نفهم أن المدير يساند موظفيه المخلصين،ويسعى لتحقيق احتياجاتهم، وإشباع طموحاتهم الوظيفية وبالتوازي
لا يدخر جهداً لمناصرتهم في حال لو تعرض أحدهم لمشكلة ما.



لكن ما لا نفهمه ولا يمكن قبوله في أي حال وتحت أي ظرف هو وقوف المدير ومساندته لموظفين غير مخلصين في عملهم،
فضلاً عن أنهم غير أسوياء في سلوكهم وأخلاقياتهم،

والشاهد أنه بمجرد أن يتعرض أحدهم لمشكلة أو حتى قضية ما تجد المدير يكابر مستخدماً نفوذه وأساليبه لتخليص الموظف وتبرئته،
وأكثر فقد يحاول جاهداً في كثير من الأحيان وأد الشكوى أو القضية وإجهاضها قبل أن تظهر على السطح.

فكثير ما نسمع أن أحد المراجعين اشتكى لدى المدير عن سلوك أحد موظفي إداراته بأنه أهانه دون وجه حق ،
إلى غير ذلك من السلوكيات التي تتنافى مع أبسط أبجديات الإدارة
وما كان من المدير إلا استرضاء المراجع وتخديره بكلمة
«سوف أتخذ اللازم»

وهو في حقيقة الأمر لم يكلف نفسه حتى استدعاء الموظف و توبيخه على ما اقترفه طبعاً هذا اذا ما حط الوم على المراجع

و لو تدخل احد الموظفين لللإدلاء بشهادته بما رائه من خطاء زميله و حاول الاعتذار من المراجع
تثور ثائرة المدير عليه و يحمله هو الخطا


ترى لماذا يفعل المدير ذلك؟

قد يقول قائل إن المدير يقف مع هؤلاء الموظفين لأنه على شاكلتهم،
ورب قائل يرجع ذلك السلوك لضعف المدير وقلة حيلته امامهم
و قد يقول اخر بانه ليس ضعيفا كما قد يتصور البعض وربما يكون مستقيما في سلوكه وهذا ليس لغزاً خصوصاً إذا علمنا أن الدافع وراء ذلك السلوك
هو حبه لمنصبه وتمسكه بكرسي الإداره

قد يقاطعه أحدهم ساخراً ما علاقة حب المنصب بتلك التصرفات

معك حق بالفعل ليس هناك علاقة إذا تحدثنا من منظور موضوعي وواقعي
لكن بعض المديرين للأسف أنانيته المفطرة وهاجسه
(المرضي) على منصبه يجعلانه يتصور أن أية مشكلة أو قضية
يدان بها أحد موظفيه بمثابة وصمة تدنس إدارته وتطال سمعته كمدير الأمر الذي قد يتسبب في إزاحته من منصبه


وأود أن أهمس في أذن هؤلاء المديرين،
ولماذا أهمس أقولها بصوت عالٍ،
إن تلك السلوكيات هي التي سوف تفقدكم ما هو أهم من المنصب

وهو احترامكم و اخلاصكم للأمانه الموكله لكم كونكم تواطأتم أو تسترتم
(سمها ما شئت)
على أشخاص ضارين بمصالح الاداره

كان الأجدر أن يتلقوا العقاب المناسب لينصلح حالهم وليرتدع غيرهم بدلاً من تركهم يعيثون بلا رادع

و محاربة المصلحين بدلاً منهم



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي