضيف- تقديم القهوة أو الطعام (للطفل الكبير ) - احترام آداب المجالس العامة (لا تشدد عليه كثيرا فيبقى الطفل يحكمه حب اللعب والحركة) - تفخيم معنى الضيافة في نفسه وأنه بذلك يكسب الأجر العظيم من الله ويحسن ذكر قصة إبراهيم عليه السلام مع أضيافه فهي قصة نافعة جدا وفيها شحذ لهمة الأطفال للاقتداء بخليل الرحمن عليه السلام- لا تنس .. الأطفال قدرات ومواهب فلا تطلب من الجميع أن يكونوا بنفس المستوى . )
4- لا تنس صلاة الليل من أول يوم من أيام العيد .. وتذكر أنك خرجت لتوك من شهر القيام والصيام.
5- يحسن الاستيقاظ قبل صلاة الفجر بساعة أو بوقت كاف خصوصا إذا كان عدد أفراد الأسرة كبيرا حيث تقوم بترتيب احتياجاتك قبل صلاة الفجر ويحبذ أن يقوم الصغار بالاغتسال قبل صلاة الفجر حتى لا يأخذوا وقتا طويلا بعد الصلاة .. مما يعني مزيدا من التأخير ..
6- الاغتسال والتطيب ولبس أحسن الثياب للرجال :بدون إسراف أو ترف أما المرأة فيشرع لها الخروج إلى مصلى العيد بدون تبرج ولا تطيب، فلا يصح أن تذهب لطاعة الله والصلاة ثم تعصي الله بالتبرج والسفور والتطيب أمام الرجال
7- السواك ورد عن عثمان رضي الله عنه أنه قال ( إن من السنة السواك يوم العيد كهيئته في يوم الجمعة )(12) ولعموم أدلة السواك
8- استحباب الأكل والشرب قبل الخروج للعيد: ويسن تناول ثلاث تمرات أنت وأفراد أسرتك (فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ويأكلهن وتراً ) رواه البخاري وعن بريدة رضي اللَّه عنه قال: (كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل ولا يأكل يوم الأضحى حتى يرجع ) قال المهلب: الحكمة في الأكل قبل الصلاة أن لا يظن ظان لزوم الصوم حتى يصلي العيد فكأنه أراد سد هذه الذريعة وقال غيره: لما وقع وجوب الفطر عقب وجوب الصوم استحب تعجيل الفطر مبادرة إلى امتثال أمر اللَّه سبحانه أشار إلى ذلك ابن أبي حمزة. وقال ابن قدامة: لا نعلم في استحباب تعجيل الأكل يوم الفطر اختلافاً كذا في الفتح. قال الحافظ: والحكمة في استحباب التمر فيه لما في الحلو من تقوية البصر الذي يضعفه الصوم ولأن الحلو مما يوافق الإيمان ويعبر به المنام ويرق القلب وهو أسر من غيره ومن ثم استحب بعض التابعين أن يفطر على الحلو مطلقاً كالعسل رواه ابن أبي شيبة عن معاوية بن قرة وابن سيرين وغيرهما.
والحكمة في تأخير الفطر يوم الأضحى أنه يوم تشرع فيه الأضحية والأكل منها فشرع له أن يكون فطره على شيء منها قاله ابن قدامة. قال الزين ابن المنير: وقع أكله صلى اللَّه عليه وآله وسلم في كل من العيدين في الوقت المشروع لإخراج صدقتهما الخاصة بهما بإخراج صدقة الفطر قبل الغدو إلى المصلى وإخراج صدقة الأضحية بعد ذبحها.أ.هـ [نيل الأوطار]
9- الحرص على أداء صلاة العيد فإنها على أقل المذاهب سنة مؤكدة و المبادرة في الذهاب إلى المسجد دون تلكؤ أو تباطؤ ولا تقل بقي وقت طويل على الصلاة فالوصول المبكر يعني الراحة والاطمئنان .. ملاحظة: الوصول المبكر مفيد جدا للأخوات .. حيث إن مكان النساء يمتلأ عادة بسرعة كبيرة
10- الذهاب ماشيا إن تيسر ومخالفة الطريق في العودة : (فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج إلى المصلى خالف الطريق) رواه البخاري والحكمة من مخالفة الطريق قال المناوي في فيض القدير: ليسلم على أهل الطريقين أو ليتبركا به أو ليقضى حاجتهما أو ليظهر الشعائر فيهما أو ليغيظ منافقيهما
11- تحية المسجد عند الدخول إلى المصلى والاستماع إلى الخطبة التي بعد صلاة العيد .
