أب يعفو عن قاتلي ابنه قبل القصاص بـ 48 ساعة
قلده مدير شرطة العلا وسام الملك عبد العزيز


أحمد العطوي ـ تبوك
عفا عبد الله بن سالم المشيعلي البلوي عن قاتلي ولده سليم (رجل وامرأة) لوجه الله تعالى في هجرة النجيل التابعة لمحافظة العلا في منطقة المدينة المنورة.وكان الجاني خالد بن سليمان الدرعان قد أقدم بمساعدة امرأة في مطلع عام 1422هـ على ترصد المجني عليه واستدراجه إلى منزل المرأة وقتلاه وأخفيا معالم جريمتهما، إلا أن الشرطة تمكنت من القبض عليهما وإحالتهما إلى هيئة التحقيق والادعاء، حيث أقرا بجريمتهما وصدقا اعترافيهما شرعا، وصدر بحقهما حكم القصاص وأودعا السجن ريثما يتم تنفيذ الحكم الشرعي. ورغم المحاولات الكثيرة لثني والد سليم عن تنفيذ العقوبة بحق قاتلي ولده، إلا أنه ظل متمسكا بحقه إلى ما قبل تنفيذ القصاص الذي كان مقررا يوم أمس، وذلك عندما زاره السبت الماضي عدد من أهل الخير يتقدمهم شيخ قبيلة بلي أحمد بن رفادة يرافقه مدير شرطة العلا وبعض المشايخ ورجال الأعمال وأقنعوه بالعفو بعد نقاش استمر أكثر من عشر ساعات امتد حتى الساعة الثالثة فجر الأحد، ليعلن المشيعلي أمام الملأ عفوه عن قاتلي ابنه ــ لوجه الله تعالى ــ رافضا أي مبلغ قدم له رغم ضعف حالته المادية، سائلا الله تعالى للجانيين الهداية والصلاح وأن يتغمد ابنه بواسع رحمته وعفوه.
من جهته، عبر القاتل عن شكره لوالد المجني عليه، مؤكدا أن ما حدث كان لحظة غضب، سائلا الله للمجني عليه الرحمة والمغفرة ولوالده المثوبة والأجر، وقال لقد رأيت الموت أكثر من مرة داخل السجن، لكن الله كتب لي الحياة من جديد.
واستقبل مدير شرطة محافظة العلا العميد صالح العروي والد المجني عليه وأكد أن عفوه يأتي امتدادا لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للتسامح والعفو بين أفراد المجتمع السعودي، لا سيما بعد رفض البلوي الملايين والعقارات طلبا لما هو أعظم عند الله من أجر ومثوبة، إذ قلد العميد العروي عبد الله المشيعلي وسام الملك عبدالعزيز لعمله الإنساني المشرف