عشر سنين وثلاثة ملايين




كسني يوسف العجاف مضت الأيام والشهور والسنوات عليه ببطء شديد وهو مازال يقبع خلف القضبان


يترقب الفرج الذي وإن طال مجيئه إلا أن تباشير طيفه تؤذن بالقدوم لتحقق خروجه من سجنه الذي طال مقامه فيه

حيث تلوح بالأفق نوافذ الأمل الواعد

فأنا وأنت وهو هم من بأيدينا مفاتيح باب الخروج


فقضية السجين علاء الدين هي أشهر من نار على علم الكل سمع بها فالرجل مازال رهين السجن حتى


يدفع أخر ريال من المبلغ المطلوب عليه

وتوفير هذا المبلغ متوقف علينا جميعا

فأنت يا من تحب الخير الأمر متوقف عليك
وأنت يا من تريد أن تخرج زكاة مالك الأمر أيضا متوقف عليك

وذاك التاجر الذي آتاه الله أموالا ودورا وقصورا الأمر متوقف عليه

كل من بيده ريال واحد الأمر متوقف عليه

علينا ألا نحقر من المعروف شيئا

فكم من درهم فاق ألف درهم سيما أننا في شهر فضيل تعود الناس فيه البذل والعطاء


فكم هو جميل أن نوحد صفوفنا ونجمع أمرنا على السعي في فكاك هذا السجين الذي يرزح تحت وطأة الحديد

وفي كل يوم جديد يترقب الخروج

حان الوقت لكي نفعل جهودنا ونطلق حملة

ريال مع ريال لنحقق المنال

لخروج هذا السجين الذي سعى الخيرون من قبل في جمع مبلغ كبير له يتمثل في النصف مما هو مطلوب منه

وبقي الشطر الآخر من ذلك المبلغ

كم هو جميل قبل أن نفكر في مشتريات العيد


أن نفكر في ذلك السجين وندخر له شيئا من أعطياتنا

كم هو جميل قبل أن نفكر في حجز تذاكر السفر لقضاء إجازة العيد

أن نفكر قبلها في ذلك السجين علاء الدين

فكم مر علينا من عيد وسجيننا مقيد بالأصفاد والحديد

كم مر علينا من عيد اجتمعنا فيه وتبادلنا التهاني والتبريكات

ولم يحالفنا الحظ في أن نطرح قضية ذلك السجين على طاولة البحث

لقد حان الأوان أن نتخذ خطوة إجابية تحسب لقبيلة ـ بالأمس ـ أشاد الناس كلهم عن كرم عفوها في إعتاق رقبة

ونتطلع اليوم لأن يرى الناس جهدها في فك رقبة أخرى

دعونا نهب جميعا كرجل واحد من أجل هذا الهدف السامي .