أَسَاءَتْ ملامحُ الزمنِ كثيراً في هذه الايامِ حيثُ باتَتْ مخافةُ اللهِ واجتنابُ معصيتهِ من مخلفاتِ ذلك المجاهدِ في عملِه المتقنِ في جريمتِه وصارَ همُّهُ الاسماءَ والارقاءَ هو سرقة ما خفَّ وزنُهُ وكثرَ مكسبُهُ وبغض النظر عن طريقةِ جلبِها ولا يبالي في ممتلكاتِ الاخرين ولا يؤمنُ بأبجدياتِ النظامِ المتعارفِ عليه في الدولةِ ويختلقُ دستوراً يواكبُ افعالَهُ وتحركاتَهُ حتى ييستندُ عليها حتى تصبحُ عادةً ويباشرُها بشكلٍ يوميٍّ وعلى اثرِها يكثرُ تواجدُهم في جميعِ الاماكنِ العامّةِ حتى المستشفياتِ والمنتزهاتِ لا تخلو منهم فبعضهم واثقُ الخطا سريعُ البديهةِ والحركةِ ايضاً وهنا تكمنُ وتكتملُ الخطورةِ ومنهم المرتبكُ الخائفُ وهذا قد يتضحُ بسرعةٍ ويصبحُ اقلُّ خطراً من الاولِ ومن اهمِّ ما نحّصلُهُ من افعالِهم على المجتمعِ اننا نشجبُ نعمةَ الثقةِ والامانِ وتكثُرُ الظنونُ والشكوكُ فيما بينَنَا وعلى اثرِها نحصدُ ثمرةَ السارقِ اما بعداوةٍ غليظةٍ واما بكراهيةٍ مطلقه .
قبلَ فترةٍ من الزمنِ اخبرني احدُ زملائي بالجامعةِ انَّهُ قُررَ عليه عملي’ٌ في احدى مستشفياتٍ داخلَ المملكةِ وكانَ على الموعدِ وبعد اتمامِ العمليةِ بنجاحٍ استقرَّ بهِ الحالُ ولكن اثارَ المخدرِ كانَ ظاهراً على هيئتِةِ حتى انتهَى مفعولُه ذلك المخدرُ اذا بهواتفِهِ النقالةُ قد سُرِقَتْ من تحتِ وسادتِهِ .....علاماتُ تعجبٍ واستفهامٍ للمناوبين والمسئولين في ذلك القسمِ....؟!؟.. أين الرقابةُ واين الامانُ الذي نرجوه ؟ ففي هذا المكانِ وهذا الضعفِ الذي يمرُّ بِهِ المريضُ اكثرُ ما يحتاجُهُما هما الامانَ والراحةَ لا السرقةَ وزيادةَ المتاعبِولكن وبعدَ ساعاتٍ اتضحَ لَهُ انَّ السارقَ من عُمَّالِ النظافةِ حينما ارادَ تنظيفَ الغرفةِ الخاصةِ بالمريضِ.
لا نريدُ أن نخوضَ في حوارٍ جديدٍ فالعمالةُ داءٌ ليس لهُ دواءٌ كما تعلمون .. ولكن الذي نريدُهُ من حكومتِنا الرشيدةِ هي تشديدُ العقوباتِ على كلِّ من تسولُ له نفسُه بفعلٍ مثل تلكَ الافعالِ وتشويهِ سمعةِ المكان. فالواجب علينا ان نتكاتفَ مع بعضِنا البعض كي تتوحد كلمتُنا ولا ندعُ لضعافِ النفوسِ الطمعُ في مقتنياتِنا واشيائِنا
اخيراً ...
يا ترى هل بامكانِنا ان نثقفَ ونوعيَ ونحذرَ مجتمعاتِنا من تلكـَ العادةِ آملُ ذلك ......!؟
المفضلات