12- التهنئة بالعيد: لثبوت ذلك عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من هنأ أخاه في العيدين بقوله : ( تقبل الله منا ومنكم ) ونحو ذلك ، فله قدوة ببعض الصحابة فمن دونهم
- ابدأ والديك بالتهنئة بالعيد .. وأدخل السرور في نفسيهما بهدية تشتريها قبل العيد مغلفة بتغليف جميل .. مزينة بعبارات المحبة والتقدير .ثم الأخوة والأخوات لهم حق التهئنة بعد الوالدين ..
- رسائل الجوال من الوسائل الحديثة في المعايدة .. فحري بك أن تميز رسالتك عن الآخرين .. بذكر اسمك .. والدعاء بقبول الصالحات .. والتذكير بصيام الست ..
- التواضع فإنه من تواضع لله رفعه فابدأ الناس بتهنئتهم ولا تنتظر أن يهنئوك
13- استحباب خروج جموع المسلمين للعيد حتى النساء والأطفال : عن أم عطية رضي اللَّه عنها قالت: (أمرنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم أن نخرجهن في الفطر والأضحى العواتق والحيض وذوات الخدور فأما الحيض فيعتزلن الصلاة)أخرج كل من في البيت لحضور الصلاة .. الأبناء والعاملين والخدم والسائقين .. بحسب الاستطاعة .. فالعيد لكل مسلم ..
14- الإكثار من ذكر الله والتكبير بصوت مرتفع للرجال : من غروب الشمس ليلة العيد إلى صلاة العيد.. وشجع أبناءك على ذلك وصفته أن تقول: (الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد) و يجهر الرجال به في المساجد والأسواق والبيوت وأدبار الصلوات، إعلاناً بتعظيم الله وإظهاراً لعبادته وشكره.
15- الرفق واللين : العيد مظنة الزحام والاحتكاك بأجناس الناس فكن قدوة حسنة صالحة في التعامل والرفق بالآخرين والرفق ما كان في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه .. ألق السلام على الآخرين وأظهر البشر والسرور لكل من تراه .. وتذكر!! تبسمك في وجه أخيك صدقة!!
16- أخرج معك مبالغ نقدية من فئات صغيرة وأكثر من الصدقة على الفقراء والمحتاجين فهو يوم عظيم من أيام الله ..
ملاحظة: يحسن أن تعطي أبنائك الصغار شيئا من أموال الصدقة أو يخرجوا هم من أموالهم الخاصة .. فله أثر كبير على نفوسهم.
17- مراكز رعاية الأيتام ومنازل الفقراء والمساكين و المرضى في المستشفيات تفتقر لبهجة العيد أدخل السرور عليهم بالزيارة مع أبنائك والهدايا معك قدر الإمكان
18- لاشك أنك تعرف عاملا مسلما في بعد عن أهله قم بزيارته وتهنئته بالعيد فلذلك اثر كبير عليه وإدخال للسرور على نفسه ولك من الله عظيم الأجر والثواب (مجربة) .
19- صيام الست من شوال : لنتعاون جميعاً أفراداً وجماعات ، صغاراً وكباراً ، ذكوراً وإناثاً ، ملتزمين أو غير ملتزمين فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر ) فلا تحرموا أنفسكم الأجر
20- استشعار أن العيد عبادة وقربة إلى الله كغيره من العبادات .
