الحمد لله وحده وبعد ،،،
إيــــهٍ يا حجاج … فإن مقابلتك … هي الغوص في الكتب والمراجع .. ولكن للإنصاف .. يا حجاج فمقابلتك أسهل بكثير من مقابلة وزيراً في زارته أو حتى مدير ( صغيرون ) في إدارته ..
ولاتثريب عليهم .. فهم دائماً في إجتماعات .. نهاراً وأثناء الدوام الرسمي … ويقومون ( الليل ) لخدمة المواطن العزيز …
ودخلت … على الحجاج بن يوسف الثقفي في مجلسه .. وقبلت الموكيت بين يديه وقلت له : السلام عليكم يا أبا يوسف .. ورد السلام وقال :
ماذا ورائك يا هذا ؟؟
والتفت إلى الوراء .. ولم أجد شئ … فقلت : جئت إليك مُـسَــلّـماً ..
فقال : حــيهلا ..
قلت : تحيا وتدوم …
بدايه دعني يا حجاج أن امسح جوخاً وأن أدهن السيربالكلام العذب .. فقاطعني قائلاً :
سبحان الله .. حتى في عصركم لازال مسح الجوخ ودهن السير.. فقلت نعم ياسيدي .. إنه الموروث وال ( دي إن إيه ) أي الخلايا المورّثه فينا ..والبركه فيك يالحجاج .. فأنت من كبار المتملقين للحكام ..
ألم ترسل واحد من بطانتك ومعه فريق من الناس .. من واسط في العراق للقبة الخضراء في دمشق ( مقر أمير المؤمنين ) ومعهم رسالتك تقول فيها فقط :
سمعت أن أمير المؤمنين عطس .. فياليتني كنت حاضرا مجلس أمير المؤمنين لأشمته .. لأفوز فوزا عظيما ..
ولم يتملق أحدا بهذا قبلك .. يا حجاج ..
فقال : لا تلمني يا أخا العرب .. فأنا من المعجبين جدا بعبدالملك إبن مروان .. لأن عقله وتفكيره سليم وإداري من الطراز الأول مثلي .. ولا تنسى فإن ( أبي الذباب ) هو أميرالمؤمنين .. وعلينا طاعته في غير معصيه ..
ثم قال : أكمل حديثك …
قلت : ومع هذا فلا يمنع بأن أسجل أعجابي بك وباعمالك … ولكن بتحفظ .. مثل : تشكيل ( تنقيط ) القرآن الكريم .. ووقوفك بحزم من الخوارج .
وإدارتك وفصاحتك ..
إلا أن لي عليك مأخذ وتحفظ كبير .. وهو قتلك .. التابعي الجليل سعيد بن جبير … ومن بعدها يا حجاج … لم ترى خيراً أبدا ً ..
قال الحجاج : لقد إعترفت في حياتي بهذه الغلطه الشنيعه .. وقلت مراراً .. مالي وسعيد .. مالي وسعيد .. وكنت أراه في منامي .. إلى أن أنتقلت إلى رحمة الله ..
فقلت له : أنني أتهمك باللقافه وتضع نفسك في غير مكانها الصحيح .. فعندما عرض أمير المؤمنين ولاية العراق في مجلسه الحافل بالفرسان الكبار والقاده … لم يتقدم أحد .. ما عداك أنت بلقافتك عندما قلت :
أنا لها يا أمير المؤمنين وكررتها ثلاثة مرات .. وتجاهلك أمير المؤمنين ولم يلتفت لك إلا في المره الثالثه .. فيا حجاج .. المعروف عنك بأنك لست من الفوارس وأطبع ( ليس لك مؤخره ) ودميم نوعا ما ..
فقال : شف يا أبا جهل .. السبب في تقدمي لولاية العراق هي الثقه العاليه بالنفس .. وأما كوني أطبع .. ودميم على حد قولك .. فأعمالي تتحدث عني وإبن الإشعث يعرفني حق المعرفه ..
وبعدين .. ألا تقولون أنتم يا أهل الباديه أن ( الرجال مخابر .. ماهيب مناظر ) .. فألقمني الحجاج رطبا في رده هذا ..
ثم قال : يبدو بأنك جرئ في الكلام وتخاطبني دون لقب بقولك .. يا حجاج ..
