نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي وصف دكان حانوت

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




وصف "عبد العزيز البشري" دكان حانوت فقال: على طريقي إلى الدار حانوت- والعياذ بالله- نُضِّدَتْ فيه خشب الموتى ودكَّة الغُسْلِ تنضِيدًا بديعًا، وسُجيت على بعضها نماذج الأكفان الزاهية الألوان من "شاهي" الرجال، و"كريب جورجيت" لموتى العرائس، ولم يعد ينتقص هذا الحانوت الطريف إلاَّ أن تُقَامَ على بابه "فاترينة" تُزين بأسباب الموت وحوائجه.

ويجلس على بابه كُلَّ يومٍ من الصباح الباكر عمَّالُه الكِرام من غسَّالين وحمَّالين ومُنشدين، وهم يتوسمون وجه كُلِّ غادٍ ورائحٍ، لعلَّ القدر يَعدهم بمرزوءٍ في أحدِ بنيه أو في أمه وأبيه أو أقاربه.

ومررتُ به صباح ذات يوم، وعيناي تنضحان بالدمع من أثر رَمدٍ، فاشرأبَّتْ أعناقهم، ورأيتُ البِشْرَ يشِيعُ في وجوههم، وسرعان ما تحرَّكوا جذلين للقائي، وهم يدعون الله في أنفسهم أن يجعل "استفتاحي لبن" أي نهار أبيض.

يا أولاد الإيه!!.. فما بي والله بكاءٌ، ولكنه الرَّمد، وكُلنا- والحمد لله- بخيرٍ وعافيةٍ، وقطعَ الله أرزاقكم، ولا أدْخَل النعمةَ عليكم أبدًا.