21- إدخال الفرح والسرور على الأطفال وإشعارهم بعضم أيام العيد . ( أكياس العيد فيها هدايا وألعاب ترفيهية فكرية أنصحك بسمير المؤمن لحمزة الحمزاوي وقصص إسلامية هادفة وبطاقات معايدة وووو لك حرية الاختيار)
22- السعي إلى تصفية القلوب وتنقيتها وتزكيتها بالإصلاح بين الناس وزيادة التواصل قال صلى الله عليه وسلم : ( من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليصل رحمه ) وقال : ( من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه ) رواهما البخاري ( ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ) البخاري
23- الجود و السخاء بدون إسراف ولاتبذير .
24- زيارة العلماء والدعاة والقضاة وطلبة العلم ومعايدتهم والاستفادة منهم .
25- زكاة الفطر: وهي واجبة على كل مسلم من طعام الآدميين من تمر أو بر أو أرز أو غيرها لحديث ابن عمر رضي الله عنه قال : (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعا من تمر أو صاعا من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين) رواه البخاري ومسلم ووقت وجوبها هو غروب شمس ليلة العيد ويمكن إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين ومن أداها بعد صلاة العيد فهي من الصدقات تجب على المسلم إذا كان يجد ما يفضل عن قوته وقوت عياله يوم العيد وليلته ، فيخرجها عن نفسه ، وعمن تلزمه مؤونته من المسلمين كالزوجة والولد. و الأولى أن يخرجوها عن أنفسهم إن استطاعوا ؛ لأنهم هم المخاطبون بها .المستحقون لزكاة الفطر : هم الفقراء والمساكين من المسلمين ؛ لحديث ابن عباس رضي الله عنهما السابق : " .. وطعمة للمساكين " .
26- علموا أولادكم أن ليس معنى العيد الإسراف أو التبذير في المال والوقت، بل إن للعيد معنى أكبر من هذا بكثير، قال صلى الله عليه وسلم "لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال،.... وذكر منها: عن عمره فيم أفناه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه .." رواه الترمذي يقول الله جل وعلا {والعصر، إن الإنسان لفي خسر} فإضاعة الأوقات فيما لا فائدة منه وإشغالها بمشاهدة أو حضور المحرمات أو المنكرات وأماكن اللهو وميادين العبث من أعظم التضييع لأمانة الوقت.
27- زيارة الأقارب وصلة الأرحام، فهي سبب دخول الجنة وحصول الرحمة قال حبيبنا صلى الله عليه وسلم " من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره ، فليصل رحمه" رواه البخاري ، وللزيارات والرحلات العائلية في العيد شعوراً خاصاً، فشمروا في مضمار الخير عسى أن يكون لكم قدم السبق فيه.
28- الرحلات : {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} وهذه الرحلات ذات طابع ترويحي مميز جداً، وخاصة مع هطول الأمطار واعتدال الأجواء، بعيداً عن الازدحام والاختلاط المفسدين، وأماكن اللهو والمنكرات وأحلاها زيارة المسجد النبوي الشريف، وأداء العمرة في الحرم المكي، فإن ذلك من أنفع ما استغلت به الأعمار قال صلى الله عليه وسلم" .. والعمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، ما اجتنبت الكبائر"
لو كنتم ستقومون برحلة أو نزهة برية أو بحرية خلال يوم العيد أو اليوم الذي يليه فيحسن بكم الانتباه لما يلي:
- تحديد الأماكن المقترحة للزيارة أو التنزه (البر – البحر – استراحة – خيمة – حديقة .. الخ)
- المبادرة لحجز المكان أو التنسيق مع صاحبه إذا كان مما يخشى فواته
- التنسيق مع العوائل التي ستخرج معك من حيث الموعد وكيفية التحرك وعدد السيارات ونحو ذلك .. ( لا تترك منغصات تافهة تفسد عليك وعلى أبنائك متعة العيد)
- وضع برنامج مصغر وعام للرحلة أو النزهة .. من حيث مواعيد الانطلاق والعودة وبعض الألعاب الخفيفة التي تود إقامتها للأبناء وحبذا لو يقوم الأخوات ببرنامج مماثل للنساء ..
