موضوع ممتاز ورااائعينبهنا لكثير ممن " يهايطون " على الكثير وكأنهم اوتوا العلموتجده وكأنه " قوقل " على غفلةاستشهد ببعض مارود في السنة وقول بعض السلف ولن أفتي في شئ لا اعلمهكثر في الآونة الأخيرة قول: "من قال لا أعلم فقد أفتى" فما رأيكم بهذا القول؟الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد :
اعتقادي في هذه المقولة صحيحة ! لأن المراد بها أن يقول المفتي: لا أدري فيما لا يحسنه، ولا يعرف جوابه، فهي فتوى منه للسائل بعد معرفته الجواب فيما لا يعرفه، وهي دليل على شدة تثبت المفتي وتحريه فيما يفتي به، وأنه لا يفتي عن جهل، لحرمة القول على الله بغير علم، وقال النبي –عليه الصلاة والسلام-: "من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار"، وقد كان كثير من السلف الصالح إذا سئل عن مسألة لا يعلم حكمها قال للسائل: لا أدري، أو قال: الله أعلم، عملاً بما رواه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، قال: سمع النبي –صلى الله عليه وسلم- قوما يتمارون في القرآن فقال: "إنما هلك من كان قبلكم بهذا، ضربوا كتاب الله بعضه ببعض، وإنما نزل كتاب الله يصدق بعضه بعضا، ولا يكذب بعضه بعضا، فما علمتم منه فقولوا، وما جهلتم منه فكلوه إلى عالمه".
وقال ابن عباس: إذا ترك العالم لا أدري أصيبت مقاتله، وقال ابن عمر: العلم ثلاثة: كتاب ناطق، وسنة ماضية، ولا أدري، وقال ابن مسعود: من كان عنده علم فليقل به، ومن لم يكن عنده علم فليقل الله أعلم فإن الله قال لنبيه: "قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ".
وقال عمر بن عبد العزيز: من قال: لا أدري فقد أَحرز نصفَ العلم، لأنَّ الذي له على نفسه هذه القوة قد دلَّنا على جودة التثبُّت، وكثرة الطَّلب، وقوة المُنَّة.
وقال الهيثم بن جميل: شهدت مالك بن أنس سئل عن ثمان وأربعين مسألة، فقال في اثنتين وثلاثين منها لا أدري، وسئل الإمام مالك مرة عن مسألة فقال: لا أدري فقيل له: إنها مسألة خفيفة سهلة، فغضب وقال: ليس في العلم شيء خفيف، أما سمعت قوله جل ثناؤه "إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلا ثَقِيلاً" فالعلم كله ثقيل، وبخاصة ما يسأل عنه يوم القيامة، وقال : إذا كان أصحاب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- تصعب عليهم مسائل، ولا يجيب أحد منهم في مسألة حتى يأخذ رأي صاحبه مع ما رزقوا من السداد والتوفيق مع الطهارة فكيف بنا الذين قد غطت الخطايا والذنوب قلوبنا، وقال بعض العلماء: هلك من ترك لا أدري.
وقال أبو بكر الأثرم: سمعت أحمد بن حنبل يستفتى فيكثر أن يقول: لا أدري.
وذكر لأبي حنيفة قول من قال: لا أدري نصف العلم قال: فليقل مرتين لا أدري حتى يستكمل العلم. قال يحيى: وتفسير قوله لا أدري نصف العلم، لأن العلم إنما هو أدري ولا أدري فأحدهما نصف الآخر.
والنصوص في ذلك كثيرة، وآثار العلماء الربانيين شاهدة على اعتبار هذا الأصل والالتجاء إليه عند عدم القدرة والعلم.
والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
المفضلات