ضع إعلانك هنا



النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الغول والمارد - الادكتور سعيد الرواجفه

  1. #1
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    14 - 4 - 2012
    المشاركات
    191
    معدل تقييم المستوى
    446

    Cup الغول والمارد - الادكتور سعيد الرواجفه


    ************

    الغول والمارد
    **************
    الدكتور سعيد احمد الرواجفه



    57 بيتا الْغُولُ والْمَارِدْ
    ________________________________________


    الْمَارِدُ الْجَبَارُ يَخْشَى مَنْدَلِي
    وَيَعْودُ يَقْفِزُ فَوْقَ صُمِّ الْجَنْدَلِ

    فِإذِا رآنِي قَدْ قَرَأتُ الطًّلْسَمَا
    خَرَّتْ مَفَاصِلُهُ بِقُرْبِ مُحجَّلِــــــــي

    مُتَكَوِّماً مُتَخَضِّعاً فِي رَحْمَتِي
    مُتَضَائِلاً فِي حَجْمِ حَبِّ الْخَرْدَلِ

    "أنَا خَادِمٌ أَرْجُو لِعَفْوِكَ سَيِدِّي"
    مُتَلَعْثِماً فِي تَمْتَمِ الْمُتَوَسِّلِ

    إنْهَضْ بَأمْرِي وَاقِفاً مُتَأَدِّبَـــاً
    وَعِقَابُ مِثْلِكَ أَكْلُ جُرْسِ الْحَرْمَلِ

    إمْضِ لِتَوِّكَ فِي الْفَلاةِ مُنَادِياً
    وَأجْمَعْ لِرَبْعِكَ فِي الْمَكَانِ الأفْضَلِ

    واْنْقُلْ إلَيْهِمْ آمِراً مِنْ آمِرِ
    أنـِّي عَلَيْهِمْ فِي الْغَدَاةِ مُحَوِّلِ

    فَتََفَازَعَ الْمُرْدَانُ هَذَا مَارِدٌ
    كَئِبٌ كَذَاكَ الْمَارِدِ الْمُتَهَلِّــلِ

    كُلُّ لَهُ هَيْءٌ تَعَمْلَقَ شَكْلُهُ
    مِثْلُ الدُّخَانِ الصَّاعِدِ الْمُتَجَدِّلِ

    ذَا أَسْودُ اللِّوْنِ وَذَاكَ الأبْيَضُ
    مُتَشَامِخاً فِي الْجَوِّ يَنْظُرُ مِنْ عَلِ

    وَتَرَى لآخَرَ رَكِّبَتْ ألْوَانـُــهُ
    يَبْدُو كَطَيْفٍ فِي حَنَايَا الْمُصْقَلِ

    وَالْبَعْضُ يَرْكَبُ مُسْرِجاً شُبُحاً هُنَا
    مِثْلَ الْخُيُولِ تَلَمْلَمَتْ مِنْ أَخْيُلِ

    جَمْعٌ كَثِيفٌ جُمِّعُوا وَتَصَايَحُوا
    صَوْتٌ لَهُمْ دَوَّى كَقَذْفِ الْقُنْبُلِ

    لَبَّيْكَ سيِّدُنَا بِأَمْرِكَ فُزِّعَتْ
    هَذِي الْجُمُوعُ وَأُقِفَتْ فِي الْمَحْفَلِ

    فَكِرَهْتُ أَنْ يَبْقَى خِلَافاً شَكْلُهُمْ
    هَذَا التَّنَاقُضُ فِيهِ لــــــمْ أَتَحَـــمَّلِ

    هَيَّا جَمِيعاً وَحِّدُوا ألْوَانَكُمْ
    فََتَصَاغَرُوا وَتَحجَّمُوا فِي الأضْئَلِ

    وَتَحَوَّلُوا قُزُماً تَوَحَّدَ هَيْئُهُمْ
    وَتَنَظَّمُوا وَتَصَافَفُوا فِي الأْكْمَلِ

    "أيْنَ الزَّعِيمُ لِيَأتِي لِي حَالاً هُنَا"
    فَبَدَا الزَّعِيمُ مِنَ الطِّرَازِ الأوَّلِ

    "قدْ جِئْتُ حَالاً مَا الأوَامِرُ وَالْنُّهَى
    أُأْمُرْ نُطِعْ لَكَ فِي حُدُودِ الْمُنْزَلِ؟"

