اخواني واخواتي الاعضاء والزوار الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


من باب التواصل مع اهلكم في فلسطين فانني اضع بين ايديكم الطاهرة هذا التقرير الخاص الذي يصور حال اهلكم واخونكم في فلسطين في ظل هذا الشهر الفضيل ، وما يلاقونه من معاناة وعذابات بسبب سياسات الاحتلال وعدوانه المتواصل علي الارض والانسان في فلسطين
اليكم التقرير


رمضان في فلسطين .. ذكريات ..وآلام .. وبطولات

يهل شهر رمضان المبارك على الفلسطينيين وللعام الثالث على التوالي وهم يمرون في ظل ظروف اقتصادية صعبة جداً وأوضاع سياسية متردية ومعقدة ، فهم يعيشون بين نارين : نار الفقر والبطالة والحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية ، ونار الحصار والتدمير والتشرد ، وما أقسى الحياة عندما يجتمع الفقر والاحتلال معاً ضد الإنسان .

ويستقبل الفلسطينيون شهر رمضان هذا العام بينما قوات الاحتلال الصهيوني تحاصر مدنهم وتصعد من إجراءاتها العسكرية إلى جانب بث الرعب بين أطفالهم .

مظاهر الاحتفال غائبة

عبارة " كل عام وأنتم بخير " على باب العامود وباب الساهرة ، وخيط من الأضواء الصغيرة التي لا تكاد ترى ممدود أمام باب العامود ، وطابور من المقدسيين يقفون على باب محل قطايف شهير على الشارع الرئيسي .. هذه فقط إشارات على بدء شهر الصيام في مدينة القدس المحتلة في يومه الأول .

أما مظاهر الزينة والأنوار التي كانت تزين الشوارع في مدينة خان يونس يوماً من الأيام اختفت كلها في رمضان هذا العام جراء ممارسات الاحتلال الصهيوني التي انعكست بصورة واضحة على كافة مناحي الحياة ، فالبطالة متفشية مع ارتفاع مستوى المعيشة ، والأوضاع الاقتصادية المتردية تزداد سوءاً يوماً بعد يوم ، نظراً لفقدان الآلاف من أرباب الأسر أعمالهم جراء استمرار الحصار الصهيوني .

ولم يقتصر هم الفلسطينيين في رمضان على الأوضاع الاقتصادية بل يشعرون بالقلق إزاء الإجراءات التي تتخذها حكومة الإرهاب الصهيونية بتشكيلتها اليمينية المتشددة الجديدة خاصة وان الآلاف من العائلات الفلسطينية تفتقد ذويها الذين قتلوا خلال انتفاضة الأقصى .

وليس أدل على سوء الوضع الاقتصادي الذي آل إليه الفلسطينيون ، من انعدام الحركة التجارية في الأسواق في مراكز المدن والأسواق المركزية فيها ، والتي بدت ساكنة تكاد تخلو من الحركة مع إقبال الشهر الكريم ، والذي كانت الحركة فيه في الأحوال الطبيعية كبيرة والاكتظاظ غير الطبيعي .

حرمان من العبادة

عشرات الآلاف من المواطنين الفلسطينيين وخاصةً في مدينة جنين ومخيمها لن يتمكنوا من تأدية العبادات في المساجد ولن يمارسوا التقاليد الدينية التي اعتادوا عليها ، نظراً لتشديد حظر التجول المفروض على المدينة والمخيم منذ فترة طويلة ، ولا يقتصر الحال على جنين ومخيمها بل يمتد ليشمل مدينة نابلس ومخيم بلاطة ومدينة طولكرم ومخيمها وغيرها من المدن الفلسطينية .

