اخي الحمودي أخي ابو نادر جزاكم الله خير وبارك الله فيكما
--------------------------
البرتقالة... والجوع العربي
جاء في هذا المقال الكثير من الرد لحكم الله سبحانه وتعالى كما هي عادة هؤلاء خصوم الدين ومحاربة كل ماهو اسلاميعبدالله ثابت*
سأبدأ بالحديث عن شأن خاص بالمرأة من خلال أغنية البرتقالة، هذه الأغنية التي صارت حديث العرب في كل مكان، تماماً فكما يمكنك أن تجزم بأن كل عربي في هذا العالم تحدث ولو على سبيل الثرثرة عن العراق فإنه حتماً تحدث عن أغنية البرتقالة، وفتيات البرتقالة، والسبب برأيي هو أن هذا العربي مهزومٌ وجائع، فسيتحدث بالطبع عن هزيمته في العراق، وجوعه المركب والمضاعف في أغنية البرتقالة، ولأن الهزيمة أخذت نصيبها من التبرير والكشف، سأذهب للجوع، لأتحدث عن تركيبته الذكية في هذه الأغنية التي تضعنا في الصورة الحقيقية تماماً!.
أعتقد أن هذه الأغنية بلغت مبلغها هذا لأنها استثمرت جوع العربي للأكل ومعاناته في توفير حياة كريمة وآمنة في ظل اقتصاديات الوطن العربي المنهكة، استثمرت جوعه للأكل للوصول إلى جوعه الغريزي الشهواني للحياة من خلال امرأة جميلة، فحين يصير المشهد مركباً بهذا الشكل، ولقطة واحدة تغازل جوع البطن وجوع الغريزة بداخل هذا العربي فإن أغنيةً مثل هذه سيكون لها كل هذا الانتشار وأكثر، وهذا ما حازته هذه الأغنية من الأثر بشكل عام في المجتمع العربي كاملاً، وبالطبع فإن حضورها لدينا بشكل خاص سيكون أكثر لأننا نعيش الحالات الخاصة دوماً من كل شيء، إننا نصر على أننا استثناء، وفي هذه أقول نعم بأننا حالة خاصة وليت الصحافة تمكن كتابها يوماً ما في مقالاتهم من تقنيات التصوير ولو بالتعاون كشاهد على المقال لأضع في مقالي هذا عدة مشاهد خاصة لتفاعلنا الخاص مع أغنية البرتقالة!.
وما دام الحديث عن خصوصيتنا حتى في تناول الجوع فسأتحدث عن المرأة فيما يعني مجتمعي فحسب لأقول إن ما آلت إليه المرأة الآن من كونها خرجت حتى عن صورة الفريسة في ذهن الفحل إلى البرتقالة في عين الجائع، إن ما آلت إليه في موقفها من الحياة ونظرتها للأمور وحتى في لبسها برأيي هو علوّ لإحساس المرأة ذاتها بالهامش على المركز، قبل أن يكون هذا إحساساً جمعياً بهامشيتها، ثم اعتناقها لهذه الهامشية التي تملي عليها أنه لا يحق لها حتى التنفس إلا عبر مركز لا يمثله سوى رجل مبرر، فالمرأة الهامش التي لم يكن لها أي مشاركة في مجتمعها، وكان وجودها مقتصراً على كونها عار فلان وشرف فلان وفي وقتنا هذا برتقالة فلان، فلا حقل ولا بئر ولا عمل لها يجعل من مكانها إسهاماً اقتصادياً يبرر أهميتها الاجتماعية، بل لم تكن سوى الهامش العبء وبالتالي كانت تغطى كما تغطى السلعة، إذ في كشفها إفسادٌ لقيمتها. إنها لا تتجاوز إضافتها إلى أحد أو نسبتها لآخر، ولأن هذه الثقافة التي تعامل المرأة بهذا التصور كان لها نفوذها وقوتها وإرضاؤها لغرور هيمنتها على ذهنية الإنسان واستلاب تفكيره وبالتالي خروجه للحياة التي هي حقه، وليست ممنوحةً من أحد له، ولأن جزءاً جغرافياً ينظر للمرأة بهذه الاعتبارات مد ثقافته في جزء جغرافي آخر تعيش المرأة فيه مركزاً مهماً وحساساً فقد كانت النتيجة أن تتحول المرأة المركزية إلى هامش تتنازل فيه عن حصتها في الحياة وتسلم كل شيء بيد الرجل امتداداً للثقافة التي تكيل العلاقة ما بين الطرفين بهذا المكيال.
