
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابراهيم عواد التلفيه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أتقدم بخالص العزاء والمواساة لأسرة المرحوم بإذن الله تعالى
أحمد البلوي ونسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته
ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان
والحقيقة إن أخي عبدالله وكعادته عندما يطرق باباً أو يطرح قضية يحتاج من يأتي بعده
إلى جهد مضاعف ليعلق على الموضوع أو ليضيف نقطة معينة حيث عودنا على الطرح
الوافي والجواب الشافي فشكراً له ولقلمه المتميز دائماً
ومع ذلك كله أقول :
لاشك أن مجتمعنا بشكل عام يجد راحة كبيرة في تقبل الأخبار وتلقفها دون تدقيق في ما هيتها
حتى أصبحنا كالوعاء الذي يسكب به الآخرون ما يرغبون مع ثقتهم الدائمة بأننا سرعان ما ننضح لنسكبه في وعاء آخر ....وهكذا .
والحقيقة التي قد نغفل عنها أن لكل عمل من الأعمال طبيعته الخاصة وظروفه وملابساته التي
قد لايدركها إلا المختص في ذلك العمل وبالتالي ما قد يراه الآخرون خروج عن المألوف وكارثة
في بعض الأحيان يكون وبحسب طبيعة ذلك العمل أمر قد يحدث ولا يستحق الضجة .
فكثيراً وفي ما يخص عملي أنا على وجه التحديد أجد تفسيرات غير مبررة وارتجالية لبعض ما يحدث من أشخاص غير مطلعين على طبيعة العمل واجراءاته فيضخمون بعض الأحداث ويحورونها بطريقة تخدم مصلحة معينة في حين يكون الواقع ومن وجهة نظر العالم بحقائق الأمور وطبيعة العمل لا تخرج عن كونها أمر طبيعي قد يحدث وقد لايحدث ولامبرر للتضخيم .
ومن هنا فإنني أتحفظ وبشدة على أي تفسير لما حدث لأخينا أحمد وأي اجتهاد في هذا الأمر لأن ذلك لن يكون إلا من باب الشحن والتفريغ الأجوف .
ومن يعتقد أن هناك عمل يخلو من الأخطاء فهو شخص غير واقعي ..الخطأ قد يحدث في أي مجال من مجالات الحياة ولكن الفرق في أن بعض الأخطاء توضع تحت مجهر الانتقاء ليس لذاتها ولكن لأنها وسيلة لتحقيق غاية معينة .
قد ينجز شخصاً ما عمل رائع وهام ونافع ولكن لأننا لانحبذ ذلك الشخص نحاول أن نتجاهل انجازه أو نقلل منه حتى نحيد دور ذلك الانجاز الذي نثق أنه لايحقق مصالحنا أو لايتفق مع توجهاتنا .
وفي المقابل قد يحدث خطأ بغض النظر عن حجمه ولكننا نضعه تحت مجهر الانتقاء الذي ذكرته ليس من أجل تلافيه أو محاولة علاجه بل من أجل النيل ممن ارتكب هذا الخطأ وجعله مذنباً وتجريمه لأن ذلك يخدم مصالحنا بطريقة أو بأخرى .
هذا بالضبط ما يحدث عند تناول صحافتنا الموقرة للأحداث فكثيراً من الانجازات والاحداث الهامة أجدها بعد عناء وقد همشت حتى يكاد لايعلم عنها إلا القليل .
في حين هناك أحداث عابرة تفرد لها الصفحات وتكتب بمانشتات عريضة ليس لأهمية الحدث كقضية عامة ولكن لأن هذا الحدث يعتبر فرصة سانحة للنيل من شخص أو جهة أو جهاز معين من أجهزة الدولة .
قد أتفق مع من قال أنه ليس كل من يعمل في الصحافة علمانياً ولكنني أجزم بأن مراكز النفوذ وأصحاب السلطة يتبنون ذلك التوجه ويخدمونه بشتى الطرق والوسائل .
ختاماً أشيد كما أشاد أخي الفايدي بطريقة كل المعنيين من قبيلتنا في التعاطي مع هذا الحدث الذي آلمنا ولكن المؤلم أكثر هي دموع التماسيح التي ما زالت تذرفها صحافتنا الموقرة والتي أكاد أجزم بأنها لن تنطلِ على أحد .
معذرة على الاطالة وشكراً لسعة صدوركم
المفضلات