يعد الشغف في ممارسة الهوايات أحد أبرز سمات المبدعين، لقضاء أوقاتهم بما يعود عليهم بالفائدة.فعلى سبيل الذكر، يقضي المواطن عبدالكريم البلوي معظم وقته في مزاولة شغفه وهوايته في النحت، ففي كل زاوية من رفوف منزلة تجد على متنها منحوتات متنوعة، تحاكي أبرز المعالم التاريخية لمحافظة العلا التي ولد وترعرع فيها.ويروي البلوي أن بداياته في هذه الهواية منذ الطفولة، حيث تعد العلا بيئة محفزه تساعد على النحت والخروج بمجسمات وأعمال رائعة. مضيفا بأن عملية النحت تحتاج إلى الإتقان والصبر، فقد يصل العمل في بعض الأعمال إلى أيام وشهور.ويضيف البلوي بأنه أصيب في عموده الفقري جراء حادث مروري بمنتصف عمره، وأخبره الأطباء بأنه قد يعيش بقية حياته مقعدا على عربته المتحركة ذات العجلتين، فأدرك وقتها أنه وإن توقفت قدماه عن الحركة فلن تتوقف يداه عن الشغف والإبداع، بل ستجعله تلك الإعاقة أكثر إصرارا على إثبات وجوده، ومواصلة موهبته التي بدأت معه منذ الصغر.واستلهم من تجربته لكل شاب من ذوي الإعاقة أن يمارسوا هواياتهم وشغفهم في تحقيق طموحاتهم وأهدافهم، مشيرا إلى أنه دائما يتطلع إلى تطوير موهبته وتسويق أعماله، وعرضها وبيعها في الأسواق، حيث تستقبل العلا سنويا كثيرا من الزوار من مختلف دول العالم، وما تقدمه الهيئة الملكية لمحافظة العلا من دور كبير في دعم أبناء وبنات المحافظة خلال البعثات، والدورات التدريبية، وورش العمل التي تقدم مجانا.