أزعم أن المرأة في بيئتي كانت مركزاً مباشراً تدور الحياة عليها وعلى وجودها وحضورها في التأسيس لمنظومة حياتية كاملة، وليس حصرها فقط في نطاق الأسرة، وفقدانها لوجدانها وقيمتها كإنسان لمجرد خروجها عنه. أعني أن المرأة في لحظة ما من زمننا كانت تقوم بدور اقتصادي ضخم تنهض عليه حياة اجتماعية كاملة، فذهابها للحقل ومشاركتها الأهم في الزرع والحصاد تجعل منها مركزاً مستقل التعبير والقرار والإرادة، وبالتالي فإن مركزيتها وامتلاءها بالإحساس الحر كان ينعكس في تعاملها مع الحياة بشكل عام وفي جوهرها بشكل خاص، بل وحتى في لبسها، فلم تكن تشعر بأن وجودها عبء ولا أن قضيتها تكمن في كونها امرأة، بل كانت تمارس حياتها كإنسان مكتمل الحق والتعبير غير مضطرة أن تحتكم لغير مركزيتها فلا ترى في وجهها أو يديها موضع حرمة أو نقص أو عار يجب تغطيته. وهذا ما يؤيده صريح قول النبي صلى الله عليه وسلم وصحيحه في حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم حين رأى أسماء بنت أبي بكر (يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لا يجوز أن يرى منها غير هذا وهذا، وأشار إلى وجهه ويديه).. إذن فهي قضية المركز والهامش، وما تعبئه المركزية في المرأة من كونها مخلوقاً مستقل الذات والإرادة، وما تعبئه الهامشية فيها من كونها مخلوقاً لا يمكن أن يعيش إلا لحظة يضاف لأحد أو ينسب لآخر وكلاهما سيحملان عبء هذه الإضافة خشية العار ومنقصة الشرف! وهنا وبصدد موقف المرأة من لبسها أستطيع القول إنها وبعد تحولها عن هذه المركزية فقدت الرؤية الصحيحة للحياة التي كانت تنطلق من كونها إنساناً وصارت تنطلق من كونها جسداً ربحياً تماماً كالبرتقالة مثل الفنانة روبي أو هيفاء وهبي، فكلاهما ينظران للحياة باعتبارات جسدية تناغي جوعنا العربي إلا أن هذه تغطيه وهذه تكشفه، والإنسان غائب في كلا الحالتين. إذن فكلاهما سواء والعري والتغطية هنا سواء والمرأة في غالبها هنا وهناك كلاهما لا تفهمان ما معنى أن تكون المرأة إنساناً حرّاً واقتصرتا وجودهما على هذه الجسدية بين الكشف والتغطية! وقبل أن تتصور النساء أنني أحملهن وحدهن هذا التحول الذهني المؤسف أشير إلى ما أشرت له سابقاً بأن الثقافة التي كانت تتحرك في جزء جغرافي وتمنح الرجل وحده القطبية هي المسؤولة عن كل ما حدث وهي التي عممت أعرافها وألبستها لباس الأخلاق والدين وهشمت الإنسان وأربكته وخلقت كل هذه المآزق التي صارت المرأة والرجل إليهما الآن على حدّ سواء. فلنكن على شجاعة كافية ولنقرّ بأن الإنسان حين تسلب منه حياته في العلن سيلجأ إليها في الخفاء، وهذا اللبس الذي ترتديه المرأة هو الخفاء الذي مكنها من ممارسة وجودها بشكل عكسي لا إنساني، وانطلاقاً من الانتقام لا الرغبة في الحياة السوية! أخيراً فهذه صورة صغيرة لحالاتنا الخاصة حتى في سماع أغنية البرتقالة!.
* كاتب سعودي
وقد فند الكاتب علي التمني أباطيل هذا المأفون وهي كما يلي
* ففي العبارات التالية يعتبر الولاية على المرأة التي دل عليها الكتاب والسنة أمرا يبعث على هامشية المرأة ، ويذهب أكثر من ذلك إلى اعتبار الولاية الشرعية تكريسا لما سماه ( الإضافة خشية العار ومنقصة الشرف ) ، وهنا نقول إن هذا الكلام رد واستهزاء ورفض لقول الله تعالى (قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (27) القصص ، فمن الذي ينكح ؟ ولمن الولاية على المرأة ؟ وهكذا جاءت السنة الشريفة : عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نكاح إلا بولي قال وفي الباب عن عائشة وابن عباس وأبي هريرة وعمران بن حصين وأنس ) رواه الترمذي ، فمن عبارات الكاتب الفاحشة في هذا الباب أقواله في مقالته الفاجرة : (اعتناقها لهذه الهامشية التي تملي عليها أنه لا يحق لها حتى التنفس إلا عبر مركز لا يمثله سوى رجل مبرر) (وكان وجودها مقتصراً على كونها عار فلان وشرف فلان) (وما تعبئه الهامشية فيها من كونها مخلوقاً لا يمكن أن يعيش إلا لحظة يضاف لأحد أو ينسب لآخر وكلاهما سيحملان عبء هذه الإضافة خشية العار ومنقصة الشرف!.
