…… إنها صبغة الله .. ألتي صبغها على عباده .. بنعمة العقل والعاطفه الإنسانيه .. وجعل الإنسان ممـيـّـــزا عن سائر مخلوقاته ..
ومن غير العقل والعاطفه .. فلا فرق بين الإنسان والحيوان ..
يقول النشمي ( رينيه ديكارت ) الفيلسوف الفرنسي ( 1596 ـ 1650 ) بأن لدى كل إنسان فكر بقدر .. وفي قوله في ( المنهج ) نقرأ له بوحدانية الله في هذا الكون .. وهذه فضيله علميه نقرها له ..
أضيف لقول صاحبنا ( ديكارت ) :
( أنا أحب .. فأنا إنسان ) ..
وبهذا نستخلص بأن أزمة العالم كله في مشاكله ما هي إلا أزمه فكريه ــ عاطفيه ..
فعلى سبيل المثال :
فإن ( الحمار ) .. لا فكر له ولا عاطفه .. فيحمل الأثقال فوق طاقته .. ويأكل تبنا يوميا .. ولم يحصل أن ( نهق ) الحمار بقصيده غزليه .. يبث فيها شوقه وحنينه لمحبوبته الحماره .. ولم يحصل أيضا أن ( الحماره ) .. قد همست في أذن بعلها الحمار ولو بكلمه :
أحبك يا بعد عمري .. أو على الأقل بكلمة :
أمر مولاي .. تدلل يا حماري .. يا بعد أبوي وأمي ….
وعن الإنسان والإنسانيه .. ماذا عسانا نقول عندما :
ــ نشاهد يوميا إراقة الدم العربي المسلم .. وأشلاء تتطاير قطعا .. ولا تحرك فينا ساكنا .. وعندما نشاهد المقدسات تـُـنتهك وتـُداس ..
ومصر الشقيقه تطالب بعقد مؤتمر لإدارات الآثار العربيه ــ الإسلاميه لمناقشة مخاطر الحفريات الصهيونيه في المسجد الأقصى .. على إعتبار المسجد الأقصى ( أثرا إسلاميا ) لا مكانا مقدسا وأولى القبلتين ..
يا ليت مصر ( سكتت ) ..
ولكنها مهزله من المهازل .. أصابتنا كمسلمين ..
وماذا نقول :
ــ عندما يتسلق المتسلقون على دماء أشقائهم .. وما أكثر هؤلاء ..
قوم ما أكثرهم وما أقل لوائهم *** وما أكثرهم عند الذبيحة والقدر
لقد صنعتهم الأحداث وأصبحوا زعامات من لا شئ .. ولكنها زعامات كرتونيه ..
وماذا عن المتزعمين .. ألذين باعوا أوطانهم من أجل حفنة من الدولارات ..
وحدِّث عن أصحاب الثراء ذوي الأرقام الفلكيه .. وكيف يهنأون في عيشهم وذوي أرحامهم محتاجون لــ( فتات الفتات ) من أموالهم .. وهذا الفتات كفيل بإزالة معاناة ذوي الحاجه .. إلى الأبد ..
أعود لأقول ..
عندما يغيب الفكر أو ( يـُغيّب ) .. وتتبلد عاطفة الحب في قلوبنا .. فنصبح وكأننا في غابه .. بل ألعن من ذلك بكثير ..
ففي الغابه فالحيوانات تفترس من أجل البقاء فقط ..
ولكننا نفترس بعضنا البعض بأكثر وحشيه ..
وأللهم هيأ للمسلمين من أمرهم رشدا .. !!!