لم تنفع كل الوعود التي أطلقها بعض تجار الأغذية قبل فترة باستقرار مؤشر أسعار السلع الرمضانية ولم تنفع كل التطمينات والتصريحات الإعلامية لهؤلاء التجار بمرور الموسم الرمضاني للعام الحالي بدون أي زيادات بالأسعار ووصل الأمر إلى التأكيد على هبوط أسعار الكثير من السلع ويبدو أن كل ذلك لم يجد نفعا أمام المستهلك المغلوب على أمره ولم يجد أمام مغريات هؤلاء التجار الذين فيما يبدو كانوا ينتظرون الأيام الأخيرة قبل رمضان والأسبوع الأخير من شهر شعبان وخصوصاً قبل نزول رواتب الموظفين ليتسابقوا على دفع مؤشرات أسعار السلع للأعلى بدون أي مبرر أو ظروف خارجية والتي دائماً ما يتذرع بها بعض التجار لتبرير زيادات الأسعار والتعثر بالظروف الخارجية في كل شاردة ووارده . فقد سجلت بعض أسعار السلع تفاوتات غريبة ومتناقصة في ظل غياب الرقابة الفعلية للجهات الرقابية وكانت أبرز السلع المرتفعة أسعارها السكر الذي وصل سعره إلى 120 ريالاً لوزن الخمسين كيلو جرام بعد ما كان الأسبوع الماضي بسعر 110 ريالات وقبل ثلاثة أشهر ب 85 ريالا حيث أن غالبية السكر الموجود بالأسواق المحلية تستورده شركة أغذية مشهورة وتشير التوقعات إلى أن السوق المحلي يستورد سنوياً أكثر من 200 ألف طن من السكر 80% يتم استيراده من السودان والباقي من دول مختلفة حيث طالب العديد من موردي الأغذية بتعدد المستوردين المحليين للسكر وفتح المجال لاستيراده من البرازيل وتايلاند بشكل موسع فيما ارتفعت بعض أصناف المكرونة ذات العلامة التجارية المشهورة من 105 ريالات الأسبوع الماضي إلى 120 ريال حالياً في زيادة رآها غالبية المستهلكين غير مبررة وهو ما يدعوا المستهلك للتساؤل كيف تحولت بعض السلع الغذائية الموسمية طوال العام إلى سلع رمضانية ترتفع أسعارها بمجرد قرب حلول شهر رمضان فيما لازالت أسعار القهوة مرتفعة بنسب مبالغ فيها حيث وصل سعر الكيلو للقهوة من صنف الهرري إلى 35 ريالا بعد ما كان الأسبوع الماضي ب 18 ريالا وكانت قبل ثلاثة أشهر لا يتجاوز سعر الكيلو 15 ريالا فيما لازالت أسعار الهيل مرتفعة أيضا حيث يصل سعر الكيلو إلى 80 ريالا بعدما كان قبل عدة أشهر ب 45 ريالا وهو ما برره بعض المستوردون بتلف المحاصيل في بلد المنشأ خلال الفترة الماضية وإصابتها بكثير من الآفات كما ارتفعت بعض أصناف الأرز خلال الأسبوع الحالي للأصناف التي كانت تباع ب 235 ريالا إلى 270 ريالا وهي زيادة مفاجئة خلال الأسبوع الحالي في وقت أطلق فيه كثير من تجار الجملة تصريحاتهم التخديرية بانخفاض الأسعار داخلياً بعد انخفاضها عالمياً إلا أن الأسبوع الأخير قبل رمضان كشف عكس ذلك تماماً فيما تخوف العديد من المستهلكون والمتابعون من تواصل ارتفاعات كثير من السلع خلال الأسبوع الحالي وطالبوا المسئولين بوزارة التجارة وجمعية حماية المستهلك بمراقبة الأسعار التي تختلف من مورد لآخر خصوصاً أن أسعار كثير من السلع لازالت مستقرة في غالبية دول مجلس التعاون الخليجي لوجود أنظمة رقابية صارمة تصل في بعض الأحيان لسحب ترخيص السجل التجاري والحرمان من الاستيراد للمغالين في الأسعار والمتجاوزين للأنظمة.