اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاصفة الشمال مشاهدة المشاركة

إغرورّقت عيناها بالدموع ..... و هي مُمسكة سماعة الهاتف و تنادي بأسى
( عد يا بُني أمكَــ في حاجةً إليكــ .. محمد .. محمد ) و إذ بالإتصال قد انقطع
أقتربت منها هند و أعادت السماعة إلى مكانها و هي تُهديء من روع أمها
قائلةً / كفى يا أمي أرجوكِ رفقاً بصحتكِ ألم تسمعي صوته و تطمئني عليه..!!)
لحظتها فقط إنهمرت دموع الأم الثكلى حتى لا مست عُكازها ( يا ابنتي إن
مثله لا رجوع له .... أمثال ولدي قد حُكِم عليهم بالموت ... ليتني لم أنجبه..
ليتهــ لم يتصل ... أن قلبي يتقطع كلما سمعت صوته ...)
هنا تقاطعها هند ( استغفري ربكِــ يا أماه أنه قضاء الله وقدره.... لطالما كان
محمد ابنكِــ البار المُقرب إليكِــ .. كان أكثر أخوتي تعلُقاً بكِــ حتى إلتم عليه رفاق
السوء و ( زرعوا في عقله أفكاراً سوداء ) غيرت مجرى حياته و حياتنا ...)
لقد كان محمد هذا شاباً فتيّاً في الــ 24 من عمره طيباً حنوناً مع الجميع ..
كان سنــــــداً لوالدته بعد وفاة و الده ..و كثيراً ما كانت أمه تُداعبه بقولها
( أنت رجل البيت يا محمد ....) إلا أنه خيب ظنها ...
فقد ســــــــلكـَـ طريق الخروج بلا عودة .. كما كانت والدته تُردد دائماً
و أصبح هذا هو حال ( أم محمد ) شهوراً تمضي و هي ترتقب إتصالاً يُطمئنها
على ابنها الغائب في معمعة الحرب بدعاوى باطلة تمكنت من فكره... و أمه
تحن و تئن بين الفترة و الثانية لا تفتأ أن تذكره مع كل موقف أو حكاية
تسترسل بها على أفراد عائلتها ...
منذ رحيل ( محمد ) والحزن مُخيم على أركان هذا البيت الذي كان في يوماً ما
مآلاً للسعادة و الحيوية .. بينما الأم المسكينة تتوقع أن يأتي إليها خبر
مقتله في أي لحظة ..
و صدقَ قلب الأم إذ أنه لم تمضي شهورٍ حتى جاءهم خبره ... و هكذا قالوا لهم
و الله أعلم ( لقد قُتل محمد في عملية إستشهادية ...) لم تدمع عيناها
فلم يُبقي صبرها على فراقه في الفترة الماضية دموع ...
بل أندمر قلب أمٌ تشبع بالحزن حتى ثَمِل ..منذ أن تخلى فلذة كبدها عنها
و رحـــــــل إلى رحمة عزيزٌ مُقتدر ..
لا زالت حتى هذه اللحظة تُردد بلسان الأم المكلومة المُشفقة على ابنها
مع كل صلاةً تتجهُ فيها إلى ربها /
( رحمكَــ الله يامحمد و غفر لكَ و جمعني بكَ في جنّات النعيم يا ولدي.. )
/
/
من عطِر الأحاديث /
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فاستأذنه في
الجهاد فقال: ((أحي والداك قال نعم قال ففيهما فجاهد ))
أخرجه البخاري.
وفي بعض الروايات (( ارجع فاستأذنهما فإن أذنا لك فجاهد
وإلا فبرهما ))
أخرجه أبو داود.
صدق رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم .
( قصةٌ من نبض الواقع )
و دمتم بكل خير .





( رحمكَــ الله يامحمد و غفر لكَ و جمعني بكَ في جنّات النعيم يا ولدي.. )
بكل حق اختي العاصفه قصه رغم قلة كلماتها الى انها كبيره في معانيها
وقيمها تحمل في طياتها علامات من الاستفهام تدور حول نقطة البر والطاعه
للوالدين حتى وان كان في مخالفتهم اختيار طريق يكون لصاحبه الاجر العضيم
من شهاده او ما شابهه
صراحه اكثر ماشدني في القصه هي دموع الام ومكانت الشاب بين اهله وما
لفراقه من اثر سوف يكون وضوحه جليا احتى وان لم يتضح في الاعين فسوف يكون
واضحا في القلوب
دوما انتي صاحبت قلم راقي اختي الفاضله