مقال (( هي دارٌ لنا )) للكاتبة / سلمى يوسف البلوي

سلمى البلوي

لوطني لا أدري هل تكفيك الجُمل والعبارات لأعبر لك عن حبي وإنتمائي لك ، أنت الشجرة الوارفة التي تلقي بظلالها وخيراتها على كل من يستظل بها ،  أنت ياوطني الحضن الدافئ الذي ضمَّنا أطفالاً وشيباً وشباباً ،

أنت ياوطني النهر الذي لاينضب عطاءه ،  أنت ياوطني الكنز الثمين الذي لايمكن المساومة عليه ، أنت ياوطني من أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا، ففيك وجدت سكينتي وإطمئناني ، راحتي وإستقراري ، فيك ياوطني وجدنا السلام والأمان ،فيك عرفنا معنى نعمة الأمن في الأوطان ، فيك عرفنا الهدوء والسلام ، غيرنا إفتقد هذه النعم ، يضع رأسه على وسادته خائفاً مرعوباً لايستيقظ على صوت المنبه بل على أصوات المدافع ودَوِيّ الإنفجارات ، يدخل منزله ويغلق باب منزله لكن لايزال الرعب يتسلل إلى نفسه باي لحظه يتوقع أن تدخل عليه عصابة مسلحة تحطم باب منزله ، وتسلب ممتلكاته أمام مرأى من عينيه ، لايستطيع أن يحرك ساكناً خوفاً على أهل بيته من أن يتعرضون للأذى ، بقدر مانتألم لما نراه من مآسي تُدمي القلوب قبل العيون ،حروب دمرت وشردت الشعوب عن أوطانها ، فلانسمع إلا عويل النساء الثكلى ، وصراخ الأطفال اليتامى ، وأنين الفقراء والجوعى ، بقدر مانحمد الله على مانحن فيه من أمن وأمان ،آمنين مطمئنين في بيوتنا ولله الحمد والمنة ، إسألوا من تجرع مرارة الغربة ورحل عن وطنه ماذا إفتقد وماذا وجد في بلاد الغربة ، وإن أكبر نعمة تفضل الله علينا بها هي وجود أطهر بقاع العالم المسجد الحرام الذي توجد به الكعبة المشرفة قبلة المسلمين والمسجد النبوي الشريف التي تُشد الرحال إليها  قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، مسجدي هذا، والمسجد الأقصى والمسجد الحرام ) لقد سخرت حكومتنا الرشيدة حفظها الله جُل إهتمامها للعناية بهذه البقعة الطاهرة ،التي تهوى إليها أفئدة المسلمين من كل مكان وفي كل زمان ، فمأعظمها من نعمةٍ نحمد الله عليها ليلاً ونهاراً سراً وجهاراً لن نوفيه حقه من الشكر سبحانه هو المُتفضل علينا بهذه النعم ، حب الوطن لايعني ترديد شعارات وأهازيج وإثارة الفوضى ، حب الوطن يعني الإنتماء ، الدفاع عنه والذود عن حماه ، الحفاظ على ممتلكاته ،الترصد لكل من يريد إثارة الفوضى وتأجيج الفتن ،أن نزرع في أطفالنا حب المواطنة منذ صغرهم لينشئ جيل صالح مُحب لوطنه ،

حب الوطن لايُعبر عنه الإحتفال بيوم ، حب الوطن سيظل اليوم وكل يوم ، دمت ياوطني شامخاً كشموخ جبالك ،ومعطاء كعطاء النخيل الباسق الذي ينبت على أرضك ، اللهم أعز هذا الوطن وقادته وأيده بنصرك وتوفيقك ، هي دار لنا وما أجمل الدار حينما تكون هي الوطن .

سلمى يوسف البلوي

شارك هذا الموضوع
اترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Exit mobile version