* وهنا يسخر من نسب المرأة إلى أبيها ، فهي لا تنسب إلا إليه قبل وبعد زواجها وهي في هذا كالرجل ، وهذا من تكريم الإسلام للمرأة ، بينما هو يعلم أن المرأة في الغرب الذي يتخذه مثالا يهين ويهمش المرأة في كل شيء حتى في تغيير نسبها بعد زواجها إلى زوجها فتنسب إليه بدل أسرتها أو أبيها ، حيث يقول الكاتب محتقرا متقززا من هذا الأمر أي نسبتها إلى أبيها (إنها لا تتجاوز إضافتها إلى أحد أو نسبتها لآخر).
* نعيه على مجتمعنا أنه لم يعد يسمح للمرأة أن تخرج للرعي والزرع والحصاد ، والسؤال : هل ذهبت أنت أيها الكاتب إلى الزرع والحصاد وأنت الرجل؟ بل أين الذين يذهبون إلى الزرع والحصاد في مجتمعنا ؟. إن من بقي ممن يهتم بالزراعة والحصاد لم يعودوا يقومون بهذا بأنفسهم بل بالعمالة الوافدة ؟ فأنى لك أن تطالب بشيء أصبح ماضيا منقرضا للرجال ؟ ولا ريب أن الكاتب لا يريد هذا ولكنه يستعمله لغرض في نفسه فهو يريدها في كل موقع مع الرجال ، وهنا نقول : إن البرتقالة الرمز الذي وظفته في مقالتك ستكون في متناول كل الجائعين ، ولك أيها الكاتب الغيور على الأعراض والنساء الحريص على كرامتهن من زاويتك ، لك أن تتصور الكارثة التي ستحل بكل برتقالة وهبت نفسها للريح العاصف والوحوش الكاسرة أيها الجائع إن هي طبقت نصائحك الفاجرة ؟ يقول الكاتب في تحد واضح للدين : (أعني أن المرأة في لحظة ما من زمننا كانت تقوم بدور اقتصادي ضخم تنهض عليه حياة اجتماعية كاملة، فذهابها للحقل ومشاركتها الأهم في الزرع والحصاد تجعل منها مركزاً مستقل التعبير والقرار والإرادة).
* وفي العبارة التالية تهكم بالحجاب ، ولكن الله انطقه بالحق من حيث لا يريد ولا يدري ، فالحجاب فعلا حفظ للمرأة من الفساد ، ولكن احتقر المرأة المحجبة حين جعلها سلعة ، يقول : (وبالتالي كانت تغطى كما تغطى السلعة، إذ في كشفها إفسادٌ لقيمتها.).
** وأخيرا يصرح الكاتب بما في نفسه من حقد على الحجاب وقيم الشريعة وأوامر الله تعالى ونواهيه وللدين القويم الذي ارتضاه الله لنا دينا إلى يوم القيامة ، في عباراته التالية هجوم بذيء و خطير على كل امرأة مسلمة أطاعت ربها واستجابت لأمره تعالى ، في عباراته انحراف خطير عن طريق المؤمنين حيث جعل العفيفات الطاهرات المتحجبات المستقيمات القانتات كالعاريات الفاجرات المنحرفات الساقطات ، واعتبر المتحجبة العفيفة تتاجر وتتربح بسترها لجسدها كالفاجرة العارية ، وذكر هنا اثنتين من رموز العري والفجور " روبي " و " وهيفاء وهبي " وفي هذا تجاوز لكل الخطوط الحمر واستهانة بالدين والقيم والمجتمع وتحقير لجميع النساء وتطاول على جميع العفيفات الحرائر من قبل هذا الكاتب الذي لم أر في بلادي نظرا له في فجور حروفه وانحلال كلماته و عدوانه الصارخ بالكلمات الفاجرة على نساء هذا البلد أجمعين بل على جميع النساء المسلمات الطائعات . وإن بيننا وبين الكاتب كلماته وعباراته الواضحة الجلية ، ومعه صحيفة الوطن التي لم ترع للدين حرمة ولا لنساء هذا البلاد كرامة ، فالله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل ، وهذه عباراته بالحرف الواحد ( وهنا وبصدد موقف المرأة من لبسها أستطيع القول إنها وبعد تحولها عن هذه المركزية فقدت الرؤية الصحيحة للحياة التي كانت تنطلق من كونها إنساناً وصارت تنطلق من كونها جسداً ربحياً تماماً كالبرتقالة مثل الفنانة روبي أو هيفاء وهبي، فكلاهما ينظران للحياة باعتبارات جسدية تناغي جوعنا العربي إلا أن هذه تغطيه وهذه تكشفه، والإنسان غائب في كلا الحالتين. إذن فكلاهما سواء والعري والتغطية هنا سواء والمرأة في غالبها هنا وهناك كلاهما لا تفهمان ما معنى أن تكون المرأة إنساناً حرّاً واقتصرتا وجودهما على هذه الجسدية بين الكشف والتغطية! )
المفضلات