مقال ( قلبه طيب لكن!! ) للكاتبة سلمى يوسف البلوي

كثير مانسمع عبارة (لسانه طويل بس قلبه طيب) حتماً هذا التبرير منافياً لأخلاق المسلم يقول نبينا صلى الله عليه وسلم (المسلم من سلم الناس من لسانه، ويده ) سليط اللسان لم يسلم أحد من بذاءة لسانه يسب هذا ،ويجرح هذا ، ويسخر ويستهزيء من هذا ، بل أنه يرمي بكلماته كالقنابل الموقوتة ، دون مُداراة ومراعاة لمشاعر الآخرين ، وطويل اللسان شخص منبوذ إذا حضر المجلس لم يستبشروا خيراً بحضوره وتحاشوا الحديث معه خوفاً من أن ينالهم جانباً من بذاءة لسانه، فيرمي عليهم كلمة تجرحهم أو تُسيء لهم ، ثم يأتي من يبرر له (لسانه طويل بس قلبه طيب) أنا ضد هذا التبرير لسنا بحاجة لطيبة قلبه، ليتنا نسلم من بذاءة لسانه، نحن لنا الظاهر والله وحده يعلم ماتبطنه القلوب ، وهذا بينه وبين ربه وهو الذي سيحاسبه على مايخفيه في قلبه ، ويأتي ممن هم على شاكلته الذي يصف نفسه بالإنسان الصريح الذي كما يقول (اللي بقلبي على لساني) عذراً طالما صراحتك ستتحول لوقاحة فالأفضل أن تحتفظ بها لنفسك ، صراحتك هذه قد تكون سبباً لأن تخسر محبة أقرب الناس إليك ، مُحال أن تجتمع هاتان الصفتان في أحدهم (سليط لسان وطيب قلب ) طيب القلب لايصدر منه إلا الطيب من الأقوال والأفعال ،لايكسر الخواطر ولا يجرح المشاعر ، يقال اللسان مغرفة القلب وماتَكُنْهُ القلوب تُظهره الألسنة، والقلوب هي ترجمان اللسان ، الكلام الجارح يغلق أقفال القلوب فلا تُكِنُ في داخلها إلا الكراهية لمن إتصف بهذه الصفة المذمومة ، بعكس الكلام الطيب الذي يفتح القلوب ويأسرها ، الكلام الطيب طائر جميل حين تطلق سراحه من لسانك سيغرد في صدورالآخرين حباً وتقديراً لك ، بل ستفرض إحترامك وتقديرك على الآخرين فتصبح محبوباً ويستبشرون خيراً بقدومك لمجلسهم ، الكلمة الطيبة هي التي تترك أثرها الجميل فتطيب منها النفوس وترتاح لها ، إن الألفاظ الجميلة، والعبارات اللطيفة لها وقع عظيم على النفوس، بل إنها عبادة نتقرب بها إلى الله تعالى ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(والكلمة الطيبة صدقة) أطلقوا العنان لألسنتكم بحلاوة العبارات ودعوها تلامس قلوب الآخرين ، فربما تكون عباراتكم هي البلسم الشافي لجراحهم ، إرسلوها لهم اليوم فقد تعود لكم غداً لتدواي جراحكم ، فكما تُدين تدان ليس بالأفعال فقط بل حتى بالأقوال ، فسلاماً على من ينتقون عباراتهم خوفاً من أن تجرح مشاعر غيرهم ، سلاماً للأنقياء الأتقياء الذين طابت قلوبهم وطابت ألسنتهم .

Related posts

الكاميرا تأكل أولاً والمفطح تحت الحصار – الضيف الذي أكله الفلاش

ألقاب من ورق… وشيوخ من دخان

تحولات المجالس العربية : من يُصدّر في صدر المجلس؟

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. نفترض أنك موافق على ذلك، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا رغبت في ذلك. اقرأ المزيد