2741 - " إن الله عز وجل لما خلق الخلق قامت الرحم فأخذت بحقو الرحمن ، [ فقال : مه ]
، قالت : هذا مقام العائذ [ بك ] من القطيعة ، قال : [ نعم ] ، أما ترضين أن
أصل من وصلك و أقطع من قطعك ؟ [ قالت : بلى يا رب ! ] قال : فذاك [ لك ] . قال
أبو هريرة : [ ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ] اقرءوا إن شئتم *( فهل
عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض و تقطعوا أرحامكم . أولئك الذين لعنهم الله
فأصمهم و أعمى أبصارهم . أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها )* " .


قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 550 :


أخرجه أحمد ( 2 / 330 ) : حدثنا أبو بكر الحنفي حدثني معاوية بن أبي مزرد قال :
حدثني عمي سعيد أبو الحباب قال : سمعت أبا هريرة قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ، و قد
أخرجاه كما يأتي . و أبو بكر الحنفي اسمه عبد الكبير بن عبد المجيد البصري . و
قد خالف الإمام أحمد أبو مسعود أحمد بن الفرات فقال : أخبرنا أبو بكر الحنفي
بلفظ : " لما خلق الله آدم فضل من طينه فخلق منه الرحم .. " الحديث نحوه .
أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في " الحجة في بيان المحجة " ( ق 58 / 1 ) من طريق
عبد الله بن إبراهيم المقريء : أخبرنا أبو مسعود .. إلخ . قلت : و هو بهذا
اللفظ شاذ أو منكر ، و الخطأ فيه من أبي مسعود أحمد بن الفرات ، فإنه مع كونه
ثقة حافظا من شيوخ أبي داود ، فقد ذكر الحافظ في " التهذيب " أن أبا عبد الله
بن منده قال في " تاريخه " : " أخطأ أبو مسعود في أحاديث و لم يرجع عنها " .
قلت : و هو مغتفر في جانب حفظه ، لكن إذا خالف الإمام أحمد لم تطمئن النفس
للاحتجاج بمخالفته ، لاسيما و مع الإمام جمع من الرواة الثقات لم يذكروا في
الحديث هذا اللفظ المنكر كما يأتي . و من المحتمل احتمالا قويا أن يكون الخطأ
فيه من الراوي عنه عبد الله بن إبراهيم المقريء ، فإنه ليس مشهورا بالثقة و
الضبط ، فقد أورده أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 83 ) و سمى جده الصباح
المقريء ، و ساق له ثلاثة أحاديث برواية ثلاثة عنه ، و لم يذكر فيه جرحا و لا
تعديلا ، و لا وفاة ، فتعصيب الخطأ به أولى . و الله أعلم . و قد توبع أبو بكر
الحنفي من قبل جماعة من الثقات كلهم لم يذكروا ذاك اللفظ المنكر . الأول : عبد
الله بن المبارك ، و له الزيادة الأخيرة و الثالثة . أخرجه البخاري ( 8 / 580 /
4832 و 10 / 417 / 5987 ) و النسائي في " الكبرى " . الثاني : حاتم بن إسماعيل
، و عنده الزيادة الأخيرة . رواه البخاري ( 4831 ) و مسلم ( 8 / 7 ) . الثالث :
سليمان بن بلال ، و الزيادة الأولى له و الثانية و الرابعة و الخامسة أخرجه
البخاري ( 13 / 465 / 7502 ) و في " الأدب المفرد " ( 23 / 50 ) . و تابع أبا
الحباب محمد بن كعب أنه سمع أبا هريرة به مختصرا . أخرجه البخاري في " الأدب
المفرد " ( 27 / 65 ) و ابن حبان ( 2035 و 2036 ) و أحمد ( 2 / 295 و 383 و 406
و 455 ) و في إسناده جهالة ، و قواه المنذري في " الترغيب " ( 3 / 226 ) ،
فلعله لشواهده .