- بعد أن وضعت البرنامج العام .. قم بتقسيم المهام على الجميع .. ولا تتولى بنفسك كل شيء .. (مثال: المواد الغذائية عند أبي فلان .. الفرش وأغراض الجلوس عند فلان .. ماء الشرب وماء الغسيل وأدوات التنظيف عند فلان .. برنامج الأطفال عند فلان .. وهكذا ..) ولا تقل نتركها لظروفها .. مع مراعاة عدم التشدد في البرنامج ومواعيد البدء ونحو ذلك ..
- من المستحسن جدا مشاركة الأبناء والبنات في الإعداد لهذه الرحلة أو النزهة .. كل بما يناسب سنه ..
29- غض البصر: قال بعض أصحاب سفيان الثوري: خرجت مع سفيان يوم عيد فقال: إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا غض البصر!!ورجع حسان بن أبي سنان من عيد فقالت له امرأته: كم من امرأة حسناء قد رأيت؟ فقال: ما نظرت إلا في إبهامي منذ خرجت إلى أن رجعت!
30- يحرم صيام يوم العيد لحديث أبي سعيد:أن النبي صلى الله عليه وسلّم نهى عن صيام يومين، يوم الفطر ويوم النحر متفق عليه.
31- أن يستغل العيد بتقديم عمل لدينه يشهد له غداً عند الله، أو بالتدرب على مهارة مفيدة حتى يكون عضواً فعالا في أمته.
ضدان ما اجتمعا لطالب عزة *** شرف النفوس وراحة الأجساد
32- هناك من الناس من يعيش معنا هذا العيد دون أن يعيش فرحته وذلك لأن قلبه لم يحمل نور الإسلام بعد، ماذا قدمت لهؤلاء.. وهلا مددتم لهم أيديكم لتشعلوا في ظلام أرواحهم وقلوبهم قنديل الإيمان فيبصروا السعادة الحقيقية.
33- أخيراً : أختي العزيزة لا تنسوا أن لكم أبناء آخرين، وإخوة آخرين، تذكري أطفال المسلمين الذين لا يشعرون بمتعة العيد بسبب الحروب ولئن كان من حق العيد أن نبهج به ونفرح وكان من حقنا أن نتبادل به التهاني ، ونطرح الهموم ، فإن حقوق إخواننا المشردين المعذبين شرقا وغربا تتقاضى أن نحزن لمحنتهم ونغتم ، ونعنى بقضاياهم ونهتم ؟ولا يراد من ذلك تذارف الدموع ، ولبس ثياب الحداد في العيد ، ولا يراد منه أن يعتكف الإنسان كما يعتكف المرزوء بفقد حبيب أو قريب ، ولا أن يمتنع عن الطعام كما يفعل الصائم وإنما يراد من ذلك أن تظهر أعيادنا بمظهر الأمة الواعية ، التي تلزم الاعتدال في سرائها وضرائها ؟ فلا يحول احتفاؤها بالعيد دون الشعور بمصائبها التي يرزح تحتها فريق من أبنائها ويراد من ذلك أيضا أن نشعر بالإخاء قويا في أيام العيد ؟ فيبدو علينا في أحاديثنا عن نكبات إخواننا وجهادهم ما يقوي العزائم ، ويشحذ الهمم ، ويبسط الأيدي بالبذل ، ويطلق الألسنة بالدعاء ؟ فهذا هو الحزن المجدي الذي يترجم إلى عمل واقعي .
