السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان للبادية ومازال شأن كبير عند العرب حيث كان العرب في السابق بل زعماء العرب على وجه التحديد يرسلون أبنائهم في سن مبكرة الى البادية لينشأوا بين أهلها يتعلمون العادات العربية الأصيلة بل ويمارسونها في موطنها الأصلي بدء من اللغة مروراً بما يبحث عنه أي مهتم بأبنائه من كرم وشهامة وصبر وجلد كانت كلها لاتتوفر بالقدر الذي يرضي الطموح الا في ربوع البادية .

ورغم أن اللغة في باديتنا قد مرت بتغيرات عدة الا أن هذه التغيرات لم تفقدها طابعها المميز الذي يميزها عن غيرها ولم تفقدها هويتها العربية التي لم تسلم من الغزو في غيرها من الأماكن الغزو بالفاظ قد جنحت بنا بعيداً عن لغتنا الأم فكثرت في أحاديثنا عبارات ليس أقلها ( هاردلك وسي يو وميرسي ) وغيرها من الالفاظ التي بدأنها نحتسيها من طبق التمدن والحضارة والتقدم المزعوم .

ورغم أن اللباس في البادية يعتبر في نظر البعض رجعيه وتخلف عن الركب الا أنه في حقيقته نوع من القيمة المعنوية التي قد فقدها البعض وتخلى عنها انبهاراً بأحدث صيحات الموضة قيمة معنوية تتمثل أبسط صورها في إمكانية الحكم القاطع على من تشاهده للوهلة الأولى أن تصنفه حيث يجب أن يكون
فليس عيباً ولا تخلف أن يكون للفرد تراثه الذي يميزه عن غيره ولباسه الذي يتماشى مع خصوصية مجتمعه .

كل ذلك وأكثر يجعلني أولاً أشد على يد كاتبتنا المبدعة على طرحها مثل هذه المواضيع التي ربما نغفل عنها في هذا الوقت الذي أشعر بأننا بأمس الحاجة فيه الى من يقول لنا انظروا أين أنتم .

ولعله من الانصاف أن نقول أن هناك أناس قد أخذوا من الجديد ما يتماشى مع قديمهم الذي يميزهم أضافوا اليه في اطار الحدود التي لاتقتحم حريته جعلوا من قيمهم وعاداتهم التي ورثوها من آبائهم وأجدادهم نبراساً لهم يدلهم على ما يصلح فيأخذوه وما لايصلح فيتركوه .

نعم أيها الأخوة البادية لها فضل علينا وهي جذورنا التي متى ما حاولنا التخلص منها سقطنا وأصبحنا عرضة لأن ننجرف مع أقرب تيار عابر .

وإنني لأرجو أن لايفهم مما سبق أنني اجير كل ما هو صالح للبادية دون الحاضرة ولكنني اقول واكرر أن البادية كانت ولازالت هي المنهل الخصب .

مرة أخرى شكراً لكاتبتنا الفاضلة وشكراً لكل من شارك بالموضوع وشكراً لمن حالفه الحظ ومازال لجذوره بقيه .