إلا إذا كنت زميلي في الروضه .. أو أخي في الرضاعه .. أو زميل مهنه .. عندما كنت مدرسا للبزارين في الطائف في بداية شبابي …
قلت : لا هذه ولا تلك .. والمعذره يا سيدي .. فهذه الجرأه في بعض الأحيان .. فمرجعيتها أنني أتيت إليك من هذا العالم المتمقرط المتعلمن المتأقرط ( التكنوقراط ) المتلبرل والراديكالي المتأمرك ..
والذي فيه زعامات هؤلاء .. أول ما يشطح .. ينطح .. وينطحون أهلهم وولاة أمرهم .. بقرون من طين .. بلا مسلكيه وبلا حجه ..
قال : ومن أين لكم هذا ؟؟؟
قلت : جاءنا من قليلي الوالي .. الغرب .. ونشره بين ظهرانينا التغريبيون .. هواة الهمبرجر والمارلبورو ..
وهنا .. أراد الحجاج ان يعجل لي بالجائزه ..
قائلاً : يا غلام .. أعطيه خمسون بعيراً و مائه تيس .. على أن تكون الإبل من الــــِوضح والشعيليات والتيوس من السديسيات ..
فقلت له : يا حجاج أنت وين والناس وين .. ألله يهديك .. أما عن ( الأباعر ) فيكفيني أباعر قومي .. وأما ( التيوس ) فيا كثرها كثراه ..
ولكن :
ألا أمرت لي بقطعة أرض على شارعين وعلى الكورنيش ؟؟؟
وأستدار الحجاج وجمع قواه قائلاَ :
ألست أنت من جماعة ( أبا شليويح ) يا هذا ؟؟
قلت مستبشراَ .. نعم ياسيدي …
فقال : أين أنت وأرض الكورنيش يا هذا ؟؟
مواطن .. وكورنيش … ؟؟؟ يا للــهول ..
وهنا أدركت أن الحجاج قد ( مصخها ) فكان لا بد أن ( أردح ) له ردحا شرقيا بديعا .. كما هي العاده ..
فقلت له : أنت اردت التقليل من شأني .. ولكن بما أنك بدأتها يا أبا جوزيف .. وينك من غزاله ( الخارجيه ) التي أحرجتك وهزأتك ..
بقولها لك :
أسد علي وفي الحروب نعامةً **** ربذاء تفزع من صفير الطائر
هلا برزت إلى غزالة في الوغى **** بل كان قلبك في جناحي طائر
………. قال : لا تكمل .. أعترف بهذا .. فلست فارسا من الفرسان ..
ثم أضفت : وتطليقك للقرشيه التي تزوجتها .. حيث طلقتها غصبا عن خشمك .. بناءا على الأوامر التي أصدرها إليك أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان .. حيث خطبها لنفسه .. ( بعد أن إستخسرها فيك ) .. وعندما أرسل إليها خاطبا .. قالت له : أن الإناء قد ( ولغ ) به كلب .. وهي تعنيك بالطبع …
وأجابها عبدالملك بن مروان .. لا بأس بغسل الإناء سبعا .. ولكنها وافقت بشرط … أن تسير أنت حافيا وتقود بنفسك القافله الى الشام .. ووافقت وتهزأت .. حيث أسقطت القرشيه في الطريق .. دينارا من الذهب .. وقالت لك : لقد سقط مني درهم فابحث عنه .. وبحثت ووجدته دينار من الذهب فقلت .. هذا دينار من الذهب وليس درهماَ ..
فقالت .. الحمد لله الذي أبدل درهمي بدينار …
الحجاج : وأنا أقول .. الحمد لله ألذي توفاني .. في عصري ..
وكان الله في عون أمرائكم عليكم ..
تقولون كثيرا .. وتعملون قليلا .. ألسنتكم مبارد .. وتتعاملون مع بعضكم البعض كالعقارب …
تــُنظــّرون في الفضائحيات .. وغالبيتكم زعماء .. والذي هو غير زعيم .. فهو يريد أن يتزعم .. ثم قال الحجاج لحاجبه بغضب :
أخرجوه …..
فخرجت … سالما .. بحمد الله .. !!!
