نخلة أم خويطر

أنها ليست مجرد نخله أنها تاريخ اختلط به عبق الماضي الجميل مع ذكريات أبناء حي من أقدم إحياء تبوك وهو حي (الخالدية) ذلك الحي الذي ضم بين جنباته الكثير من عوائل تبوك القديمة مثل عائلة الشرود والنملة والناصر وغنائم والفاخري وعرفة وعائلة ألمنديلي وغيرهم الكثير من العوائل التي يطول الحديث عنهم ممن كان لهم دور بارز في تأسيس هذا  الحي وإنشائه ولقد كان لأبناء ذلك الحي ارتباط روحي بتلك النخلة فقد كانت تمثل لهم المجلس الذي يجمعهم فقد كان لموقعها بقرب أقدم ملعب بتبوك دور فى ذلك فكانت تحتضن جلسات السمر وسهرات أبناء الخالدية وكان يقع بجانب تلك النخلة منزل أشهر وأقدم معالجه شعبيه بتبوك وهي(ام خويطر) التي كانت تمثل لحي الخالدية المشفي الذي تلجا له الأمهات عند مرض أطفالهن فهى تتمتع بخبرة كبيرة بأمراض ذلك الوقت وقليل من أبناء الخالدية الذي سلم من (كوي) أم خويطر وقد تعمدت تسمية تلك النخلة باسم ام خويطر تكريما لها فالنخلة وآم خويطر يمثلون لحى الخالدية الذكريات والماضي الجميل وعندما يمر أي فرد من أبناء ذلك الحي عند تلك النخلة فحتماً سوف يعود به الزمن لذكريات خمسين سنة إلى الوراء أو يزيد .

ذكريات أبناء المعاقلة وأبناء الدولاني وأبناء اللاحم ورغم مرور أكثر من ستين عام على وجود تلك النخلة إلا أنها واقفة بكل شموخ بوجه عوامل الطبيعة من رياح عاتية وأمطار وبرد قاص .. الخ  برغم حزنها على من فارقها من أبناء الحي سواء بالانتقال من الحي أو من تبوك أو من اتقل منهم  إلى رحمة الله مثل جورج مرزوق وصالح الدولاني وعبدا لله عوض وناصر عبيدان وعلى النملة وغيرهم الكثير نسال الله ان يرحمهم جميعا ولكن السؤال كم سوف تصمد تلك النخلة قبل أن تمتد نحوها يد الحضارة لتهدم ذكريات مايزيد عن ستين عام لأبناء حي من أقدم أحياء مدينة تبوك ؟!!