    أُدْنُ إليَّ كَبِيرهُمْ مُتَنَصِّتاً
    واْسْمَعْ لأَمْرِي طَائِعاً لِي وَافْعَلِ

    "إخْدَعْ لِرَبْعِكَ بِالْكَلَامِ مُنَمِّقاً
    كَلِمَاتِ مِنْ زِيَفٍ وَمِنْ مُتَضَلِّلِ"

    فَأَجَابَ:مَعْذِرَةً تَرَانِي عَاجِزاً
    لا نُحْسِنُ التَّضْلِيلَ كَابْنِ الْمَهْبَلِ

    مِنْ نَارِ قَدْ خُلِقَتْ طَبَائِعُنَا وَمِنْ
    لَهَبَاتِهَا كُنَّا بِصِدْقِ الْمِقـْـــــــوَلِ

    فَنَظَرْتُ تَوّاً لِلْجُمُوعِ مُوِّجَهاً
    أمْراً لِكُلٍّ مِنْهُ غَنِّ وَطَبِّــــــلِ

    فَأَجَابِتِ الأفْرَادُ:أُعْذُرْ عَجْزَنَا
    الرَّقْصُ لِلرُّؤَسَاءِ طَبْعُ مُغَفَّـلِ

    فَشَكَرْتُ حُسْنَ لِقَائِهِمْ وَأمَرْتُهُمْ
    إفْرنْقِعُوا فَلَكُمْ طِبَاعُ الأفْضَلِ

    فَتَفَرَقُوا وَتَحَجَّبُوا وَتَكَلَّمـــُـــــوا
    صَوْتٌ تَفَرْقَعَ: طَوْعُ أَمْرِ غَرَنْدِلِ
    ________________________________________
    وَأَسِيرُ فِي الظَّلْمَا بِقَلْبٍ جَلْمَدٍ
    مُتَوَثِّقُ الْخَطَوَاتِ لَمْ أَتَزَلْـزَلِ

    وَالضَّبْعُ تُرْعَبُ فِي الشِّعَابِ جُمُوعُهَا
    مِنِّي إذَا أَقْبَلْتُ غَيْرَ مُبَدِّلِ

    فإذا رَأتْ زَوْلِي تَجُرُّ ذُيُولَهَا
    كَثِيَابِ نُسْوِ الْحَيِّ عِنْدَ النُّزَّلِ

    وَتُقَعْقِعُ الأصْوَاتَ مُقْبِلَةً وَفِي
    إدْبَارِهَا حُدُثٌ تُفَرْقِعُ مِنْ يَلِي

    نَفَحَاتُ رِيحٍ خُلِّطَتْ هَدَرَاتُهَا
    مِثْلَ الْبَرُودِ بِجِمْرِ رَكِْيي الْمِزْبَلِ

    أَضْرَاسُهَا تَصْفِيحُ قَالِبِ صُفِّحَتْ
    مُتَصَمِّتٌ كَحَدِيدِ حَدِّ الْمِعْوَلِ

    وَالْبَوْلُ يُرْشَقُ طَائِراً مِنْ أَذْيُلٍ
    تَبْغِي بِهِ سَلْباً لِلُبِّ الْعَاقِلِ

    فَإِذَا تَخَلْخلَ لُبُّ ذَا يَتْبَعْ لَهَا
    يَجْرِي إلَى أَوْكَارِهَا بِالْهـَــرْوِلِ
    ________________________________________
    وَالْغُولُ مَرْعُوبٌ يُهَزْهِزُ شِدْقَهُ
    كالرِّيحِ يَهْزُزُ فِي فَتِيلِ الْمِشْعَلِ

    قَدْ كانَ يُرْعِبُ أهْلَ حَيٍّ كُلَهُ
    والْكُلُّ يَنْدِبُ مَا فَنَى مِنْ قُتَّلِ

    بالقربِ جاورهمْ فداورهمْ بِهِ
    يَفْرِي لِشَيْخٍ فِي فِنَاءِ الْمَنْزِلِ

    بِأَظَافِرٍ حُدْبٍ وَوَجْهٍ مُرْعِبٍ
    وَحَوَادِقٍ بُرْقٍ كَزَيْتٍ مُشْعَلِ

    الْوَجْهُ أسْوَدُ وَالْعُيونُ تَفَتَّقَتْ
    شُقَّتْ مِنْ الأعْلَى فَنَحْوَ الأسْفَلِ

    مِثْلُ الْغَدِيرِ تَكَسَّرَتْ فِيهِ السَّمَا
    وَاللَّوْنُ فِيَها رَاكِدٌ لَمْ يَنْجَلِ

