الرئيس الامريكي وكلبه المدلّل ..؟؟

مع وافر التقدير للجميع بمنتدانا الغالي


قال: بسياستكم المتحيزة لإسرائيل تزرعون الكراهية في قلب كل عربي مسلم..؟؟

كاتب سعودي للرئيس أوباما: كلبكم المدلل يسافر ببطاقة والفلسطيني بلا جواز سفر..؟؟

من موقف العزة والاعتدال الإسلامي، يسطر الكاتب الصحفي علي سعد الموسى ..؟؟ رسالة تقطر ألماً للرئيس الأمريكي باراك أوباما، مذكراً إياه بوعوده للدول العربية والإسلامية، ومحذراً الولايات المتحدة من زرع الكراهية في قلوب العرب والمسلمين، بالاستمرار في حماية إسرائيل، وإنكار حق الشعب الفلسطيني في دولته، ففي مقاله "من مسلم معتدل إلى فخامة الرئيس الأميركي" الذي ينشره في ذكرى نكبة فلسطين، بصحيفة " الوطن"، يقول الموسى: "تستطيع، يا صاحب الفخامة، أن تلقي بجثة زعيم التنظيم في عرض البحر، ولكن الذي لا تستطيعه هو أن تقف بثبات في مجرى هذا النهر الجارف من شكوكنا ومن ارتيابنا لمجمل السياسات الأميركية.

وحتى باعترافنا أننا جزء من أسباب هذا العداء الواضح ما بين ثقافتين وما بين حضارتين، فإن الجزء الآخر أن تعترف أميركا بكل شجاعة أنها الجزء الشريك في تأجيج روح الكراهية.

أعرف مسبقاً، يا صاحب الفخامة، أن رسالتي لن تصل إليك لسبب بسيط: ذاك أن رسائل كل هذا المجتمع العربي والإسلامي لم تصل من قبل، فكيف يمكن لرسالة الفرد أن تخترق لتصل!".

ويقدم الموسى نفسه قائلاً: "أنا سعودي عربي مسلم وهذه الهوية الثلاثية لا تقبل الفصل والتجزئة. أزعم أنني معتدل، ومثل كل سوي وسطي، أنبذ العنف والتطرف.. نحن ديانة من تاريخ عريق وعميق من التسامح والقبول ومن التعايش الإنساني مع الأديان والمذاهب والملل والنحل التي عاشت تحت لواء إمبراطوريتنا وخلافتنا بأرقى ما يمكن لحقوق الإنسان وكرامة الإنسان، ولن يصادر هذا التاريخ المضيء قصة عابرة لتنظيم أو جماعة".

ثم يؤكد الكاتب أن الإرهاب مرض أصاب كل الدول والأديان ويرصد ذلك في تاريخ الولايات المتحدة وأوربا، ويقول: "إن الذي لا تود أن تسمعه يا فخامة الرئيس، أن فلول الإرهاب، لا علاقة لها بدين أو حضارة ولم تكن في دفاتر التاريخ حكراً على ديانة أو مجتمع.

لست بحاجة لتذكير فخامة الرئيس بالجيش الأحمر البوذي ولا بكوادر (ماينهوف) ولا الجيش الإيرلندي ولا بعنصرية الـ (KKK) الأميركية ولا حتى بجذور النازية أو الفاشية من قلب أوروبا الكاثوليكية. ثم إنني فخامة الرئيس، أعرف جيداً أنكم تعلمون أن فلول الإرهاب القاعدي قد قتلت بيننا في الخريطة الإسلامية أضعاف ما قتلت لديكم في سنين عشر وأننا المستهدف الأساس لها في كل المدن الإسلامية.

إن حادث تفجير المحيا في قلب الرياض باسم جماعة إسلامية لا يختلف في شيء عن حادث أوكلاهوما الذي نثر أشلاء عشرات الأطفال بتفسير منحرف للديانة النصرانية.. إن العبرة اليوم، فخامة الرئيس، أن تحولوا ادعاءكم بنصر جوهري على فلول الإرهاب إلى رسالة واقعية تسد كل الذرائع التي ينمو فيها الإرهاب وتزدهر بأسبابها بيئته".