رمضان شهر الجهاد

ولم يشأ مجاهدو فلسطين أن يأتي شهر رمضان هذا العام دون الاحتفال به على طريقتهم الجهادية المباركة ، فكان الاستشهادي من كتائب القسام إسماعيل عاشور بريص من مدينة خان يونس يقتحم مستوطنة رفح يام ليقتل اثنين من المستوطنين ويجرح آخرين قبل أن يستشهد ، تلاه الاستشهادي نبيل صوالحة ( نابلس ) من سرايا القدس في مدينة كفار سابا حيث فجر نفسه أمام أحد المحلات التجارية ليقتل اثنين آخرين ويصيب 40 ، أتبعتها السرايا بتفجير عبوة ناسفة على طريق نتساريم كارني في دورية صهيونية ، موقعةً العديد من الإصابات . ثم كانت محاولة من كتائب القسام إرسال استشهاديين إلى داخل الخط الأخضر حيث انفجر بهم حزام ناسف في طريقهم لتنفيذ العملية والشهيدين هما ( محمد لطفي محمود أبو حنانة و برهان حسني حسن أبو حنانة ) ، ثم كانت عملية مستوطنة ميتزر التي نفذتها كتائب شهداء الأقصى والتي أسفرت عن مقتل 5 صهاينة .

التقرب إلى الله

إلى ما قبل بداية شهر رمضان في كل عام تكون المساجد تصرخ من قلة المصلين فيها ، لكن ما أن يعلن أن غداً هو أول أيام شهر رمضان تجد المساجد قد امتلأت بجموع المصلين ، بل وتعاني بعض المساجد أحياناً من صغر حجمها مقارنةً بأعداد المصلين المتوافدة عليها .

واكثر ما يميز الشهر الفضيل هي موائد الإفطار التي ينظمها أهل الخير لإفطار الصائمين سواء في المساجد أو داخل القاعات العامة ، أو توزيع السلات الغذائية على بيوت الصائمين وعلى المحتاجين والفقراء ، إضافةً إلى انتشار ظاهرة الأمسيات الفنية الرمضانية التي يتخللها الموشحات الدينية والأناشيد الإسلامية والوطنية والعروض المسرحية الهادفة .

أهالي الشهداء .. يتذكرون

ذوو الشهيد أدهم حمدان الذي قضى مع أول أيام الشهر المبارك افتقدوا الفرحة بقدوم شهر رمضان المبارك وباتت أحزانهم تتجدد كل يوم على مائدة الإفطار ، والسحور ، وصوت الأذان ، ومكبرات الصوت التي تتلو آيات الذكر الحكيم ، ولم يكن حال ذوي الشهيد إياد أبو طه الذي قضى في اليوم ذاته بأحسن من حال عائلة حمدان .

ولم يختلف الحال عند عائلة الشهيد إسماعيل عاشور بريص الذي قضى مع ساعات الفجر أولى شهيداً في عملية بطولية ، فسيبقى طفله الصغير معاذ ينادي أين بابا ؟؟ أريد أن أراه .

الطفلة ( هند عوض سلمي ) ذات الثلاث سنوات تفتقد والدها الشهيد بالرغم من أنه عندما استشهد في ديسمبر 2نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي كانت لا تعرفه إلا إنها الآن تقول لأمها عند ميعاد الإفطار ( أين بابا لماذا لا يفطر معنا ؟؟ لماذا لا نذهب عنده ؟؟ ) .

[المعاناة والتضييق
أصبح ما يشغل بال المواطنين خلال شهر رمضان وغيره هو كيفية اجتيازهم للحواجز الصهيونية والوصول بسلام إلى منازلهم قبل الإفطار ، ولعل الناظر إلى هذه الحواجز سواء كانت في دير البلح أو خان يونس أو رفح أو بيت لحم أو الخليل أو نابلس وغيرها يدرك مدى المعاناة التي تسببها هذه الحواجز للمواطنين ، وفي هذا الصدد وعلى الحاجز الشمالي لبلدة الخضر تجلت مظاهر معاناة واضطهاد الصائم ، حيث وقفت المواطنة ( عزيزة حمامرة ) الموظفة في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني تنتظر في طابور طويل للسماح لها بالمرور والوصول إلى منزلها في قرية بتير حتى تتمكن من تجهيز مائدة الإفطار قبل فوات الأوان .

لكم تحيات محبكم دوما
ناصر