    أَنْيَابُهُ فِي فَجْوَةٍ مِنْ وَجْهِهِ
    كَخُيُوطِ ضُوءٍ فِي الظَّلامِ الْمُسْدَلِ

    جِلْدٌ لَهُ مِثْلُ الْكَدَادِ بِشَعْرِهِ
    شَوْكٌ تَغَزْغَزَ فِي مَسَامِ الْمُنْخُلِ

    فَأَسِيرُ نَحْوَهُ والْتَّرَصُّدُ بَيْنَنَا
    إثْنَانِ كُنَّا مِنْ طُغَاةِ البُّسَلِ

    أَمْشِي أحَاذِرُ أَنْ يَكُونَ مُبَاغِتاً
    وَتَرَاهُ يَغْلِي مِثْلَ مَاءِ الْمِرْجَلِ

    مُتهِّيجاً مُتَكَشِّراً مُتَحَفِزاً
    فَبَدَأتُ أنْذِرُهُ وَلَمْ أتَعَجِّــــــلِ

    ألْقَيْتُ نَفْسِي فِي مَحَاوِرِ أَنْفِهِ
    مِثْلَ الْحَدِيدِ الصَّمْصَمِ الْمُتَكتِّلِ

    فَتَلَمْلَمَ الْغُولُ الرَّهِيبُ يُريُدنِي
    مُتَسَدِّدِاً نَحْوِي يُحَدِّدُ مَقْتَلِي

    فَرَمَيْتُ كَفِّي لِلشَّعِيبِ مُخَامِساً
    حَجَراً زَلِيطاً مِنْ حِجَارِ الدَّحْدَلِ

    وَقَذَفْتُ ذَاكَ الْغُولَ فِي لَهَزَاتِهِ
    أقْعَى ضَعِيفاً بَاكِياً مُتَذَلِّلِي

    عَبَرَاتُهُ تَهْمِي وَصَوْتُهُ يَائِسٌ
    وَالشَّكْلُ بَائِسُ كَاليَتَيِمِ الْمُهْمَلِ

    مُتَثنِّياً أَطْرَافُهُ فِي صَدْرِهِ
    مِثْلَ الْبَريِمِ الْغَزْلِ فَوْقَ الْمِغَزلِ

    "إنْهَضْ بِجَنْبِي سَائِراً مُتَخَشِّعاً
    وَطِعِ الأوَامَر يَا أسِيرَ غَرَنْدَلِ

    وَبَدَأتُ أسَحْبُ أذْنَهُ مُتَبَلِّغاً
    أُذْنَاً سَمِيكاً مِثْلَ قُرْصِ الْمَلْمَلِ

    وَقَدِمْتُ ذَاكَ الْحَيِّ فَرَّتْ نُسْوُهُ
    هَلَعاً مُوَلْوِلَةً لَهَوْلٍ مُقْبــِـــــلِ

    أمَّا الرِّجَالُ فَقَدْ تَغَيَّرَ سَمْتُهُمْ
    سَاوَتْ نَوَاظِرهُمْ ثُقُوبَ الْمُنْهَلِ

    فَوَضَعْتُ ذَاكَ الْغُولَ تَحْتَ عُيُونِهِمْ
    "قُومُوا لَهُ" وَصَكَكْتُ بَابَ الْمَنْدَلِ

    ************************************
    *********************
    ******************
    *********
    *

    المؤلف : الدكتور سعيد احمد الرواجفه

    حقوق المؤلف محفوظة .
    يُسمح الإقتباس مع ذكر المصدر والمؤلفش

  2. #2
    عضو جديد الصورة الرمزية مقرن البلوي
    تاريخ التسجيل
    25 - 9 - 2011
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    1,941
    معدل تقييم المستوى
    467

    افتراضي رد: الغول والمارد - الادكتور سعيد الرواجفه

    ِِِِ
    روؤؤعة يعطيك العافية دكتور
    شكراً لك
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    14 - 4 - 2012
    المشاركات
    191
    معدل تقييم المستوى
    446

    افتراضي رد: الغول والمارد - الادكتور سعيد الرواجفه

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مقرن البلوي مشاهدة المشاركة
    ِِِِ
    روؤؤعة يعطيك العافية دكتور
    شكراً لك
    ************************************************** ***
    الاخ مقرن
    الروعة في حضورك المتواصل
    ************************************************** *****

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
هذا الموقع برعاية
شبكة الوتين
تابعونا