ثم يذكر الكاتب الرئيس أوباما بوعوده في خطاب القاهرة ويقول: "صاحب الفخامة: لقد أعدت مساء البارحة قراءة خطابكم الشهير إلى العالم الإسلامي الذي بادرتم لإلقائه من جامعة القاهرة بعد أشهر من دخولكم للبيت الأبيض. ومن المؤسف، فخامة الرئيس، أن الوقت أدبر وتولى فلم أشاهد ولم ألمس واقعة على الأرض لجملة واحدة أو وعد واحد أو التزام أدبي من كل ما قاله الرئيس الأميركي في خطابه إلينا ذات ليلة منقرضة. وعلى العكس يبدو الواقع مناقضاً تماماً لكل بنود ذلك الخطاب التاريخي".

ويؤكد الكاتب أن القضية الفلسطينية هي جوهر الصدام بين العرب والمسلمين والولايات المتحدة ويقول: "إن القضية الفلسطينية، فخامة الرئيس، ستظل لنا قضية محورية، فهذا الشعب الضارب في جذور التاريخ الأزلي لم يهبط من السماء، بل إن –palastine- كمصطلح أنثروبولوجي، واحد من أقدم عشرة أسماء على الخط اللغوي اللاتيني، ولك فخامة الرئيس أن تعود لقاموس اللغة لتدرك أن هذا الاسم أقدم من الأميركي والفرنسي والسعودي، بل هو أقدم أيضاً من اليهودي ومن كل الفصائل الكنسية".

ويمضي الموسى: "لقد قبلنا، فخامة الرئيس، بمصطلح الدولتين لشعبين، رغم أن إسرائيل لم تعرف في كل تاريخها رئيساً واحداً ولد على تراب الدولة المصطنعة.

إما أن تمحو هذا الشعب المظلوم من الخريطة وهذا ضرب من المستحيل، وإما أن تدرك أنه الشعب الوحيد على وجه هذه الأرض الذي لا يحمل في جيبه جواز سفر أو بطاقة هوية. حتى كلبكم المدلل، فخامة الرئيس، ينتقل بين دول العالم ببطاقة وشهادة صحية.

لقد جئتم إلينا، يوم خطابكم الشهير ونصف هذا الشعب البائس الحزين تحت الحصار الجائر بآلاف المئات من الأطفال والنساء، ومضى الزمن وما زال هذا الشعب في حصاره وإذلاله"، ثم يؤكد الكاتب على الدور الأمريكي في القضية ويقول: "نحن ندرك جيداً، فخامة الرئيس، أن إسرائيل تفعل كل هذا تحت الغطاء الأميركي وتحت المعايير المزدوجة في التعامل مع قصة شعبين وتحت الفيتو الأميركي الذي سمح لها أن تحتل (أراضي) شعوب أدانها مجلس الأمن قبل أربعة عقود وما زالت أرضاً محتلة".

ثم يحذر الكاتب قائلاً: "هذه هي الحقائق التي عاش على واقعها وآمن بها كل مسلم سوي معتدل، وللأسف الشديد فإن هذه هي ليست بيئة التطرف فحسب، بل هي المشروع الأميركي المنظم لتحويل كل معتدل إلى نافر وكاره للسياسات الأميركية.

إنكم بهذه السياسة تزرعون بذرة التطرف في جوف كل عربي مسلم.

إنني ألحظ هذا حتى على مسطرتي الخاصة"، وينهي الكاتب بالتحذير من غضب الشعوب ويقول: "تستطيعون فخامة الرئيس أن ترموا من شئتم في عرض البحر ولكنكم لن ترموا من عقولنا هذه الوقائع المفجعة. البحار قد تسع الأفراد ولكنها لا تتسع للشعوب".

تحيات/ماجد البلوي