كان زعيمهم في الجاهليه .. ( عروه بن الورد ) .. ويسميهم ( الإخوان ) وفي ذلك يقول :
ولا أترك الإخوان ما عشت للردى *** كما أنه لا يترك الماء شاربه
والصعاليك لا يربط بينهما الدم .. ولكن رابطهم الوحيد هو التمرد على مجتمعهم …!!
إنضم لهذه الفئه .. الغرباء السود .. اللذين لم يعترفوا عليهم آبائهم بنسبهم إليهم .. ومن هؤلاء :
تأبط شرا والشنفري والسليك بن السلكه ..
كما كان مع الصعاليك .. طائفه من الفقراء اللذين تصعلكوا .. نتيجة الظروف الإقتصاديه الصعبه التي كانت تسود المجتمع في ذلك الوقت …
وكلمة ( صعلكه ) في اللغه .. معناها الفقر ..
وهذا التجمع قد جعل من الصعاليك .. قوه لا يستهان بها .. يلتقون على الإستعداد للغزو .. وهدفهم التمرد وعدم الخضوع للنظام القبلي السائد ..
ومن أبرز صفاتهم الشجاعه وعدم الخوف من الموت ..
وهذه الصعلكه .. مبدأها قائم على أن للضعيف حقه لدى القوي .. والتساوي فيما بينهم .. في الغنائم التي يكتسبوها من الغزو .. ويعينوا المحتاجين .. ولا يتعرضون لأصحاب المال من الكرماء .. ولكنهم كانوا يغزون أصحاب المال البخلاء .. لقناعتهم أن المال .. مال الله .. للفقراء والمحتاجين حق فيه .. وهم كما نقول : ( كسـّاب وهـّــاب ) ..
والدارس لحياة الصعاليك .. يرى فيهم .. رؤيا تكافليه إجتماعيه .. فإذا ما أجدبت الديار .. لِشـُح الأمطار .. فيجمعون المرضى والضعفاء والمسنين من قبائلهم المختلفه .. وينفقون عليهم .. حتى يبرأ المريض من مرضه .. والضعيف يتعافى .. وإن أخصبت الناس .. أعادوا الناس إلى أهلهم .. وربما عادوا وقد إستغنوا من نصيبهم من الغنائم ..!!
ولعلنا نشير هنا ( وهذا وارد جدا ) أن ( البروليتاريا ) التي أشعلها ( كارل ماركس ) مقتيسه في الأساس من ثورة الصعاليك ..
إلا أن الفرق واضح .. بين ما دعى إليه ماركس البروليتاريا .. التي صبغها بالحقد والدم .. وبين التمرد الإجتماعي لللصعاليك العرب .. وما كان فيها من أخلاق عربيه أصيله ..!!