اسل المنان أن يوصلها الآذان ويبلغها الجنان وأن يفتح لها وبها القلوب فترجع إلى علام الغيوب وأن يغرس بها الخير في قلوب العباد فيعم بها الحاضر والباد ، تجعلهم أتقياء، أنقياء ، أخفياء ،سعداء غير أشقياء بإذن رب الأرض والسماء فهو خير مسؤول ومأمول والصلاة والسلام على الرسول وآله وصحبه أُولي النهى والعقول .
والله يتولاكم ويحفظكم ويرعاكم
لا تنسوني من دعوة صالحة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من السنن التي يفعلها المسلم يوم العيد ما يلي : 1- الاغتسال قبل الخروج إلى الصلاة :
فقد صح في الموطأ وغيره أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَغْتَسِلُ يَوْمَ الْفِطْرِ قَبْلَ أَنْ يَغْدُوَ إِلَى الْمُصَلَّى . الموطأ 428
وذكر النووي رحمه الله اتفاق العلماء على استحباب الاغتسال لصلاة العيد .
والمعنى الذي يستحب بسببه الاغتسال للجمعة وغيرها من الاجتماعات العامة موجود في العيد بل لعله في العيد أبرز .
2- الأكل قبل الخروج في الفطر وبعد الصلاة في الأضحى :
من الآداب ألا يخرج في عيد الفطر إلى الصلاة حتى يأكل تمرات لما رواه البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ .. وَيَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا . البخاري 953
وإنما استحب الأكل قبل الخروج مبالغة في النهي عن الصوم في ذلك اليوم وإيذانا بالإفطار وانتهاء الصيام .
وعلل ابن حجر رحمه الله بأنّ في ذلك سداً لذريعة الزيادة في الصوم ، وفيه مبادرة لامتثال أمر الله . فتح 2/446
ومن لم يجد تمرا فليفطر على أي شيء مباح .
وأما في عيد الأضحى فإن المستحب ألا يأكل حتى يرجع من الصلاة فيأكل من أضحيته إن كان له أضحية ، فإن لك يكن له من أضحية فلا حرج أن يأكل قبل الصلاة .
3- التكبير يوم العيد :
وهو من السنن العظيمة في يوم العيد لقوله تعالى : ( ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون ) .
وعن الوليد بن مسلم قال : سألت الأوزاعي ومالك بن أنس عن إظهار التكبير في العيدين ، قالا : نعم كان عبد الله بن عمر يظهره في يوم الفطر حتى يخرج الإمام .
وصح عن أبي عبد الرحمن السلمي قال : ( كانوا في الفطر أشد منهم في الأضحى ) قال وكيع يعني التكبير . انظر إرواء الغليل 3/122
وروى الدارقطني وغيره أن ابن عمر كان إذا غدا يوم الفطر ويوم الأضحى يجتهد بالتكبير حتى يأتي المصلى ، ثم يكبر حتى يخرج الإمام .
وروى ابن أبي شيبة بسند صحيح عن الزهري قال : كان الناس يكبرون في العيد حين يخرجون من منازلهم حتى يأتوا المصلى وحتى يخرج الإمام فإذا خرج الإمام سكتوا فإذا كبر كبروا . انظر إرواء الغليل 2/121
ولقد كان التكبير من حين الخروج من البيت إلى المصلى وإلى دخول الإمام كان أمراً مشهوراً جداً عند السلف وقد نقله جماعة من المصنفين كابن أبي شيبة و عبدالرزاق والفريابي في كتاب ( أحكام العيدين ) عن جماعة من السلف ومن ذلك أن نافع بن جبير كان يكبر ويتعجب من عدم تكبير الناس فيقول : ( ألا تكبرون ) .
وكان ابن شهاب الزهري رحمه الله يقول : ( كان الناس يكبرون منذ يخرجون من بيوتهم حتى يدخل الإمام ) .
ووقت التكبير في عيد الفطر يبتدئ من ليلة العيد إلى أن يدخل الإمام لصلاة العيد .
