كثير مانسمع عبارة (لسانه طويل بس قلبه طيب) حتماً هذا التبرير منافياً لأخلاق المسلم يقول نبينا صلى الله عليه وسلم (المسلم من سلم الناس من لسانه، ويده ) سليط اللسان لم يسلم أحد من بذاءة لسانه يسب هذا ،ويجرح هذا ، ويسخر ويستهزيء من هذا ، بل أنه يرمي بكلماته كالقنابل الموقوتة ، دون مُداراة ومراعاة لمشاعر الآخرين ، وطويل اللسان شخص منبوذ إذا حضر المجلس لم يستبشروا خيراً بحضوره وتحاشوا الحديث معه خوفاً من أن ينالهم جانباً من بذاءة لسانه، فيرمي عليهم كلمة تجرحهم أو تُسيء لهم ، ثم يأتي من يبرر له (لسانه طويل بس قلبه طيب) أنا ضد هذا التبرير لسنا بحاجة لطيبة قلبه، ليتنا نسلم من بذاءة لسانه، نحن لنا الظاهر والله وحده يعلم ماتبطنه القلوب ، وهذا بينه وبين ربه وهو الذي سيحاسبه على مايخفيه في قلبه ، ويأتي ممن هم على شاكلته الذي يصف نفسه بالإنسان الصريح الذي كما يقول (اللي بقلبي على لساني) عذراً طالما صراحتك ستتحول لوقاحة فالأفضل أن تحتفظ بها لنفسك ، صراحتك هذه قد تكون سبباً لأن تخسر محبة أقرب الناس إليك ، مُحال أن تجتمع هاتان الصفتان في أحدهم (سليط لسان وطيب قلب ) طيب القلب لايصدر منه إلا الطيب من الأقوال والأفعال ،لايكسر الخواطر ولا يجرح المشاعر ، يقال اللسان مغرفة القلب وماتَكُنْهُ القلوب تُظهره الألسنة، والقلوب هي ترجمان اللسان ، الكلام الجارح يغلق أقفال القلوب فلا تُكِنُ في داخلها إلا الكراهية لمن إتصف بهذه الصفة المذمومة ، بعكس الكلام الطيب الذي يفتح القلوب ويأسرها ، الكلام الطيب طائر جميل حين تطلق سراحه من لسانك سيغرد في صدورالآخرين حباً وتقديراً لك ، بل ستفرض إحترامك وتقديرك على الآخرين فتصبح محبوباً ويستبشرون خيراً بقدومك لمجلسهم ، الكلمة الطيبة هي التي تترك أثرها الجميل فتطيب منها النفوس وترتاح لها ، إن الألفاظ الجميلة، والعبارات اللطيفة لها وقع عظيم على النفوس، بل إنها عبادة نتقرب بها إلى الله تعالى ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(والكلمة الطيبة صدقة) أطلقوا العنان لألسنتكم بحلاوة العبارات ودعوها تلامس قلوب الآخرين ، فربما تكون عباراتكم هي البلسم الشافي لجراحهم ، إرسلوها لهم اليوم فقد تعود لكم غداً لتدواي جراحكم ، فكما تُدين تدان ليس بالأفعال فقط بل حتى بالأقوال ، فسلاماً على من ينتقون عباراتهم خوفاً من أن تجرح مشاعر غيرهم ، سلاماً للأنقياء الأتقياء الذين طابت قلوبهم وطابت ألسنتهم .