بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه :
كثيراً ما يدندن الشاقون للصف الإسلامي - من دعاة إنهاء مقاطعة جبن بوك الذي لا يقاوم - أن توصيتهم بإنهاء المقاطعة إنما هو نتاج مؤتمر عالمي حضره أكثر من ثلاثمائة عالم ومفكر زعموا !!
وعندما تسأل عن هوية هؤلاء الدعاة المزعومين لا تظفر إلا بأسماء لا تجاوز أصابع يديك !!
تتجول في المواقع وتسأل من حضر علك تتعرف على هؤلاء الأعلام الذين يطلب من الأمة كلها من شرقها إلى غربها أن تنقاد خلف توصياتهم وتكون صدمتك كبرى عندما تعلم حقيقة هؤلاء الدعاة فما حقيقة هؤلاء الدعاة :
(1) قسم منهم رافضة ممن جعل سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ديناً يتقرب به ، والطعن في زوجاته الطاهرات عقيدة ... فهل مثل هؤلاء يسمع لهم ويطاع !!
أم مثل هؤلاء يسألون نصرة النبي صلى الله عليه وسلم وهم من أشد الطاعنين فيه – بأبي هو وأمي – صلى الله عليه وسلم .
بل هاهم إخوانهم في العراق من أهل الرفض ينصرون جنود الدنمرك .
عار على المؤتمر وعلى من يؤيد قرارات المؤتمر أن يدلس على الناس ويزعم أن أمثال هؤلاء الروافض من العلماء والمفكرين الذين تصدر الأمة عن رأيهم .
(2) قسم من موظفي الندوة وموقع الإسلام اليوم جاءوا يشهدون منافع لهم و لا يفوتهم هذا الشرف ولكي يتعلموا كيفية شق الصف منذ نعومة أظفارهم !!
ليس لهم من العلم والفكر نصيب إلا إنهم جاءوا لتكثير السواد فحسب ويصبحون أرقاماً تطالب الأمة بالاستجابة لهم.
(3) وقسم من العقلانيين والتميع الفكري ممن يسميهم الشيخ جعفر إدريس بأهل الأهواء دعاهم ممن هو على شاكلتهم .
فهل هؤلاء يقبل لهم قول في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم وهم ممن يطعن في سنته الشريفه ويرد عليه صلى الله عليه وسلم قوله ، بل فيهم من المميعين لقضية الولاء والبراء مع أهل الكفر فالنصارى إخوان لهم بل يترحم على زعيمهم الهالك بابا الفتيكان ويسأل له الرحمة على ما قدم للبشرية من خدمات .!!
بل هو يحرم الاستهانة بمقدسات البوذيين والهندوس فهو يقول : (لعلك تذكر أني قلت هنا حتى مقدسات الأديان الوثنية البوذية والهندوسية لا يجوز الاعتداء على مقدساتها ولا الاستهانة بها )
يعني لا تستهين بصنم ولا حجر ولا تسخر منها ، فهل مثل هذا مما يسمع له قول فضلاً أن يرأس على مؤتمر يحضره ثلاثمائة عالم كما يقولون .
(4) وقسم من أهل الصلاح والدين والفكر نحسبهم كذلك غرهم اسم المؤتمر واسم من دعاهم إليه فستجابوا له ولكن صودر رأيهم فوقعوا على بياض بحسن نية ، فاستغله رئيس المؤتمر وأمينه وأصدروا توصيات قد أعدت سلفاً وتم الاتفاق عليها قبل المؤتمر كما يقول بعض المشاركين في المؤتمر نفسه !!
يقول أحد المشاركين في هذا المؤتمر وهو أحمد عبد الجبار : ( ... لكن المسائل كانت معدة مسبقا بما فيه القرارات والتوصيات وتحولت الندوات إلى منابر خطابية وحتى الخطب كانت مبتورة "لضيق الوقت" ) ( موقع العصر ) . واقرأ كذلك مقال محمد الهرفي أحد المدعوين لتعلم حقيقة تنظيم المؤتمر .
المؤتمر قبل انعقاده فاقد لحريته حين رضي بدعم شركة آرلا له عن طريق وكيلها "المنجم " وموزعها الذي فقد جزءاً من دخله الذي كان يصب في جيبه أعني " العثيم " الذي حسب المقاطعة إنما هي يوم أو يومان حتى إذا طالت عاد يعض أصابع الندم وينقض غزله، ولذلك لا تستغرب حماسته المنقطعة النظير حيال إيقاف المقاطعة وحمل رايته إنهائها بشكل مقزز .
