(اغتيال براءة)

(اغتيال براءة)

كان الطقسُ شديدَ الحرارة ، لهيبُ شمسِ الظهيرة أرغم سكّانَ

ذلك الحيّ الشعبي على الإختباء في منازلهم البسيطة

تحت أزيزِ المكيفاتِ الصحراوية ..

الأزقةُ خالية تماماً إلّا من (عبير) ذات الخمسة أعوام .

تغشّاها مللٌ من البقاء في البيت فجلست على عتبةِ الباب .. بفستانها الأبيض وشعرها البنيّ القصير ..
غير مبالية بالرمضاء التي مافتئت تحرّك قدميها الحافيتين لتتلافى حرارتها

: “هيه .. أيتها الصغيرة “

تنبّهت عبير إلى الصوت ، وقفزت نحو المنادي .. وهي مبتهجة

فثمّة شخص غيرها في الزقاق .. وربما بعد لحظات يخرج أبناء
الجيران لّلهو معها ..

بلهجة ثعلبية سألها:

أ يوجد دكان قريبٌ من هنا ؟؟

وبأصابعٍ نقيّة أشارت وهي تقول : إنه هنااك !!

مع آذان العصر تنبّهت الأم لغياب إبنتها .. فتحت باب المنزل

أخرجت رأسَها من خلفه .. تلفّتت يُمنة ويسرة وهي تنادي :

عبير.. عبير

لم تلمح أحداً في الخارج غير بعض المصلّين المتجهين إلى المسجد .

أغلقت الباب ، وهي تتمتم : تُرى .. أين ذهبت تلك الشقيّة ؟؟؟

.
.

هـناء العرادي

Related posts

الكاميرا تأكل أولاً والمفطح تحت الحصار – الضيف الذي أكله الفلاش

ألقاب من ورق… وشيوخ من دخان

تحولات المجالس العربية : من يُصدّر في صدر المجلس؟

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. نفترض أنك موافق على ذلك، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا رغبت في ذلك. اقرأ المزيد