أخي الكريم أبو الحارث لقد ذكرت في موضوعك هذه العبارة :

ولكن هناك ظاهرة رأيتها في مجتمعي وسمعتها عنها في مجتمعات أخرى , أن هناك قوم قد أرخو لحاهم وقصروا ثيابهم فأطلقوا على أنفسهم بأنهم الملتزمون و من لم يفعل فعلهم هم غير ملتزمون أي منحرفون ( لأن ضد الإلتزام أو الإستقامة هو الإنحراف )
فتجد ان هذا الملتزم يغتاب ويسب ويكذب ويخالف بالمواعيد ويكفر الملسمين ويفشي السر وهذه من كبائر الذنوب ومع ذلك يطلق على نفسه بانه ملتزم !!!! فلو أردت ان اسميه لسميته ملتزم على طريق الضلال , مع العلم أن مثل كلمة ملتزم لم ترد في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في القرون الثلاثة .
أخي الفاضل ذكرت في بداية كلامك أن هذا الأمر الخاطئ هو ظاهرة و الحقيقة أنك لم تكن دقيق في كلامك هو موجود و لكنه ليس ظاهرة بل هو شاذ و لكل قاعدة شواذ .

أخي الكريم أتمنى أن لا تخلط بين أمرين و هما فعل الناس و تطبيقهم للواجب فإطلاق اللحية واجب بإجماع كثير من علماء الأمة و بظاهر نصوص الأحاديث أما ما من يسميهم الناس ( ملتزمين ) و الصحيح أنه يجب أن يطلق عليهم مستقيمين *بدون تزكيتهم ، فهم بشر يصيبون و يخطئون و يجب أن لا نعمم فعلهم كما أن لا نجعل فعلهم تنقيصاً للواجب و هو ( إطلاق اللحية ) لأن بعض الناس يعتقد أن لا يطلق لحيته الا إذا خلا من جميع الذنوب و هذا خطأ فلم نعلم أن أحداً من الصحابة رضي الله عنهم كان حليقاً و مع ذلك فيهم من أرتكب الكبائر ( و هم قلة جداً ) و هم مطلقي لحاهم .

لي عودة مره أخرى لبقية حديثك


* يقول الشيخ محمد بن عثيمين من الخطأ عن نقول عن الشخص ظاهر الصلاح ملتزم و إنما نقول عنه مستقيم و ضرب دليلاً على ذلك قوله تعالى ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )

و أيضاً قوله تعالى : ( فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ )