… آه عليك .. وآه منك يا بن ذريح ..
ظلموك بعض الصلعان العرب .. عندما قالوا عنك بأنك ( عـُذري ) ..
فلا أنت عـُذري النسب .. ولا عـُذري في الحب ..
بل كنت ( صايع ) أنت و( المهبوله ) لبنى ..
أول ما شفتها .. طلبت منها أن تستقيك ماءا .. ولما أستسقيت .. قالت لك المهبوله :
( إستبرد عندنا ) .. وما عشمت أن قالتها لك .. فاستبردت ..
بالرغم بأن بيتها كان في ضواحي مكه ومـِطرف .. ولم يكن في البيت سواكما .. فوالدها ووالدتها كانا غير متواجدين ..
فهذه كانت ( خـُلوه ) لا تجوز ..
والإسلام في تلك الأيام كان في عزه والصحابه كانوا بين ظهرانيكم ..
وبما أنك ( صايع ) فقد ( شببت ) في لبنى .. بعد أن طلقتها ..
ولهذا فقد هدر معاويه بن أبي سفيان دمك .. وأوعز بذلك لـ( محافظ ) المدينه الحكم بن العاص ..
والإسلام حافظ على المرأه وكرامتها حتى بعد طلاقها .. فلا يجوز للزوج أو الزوجه الإفضاء عن أسرار حياتهم الزوجيه للآخرين ..
والمهبوله لبنى لا تقل عنك ( صياعه ) ..
فكيف تستضيف رجل مـُحرّم عليها في بيتها .. ؟؟
ثم تقول له : إستبرد عندنا ..!!
والله أعلم .. كم قالتها لغيرك ..
ويا قيس المضري ..
لولا توسط الحسين بن علي .. الذي كان أخوك بالرضاعه .. لما تزوجتها ..
ولما تزوجتها .. غارت أمك منها ..
لأن أمك كانت ( حلوه ) .. وأبوك مدلعها ..
فكانت البدايه للضغط عليك لتطليقها ..
وبما أنك ضعيف الشخصيه ومصاب بعقدة ( أوديب ) .. فطلقتها ..
ولا نعتقد أن السبب ثراء أبوك .. أو عدم انجابها ..
والله لو كان أبوك .. يملك أسهم في شركة جيزان الزراعيه .. لما فعلتها .. لو كان حبك للبنى من قلبك ..
لأن الحب أقوى من المال ومن الإنجاب ..
ثم بدأت يا قيس .. تلطم شعرا على لبنى .. بعد أن طلقتها ..
ونتسائل هنا ..
وش أللي حادك على اللطم على لبنى وهي كانت ( تحتك ) .. ؟؟؟
ومن لطمياتك يا قيس :
ألا إنما ابـكي لما هو واقـع …… فهل جـزعي من وشك ذلك نافـع
وقد كنت أبكي والنوى مطمئنة ….. بنا وبكم من علم ما البين صانـع
وأهجركم هجر البغيض وحبكم …… على كبدي منه كـلوم صـوادع
وأعمد للأرض التي لا أريدها …… لـترجعـني يوما إليك الرواجـع
وأشفق من هجرانكم وتروعني …… مخافة وشك البين والشمل جامع
فما كل ما منتك نفسك خاليا …… تلاقـي ولا كل الهـوى أنت تابـع
لعمري لمن أمسى ولبنى ضجيعه ……من الناس ما اختيرت عله المضاجع
فتلك لبـينى قد تراخى مزارها …… وتلك نـواها غـربة ما تطـاوع
وليس لأمر حاول الله جمعه …… مشـيت ولا ما فرق الله جامـع
ثم قلت :
وقائلة قد مات أو هو ميت … وللنفس منى أن تفيض رصيد
أعالج من نفسى بقايا حشاشة … على رمق،والعائدات تعود
فإن ذكرت لبنى هششت لذكرها … كما هش للثدى الدرور وليد
أجيب بلبنى من دعانى تجلدا … وبى زفرات تنجلى وتعود
طيب يا قيس .. ألا قلت كما قال جميل :
أبثين إنك قد ملكت فأسجحـي … وخذي بحظك من كريم واصـل
فأجبتهـا بالرفـق بعد تستـر … حبـي بثينة عن وصالك شاغلي
فلـرب عارضة علينا وصلهـا … بالجـد تخلطه بقـول الـهازل
لو أن في قلبـي كقدر قلامـة … فضلا وصلتك أو أتتك رسائلـي
ويقلـن إنك قد رضيت بباطـل … منها فهل لك في اعتزال الباطـل
أو كما قال أيضا :
أمـرُّ علـى الديـار ديـار ليلـى … أُقبـل ذا الـجـدار وذا الـجـدارا
وما حـب الديـار شغفـن قلبـي … ولكن حـب مـن سكـن الديـارا
وشف يا قيس .. وش يقول سميك .. إبن الملوح
اذا نظرت نحوى تكلم طرفها … وجاوبها طرفي ونحن سكوت
فواحدة منها تبشر باللقاء … وأخرى لها نفسي تكاد تموت
اذا مت خوف اليأس أحياني الرجا … فكم مرة قد مت ثم حييت
ولو أحدقوا بي الأنس والجن كلهم … لكي يمنعوني أن أجيك لجيت
الا يانسيم الريح حكمك جائر،عليّ … اذا أرضيتني ورضيت
الا يانسيم الريح لو أن واحدا … من الناس يبليه الهوى لبليت
ولو خلط السم الزعاف بريقها … تمصصت منه نهلة ورويت
ومعروف أن قيس بن الملوح لم يتزوج من محبوبته ليلى .. ولا جميل تزوج بثينه ..
ماهوب مثلك تزوجتها .. وطلقتها ..
وخرج .. إبن ذريح من مجلسي .. وهو يلطم .. قائلا :
ألله يخرب بيت مكتبة البلديه .. !!!