فماذا تتوقع من مؤتمر تدعمه شركة دنماركية ؟
هل ستخرج منه بتوصيات تحث الناس علىمواصلة المقاطعة حتى تحقق أهدافها ؟
ونحن نذكر سيادة رئيس المؤتمر بقوله لعمرو خالد عندما ذهب إلى الدنمرك : (... الحوار اللي بيطالب به بعض إخواننا مثل عمرو خالد ومجموعته اللي بيقولوا عليهم دعاة العالم الإسلامي الحقيقة خروج على الإجماع، إجماع علماء المسلمين وأنا كان اتصل بي عمرو خالد منذ حوالي ثلاث أسابيع أول الأزمة واستشارني في هذا الأمر إن بعضهم طلبوا إن يذهب إلى الدانمارك لتهدئة الأمور قلت لا ده هذا التهدئة في هذا الوقت غير مطلوبة وغير محمودة، الأمة الإسلامية لازم تغضب لدينها، لماذا تقطعوا الطريق عليها؟ لابد أن يشعر هؤلاء الناس أنهم أساءوا إلى أمة كبرى.. مليار وثلث مليار من البشر فلابد لهم أن يعرفوا هذا ولابد أن نعرفهم بهذا )
ونحن نسألك إذا كنت تعتبر عمل عمرو خالد خروجاً عن الإجماع أليس عملك مثله خارق للإجماع ؟؟
لماذا التهدئة الآن ؟ لماذا تقطعون الطريق على الأمة وتطلقوا رصاصة الرحمة على المقاطعة المسكينة ؟
ومن ثم نتساءل ما الفائدة من هذا الحضور الذي جاوز الثلاثمائة كما يقال إذا كان القرارات بيد الرئيس والأمين ؟!!
لماذا كل هذا العناء والنفقات إذا كان القرار بيد شخصين اثنين يستطيعان التواصل عبر البريد !!
بل هل يستحق صفة مفكر أو عالم من يفوض سيادة الرئيس باتخاذ القرارات نيابة عنه !!
لو حدث مثل هذا في أحد البرلمانات لكان أضحوكة يتندر الناس بها، ولا تجد مثل هذا يقع إلا في الدول الدكتاتورية التي يختار رئيس الدولة أعضاء البرلمان بنفسه وعلى عينه كما هو وللأسف واقع مؤتمر النصرة .. حيث دعي له طيف واحد من الحركة الإسلامية وغيب الآخرون الذين يرفضون الوصاية عليهم .
دعي إليه من وافق رئيس المؤتمر وأمينه على حضوره وأبعد كل من عرف عنه معارضة لتوجه سيادة الرئيس !!
مؤتمر يذكرك باجتماعات القمة العربية تعد التوصيات الختامية قبل انعقاده ويكون أهم نجاحاته ليست قراراته وإنما بحضور أكثر الدول العربية .
وهذا المؤتمر (مؤتمر النصرة ) أهم نجاحاته وأبرز إيجابياته كما يقول أمينه في كلمته الختامية : هو اجتماع علماء ودعاة ومفكري الأمة تحت سقف واحد .!!
عندها يحق لك أن تترحم على أهل السياسة في العالم الإسلامي عندما يصادرون حق الشعوب في اختيار ممثليها إذا كان هذه حقيقة دعاة الحركات الإسلامية ..
الدكتاتورية بغيضة .. وإن صدرت ممن يحسب على أهل العلم .
الدكتاتورية كريهة .. وإن قام الإعلام بتلميع أصحابها ، فالناس بطبعها تكره من يعشق الأضواء على حساب مبادئه !!
دكتاتورية تقصي الآخرين .. ترى أنها وحدها التي تملك النظرة الثاقبة والقرار الصائب في التعامل مع هذه القضية وعلى الناس السمع والطاعة فقط . دكتاتورية نلعنها عندما يتلبس بها أهل السياسة .. ولكن نعدها قراراً ذكياً مدروساً - لله أبوه - من قام بها إن كانت من أحد دعاتنا .


المصدر