إيــــهٍ يا حجاج … فإن مقابلتك … هي الغوص في الكتب والمراجع .. ولكن للإنصاف .. يا حجاج فمقابلتك أسهل بكثير من مقابلة وزيراً في زارته أو حتى مدير ( صغيرون ) في إدارته ..
ولاتثريب عليهم .. فهم دائماً في إجتماعات .. نهاراً وأثناء الدوام الرسمي … ويقومون ( الليل ) لخدمة المواطن العزيز …
ودخلت … على الحجاج بن يوسف الثقفي في مجلسه .. وقبلت الموكيت بين يديه وقلت له : السلام عليكم يا أبا يوسف .. ورد السلام وقال :
ماذا ورائك يا هذا ؟؟
والتفت إلى الوراء .. ولم أجد شئ … فقلت : جئت إليك مُـسَــلّـماً ..
فقال : حــيهلا ..
قلت : تحيا وتدوم …
بدايه دعني يا حجاج أن امسح جوخاً وأن أدهن السيربالكلام العذب .. فقاطعني قائلاً :
سبحان الله .. حتى في عصركم لازال مسح الجوخ ودهن السير.. فقلت نعم ياسيدي .. إنه الموروث وال ( دي إن إيه ) أي الخلايا المورّثه فينا ..والبركه فيك يالحجاج .. فأنت من كبار المتملقين للحكام ..
ألم ترسل واحد من بطانتك ومعه فريق من الناس .. من واسط في العراق للقبة الخضراء في دمشق ( مقر أمير المؤمنين ) ومعهم رسالتك تقول فيها فقط :
سمعت أن أمير المؤمنين عطس .. فياليتني كنت حاضرا مجلس أمير المؤمنين لأشمته .. لأفوز فوزا عظيما ..
ولم يتملق أحدا بهذا قبلك .. يا حجاج ..
فقال : لا تلمني يا أخا العرب .. فأنا من المعجبين جدا بعبدالملك إبن مروان .. لأن عقله وتفكيره سليم وإداري من الطراز الأول مثلي .. ولا تنسى فإن ( أبي الذباب ) هو أميرالمؤمنين .. وعلينا طاعته في غير معصيه ..
ثم قال : أكمل حديثك …
قلت : ومع هذا فلا يمنع بأن أسجل أعجابي بك وباعمالك … ولكن بتحفظ .. مثل : تشكيل ( تنقيط ) القرآن الكريم .. ووقوفك بحزم من الخوارج .
وإدارتك وفصاحتك ..
إلا أن لي عليك مأخذ وتحفظ كبير .. وهو قتلك .. التابعي الجليل سعيد بن جبير … ومن بعدها يا حجاج … لم ترى خيراً أبدا ً ..
قال الحجاج : لقد إعترفت في حياتي بهذه الغلطه الشنيعه .. وقلت مراراً .. مالي وسعيد .. مالي وسعيد .. وكنت أراه في منامي .. إلى أن أنتقلت إلى رحمة الله ..
فقلت له : أنني أتهمك باللقافه وتضع نفسك في غير مكانها الصحيح .. فعندما عرض أمير المؤمنين ولاية العراق في مجلسه الحافل بالفرسان الكبار والقاده … لم يتقدم أحد .. ما عداك أنت بلقافتك عندما قلت :
أنا لها يا أمير المؤمنين وكررتها ثلاثة مرات .. وتجاهلك أمير المؤمنين ولم يلتفت لك إلا في المره الثالثه .. فيا حجاج .. المعروف عنك بأنك لست من الفوارس وأطبع ( ليس لك مؤخره ) ودميم نوعا ما ..
فقال : شف يا أبا جهل .. السبب في تقدمي لولاية العراق هي الثقه العاليه بالنفس .. وأما كوني أطبع .. ودميم على حد قولك .. فأعمالي تتحدث عني وإبن الإشعث يعرفني حق المعرفه ..
وبعدين .. ألا تقولون أنتم يا أهل الباديه أن ( الرجال مخابر .. ماهيب مناظر ) .. فألقمني الحجاج رطبا في رده هذا ..
ثم قال : يبدو بأنك جرئ في الكلام وتخاطبني دون لقب بقولك .. يا حجاج ..