وأما في الأضحى فالتكبير يبدأ من أول يوم من ذي الحجة إلى غروب شمس آخر أيام التشريق .
- صفة التكبير..
ورد في مصنف ابن أبي شيبة بسند صحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه : أنه كان يكبر أيام التشريق : الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد . ورواه ابن أبي شيبة مرة أخرى بالسند نفسه بتثليث التكبير .
وروى المحاملي بسند صحيح أيضاً عن ابن مسعود : الله أكبر كبيراً الله أكبر كبيراً الله أكبر وأجلّ ، الله أكبر ولله الحمد . أنظر الإرواء 3/126
4- التهنئة :
ومن آداب العيد التهنئة الطيبة التي يتبادلها الناس فيما بينهم أيا كان لفظها مثل قول بعضهم لبعض : تقبل الله منا ومنكم أو عيد مبارك وما أشبه ذلك من عبارات التهنئة المباحة .
وعن جبير بن نفير ، قال : كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض ، تُقُبِّل منا ومنك . قال ابن حجر : إسناده حسن . الفتح 2/446
فالتهنئة كانت معروفة عند الصحابة ورخص فيها أهل العلم كالإمام أحمد وغيره وقد ورد ما يدل عليه من مشروعية التهنئة بالمناسبات وتهنئة الصحابة بعضهم بعضا عند حصول ما يسر مثل أن يتوب الله تعالى على امرئ فيقومون بتهنئته بذلك إلى غير ذلك .
ولا ريب أن هذه التهنئة من مكارم الأخلاق والمظاهر الاجتماعية الحسنة بين المسلمين .
وأقل ما يقال في موضوع التهنئة أن تهنئ من هنأك بالعيد ، وتسكت إن سكت كما قال الإمام أحمد رحمه الله : إن هنأني أحد أجبته وإلا لم أبتدئه .
5- التجمل للعيدين..
عن عبد الله بن عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ أَخَذَ عُمَرُ جُبَّةً مِنْ إِسْتَبْرَقٍ تُبَاعُ فِي السُّوقِ فَأَخَذَهَا فَأَتَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْتَعْ هَذِهِ تَجَمَّلْ بِهَا لِلْعِيدِ وَالْوُفُودِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ لا خَلاقَ لَهُ .. رواه البخاري 948
فأقر النبي صلى الله عليه وسلم عمر على التجمل للعيد لكنه أنكر عليه شراء هذه الجبة لأنها من حرير .
وعن جابر رضي الله عنه قال : كان للنبي صلى الله عليه وسلم جبة يلبسها للعيدين ويوم الجمعة . صحيح ابن خزيمة 1765
وروى البيهقي بسند صحيح أن ابن عمر كان يلبس للعيد أجمل ثيابه .
فينبغي للرجل أن يلبس أجمل ما عنده من الثياب عند الخروج للعيد .
أما النساء فيبتعدن عن الزينة إذا خرجن لأنهن منهيات عن إظهار الزينة للرجال الأجانب وكذلك يحرم على من أرادت الخروج أن تمس الطيب أو تتعرض للرجال بالفتنة فإنها ما خرجت إلا لعبادة وطاعة .
6- الذهاب إلى الصلاة من طريق والعودة من آخر ..
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ . رواه البخاري 986
قيل الحكمة من ذلك ليشهد له الطريقان عند الله يوم القيامة ، والأرض تحدّث يوم القيامة بما عُمل عليها من الخير والشرّ .
وقيل لإظهار شعائر الإسلام في الطريقين .
وقيل لإظهار ذكر الله .
وقيل لإغاظة المنافقين واليهود وليرهبهم بكثرة من معه .
وقيل ليقضى حوائج الناس من الاستفتاء والتعليم والاقتداء أو الصدقة على المحاويج أو ليزور أقاربه وليصل رحمه .
والله أعلم .
بنت ابوهـــــــا
</div>
المفضلات