إلا إذا كنت زميلي في الروضه .. أو أخي في الرضاعه .. أو زميل مهنه .. عندما كنت مدرسا للبزارين في الطائف في بداية شبابي …
قلت : لا هذه ولا تلك .. والمعذره يا سيدي .. فهذه الجرأه في بعض الأحيان .. فمرجعيتها أنني أتيت إليك من هذا العالم المتمقرط المتعلمن المتأقرط ( التكنوقراط ) المتلبرل والراديكالي المتأمرك ..
والذي فيه زعامات هؤلاء .. أول ما يشطح .. ينطح .. وينطحون أهلهم وولاة أمرهم .. بقرون من طين .. بلا مسلكيه وبلا حجه ..
قال : ومن أين لكم هذا ؟؟؟
قلت : جاءنا من قليلي الوالي .. الغرب .. ونشره بين ظهرانينا التغريبيون .. هواة الهمبرجر والمارلبورو ..
وهنا .. أراد الحجاج ان يعجل لي بالجائزه ..
قائلاً : يا غلام .. أعطيه خمسون بعيراً و مائه تيس .. على أن تكون الإبل من الــــِوضح والشعيليات والتيوس من السديسيات ..
فقلت له : يا حجاج أنت وين والناس وين .. ألله يهديك .. أما عن ( الأباعر ) فيكفيني أباعر قومي .. وأما ( التيوس ) فيا كثرها كثراه ..
ولكن :
ألا أمرت لي بقطعة أرض على شارعين وعلى الكورنيش ؟؟؟
وأستدار الحجاج وجمع قواه قائلاَ :
ألست أنت من جماعة ( أبا شليويح ) يا هذا ؟؟
قلت مستبشراَ .. نعم ياسيدي …
فقال : أين أنت وأرض الكورنيش يا هذا ؟؟
مواطن .. وكورنيش … ؟؟؟ يا للــهول ..
وهنا أدركت أن الحجاج قد ( مصخها ) فكان لا بد أن ( أردح ) له ردحا شرقيا بديعا .. كما هي العاده ..
فقلت له : أنت اردت التقليل من شأني .. ولكن بما أنك بدأتها يا أبا جوزيف .. وينك من غزاله ( الخارجيه ) التي أحرجتك وهزأتك ..
بقولها لك :
أسد علي وفي الحروب نعامةً **** ربذاء تفزع من صفير الطائر
هلا برزت إلى غزالة في الوغى **** بل كان قلبك في جناحي طائر
………. قال : لا تكمل .. أعترف بهذا .. فلست فارسا من الفرسان ..
ثم أضفت : وتطليقك للقرشيه التي تزوجتها .. حيث طلقتها غصبا عن خشمك .. بناءا على الأوامر التي أصدرها إليك أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان .. حيث خطبها لنفسه .. ( بعد أن إستخسرها فيك ) .. وعندما أرسل إليها خاطبا .. قالت له : أن الإناء قد ( ولغ ) به كلب .. وهي تعنيك بالطبع …
وأجابها عبدالملك بن مروان .. لا بأس بغسل الإناء سبعا .. ولكنها وافقت بشرط … أن تسير أنت حافيا وتقود بنفسك القافله الى الشام .. ووافقت وتهزأت .. حيث أسقطت القرشيه في الطريق .. دينارا من الذهب .. وقالت لك : لقد سقط مني درهم فابحث عنه .. وبحثت ووجدته دينار من الذهب فقلت .. هذا دينار من الذهب وليس درهماَ ..
فقالت .. الحمد لله الذي أبدل درهمي بدينار …
الحجاج : وأنا أقول .. الحمد لله ألذي توفاني .. في عصري ..
وكان الله في عون أمرائكم عليكم ..
تقولون كثيرا .. وتعملون قليلا .. ألسنتكم مبارد .. وتتعاملون مع بعضكم البعض كالعقارب …
تــُنظــّرون في الفضائحيات .. وغالبيتكم زعماء .. والذي هو غير زعيم .. فهو يريد أن يتزعم .. ثم قال الحجاج لحاجبه بغضب :
أخرجوه …..
فخرجت … سالما .. بحمد الله .. !!!